الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 23:02

غريزة نتنياهو القتالية /بقلم: د.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 11/02/15 19:46,  حُتلن: 08:04

د. محمد خليل مصلح- مختص الشأن الاسرائيلي في مقاله:

حرص نتنياهو أن يؤكد ادعاءاته بالنصر، والسعي لها بأي صورة كانت لينفد بجلده من السقوط السياسي

خطة نتنياهو الاساسية في برنامجه السياسي والايديولوجي هي اثارة الرعب والخوف ركيزة نتنياهو الرئيسية في دفع الناخب الاسرائيلي اعادة الزعامة له لإدراكه ان خصمه لا يملك تلك الثقة المتعلقة بحفظ أمن اسرائيل

مستشارو نتنياهو في حملته الانتخابية يدركون اهمية العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لكنهم يؤمنون بانهم امام خطر اعلى اهمية بقاء نتنياهو في السلطة لحماية الوجود الاسرائيلي والدولة

إنها معركة نتنياهو الأخيرة لذلك فهو يقاتل بشراسة الفرصة الاخيرة لتتويجه ملك اسرائيل أكثر رئيس وزراء سيحتفظ بلقب رئيس وزراء اسرائيل يفضل أن يترك الساحة السياسية دون أن يتذوق مرارة الهزيمة مرة ثانية

بعد تآكل ادعاءات ترميم قوة الردع الاسرائيلية نتيجة للحرب الاخيرة على قطاع غزة " الجرف الصامد " و خفوت بريق الانجازات الامنية على الجبهة الجنوبية، وانسداد الافق السياسي مع السلطة الفلسطينية في اطار عملية المفاوضات المتعثرة، وتوجه السلطة لمحاربة اسرائيل في الامم المتحدة؛ حيث حرص نتنياهو أن يؤكد ادعاءاته بالنصر، والسعي لها بأي صورة كانت لينفد بجلده من السقوط السياسي، لم يعد الان قادرا على تسويق ذلك النصر الموهوم على شركاءه في الحكومة فكيف بالناخب الاسرائيلي ! فوجد بحسب غريزته القتالية بعد إخفاقه على الجبهة العسكرية؛ ضالته في دعوته من قبل رئيس مجلس النواب الامريكي جون بينر لإلقاء خطاب امام جلسة مشتركة للكونجرس قبل اسبوعين من الانتخابات الاسرائيلية للكنيست 17 مارس دن تنسيق مع الادارة الامريكية تثير الجدل والخلاف والتداعيات والانعكاسات السلبية على العلاقات بين الطرفين اسرائيل والبيت الابيض ما يعكس عمق الازمة بين الرئيسين اوباما ونتنياهو، نتنياهو يرى في خطوته ضرورة استراتيجية لمواجهة التهديد الوجودي للدولة، خطة نتنياهو الاساسية في برنامجه السياسي والايديولوجي، اثارة الرعب والخوف ركيزة نتنياهو الرئيسية في دفع الناخب الاسرائيلي اعادة الزعامة له لإدراكه؛ ان خصمه لا يملك تلك الثقة المتعلقة بحفظ أمن اسرائيل وعلى الدولة بالإضافة الى استغلال ملف الاستيطان الذي يوظف الان بوضوح قبل الانتخابات عبر العطاءات ببناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس ؛ بحسب ما تعكسه استطلاعات الرأي داخل اسرائيل.

نتنياهو عبر حسابه تويتر " في الوقت الذي يوجد فيه من يتعامل مع البروتوكول والسياسة تتم صياغة اتفاق مع ايران في ميونخ من شأنه ان يهدد وجود اسرائيل " لذلك انا مصمم على السفر الى واشطن لعرض موقف اسرائيل امام الكونجرس والشعب الامريكي " هكذا يفسر ويوضح نتنياهو دوافعه لهذه الحرب التي اعلنها ضد البيت الابيض ؛ حتى لو اضطر الى تغيير قواعد اللعبة في الانتخابات ( فهو يغامر بزج الأمريكيين في الانتخابات الاسرائيلية في السابق لم يكن هذا من المقبول التدخل الامريكي في الانتخابات الاسرائيلية وان حدثت لكن الامريكيين حريصون الا يظهروا في الصورة او في المشهد الانتخابي الاسرائيلي، لكن نتنياهو لا يكترث اليوم بتلك القواعد ‘ فهو يغامر بتوظيف الموقف الامريكي من الملف النووي الايراني لإدارة اوباما لمصلحته الشخصية بمنع حدوث اتفاق بين الدولتين باعتبار انه اتفاق سيء يمس بالوجود اليهودي والدولة الاسرائيلية ولو بالتحريض ضد الرئيس الامريكي واثارة الفزع من احتمال توقيع الاتفاق مع ايران " اوباما يحاول بيع اسرائيل للتوصل الى اتفاق سيء وبذلك يؤثر على انتخابات الكنيست " بحسب نتنياهو هذا التكتيك يصب في مصلحته السياسية ويخدم مشروعه الايديولوجي، بغض النظر عن كل ما يصدر من ردود فعل مناقضة داخلية وخارجية ؛ حيث وجهت صحيفة " يو اس ايه تودي " المحسوبة على الجمهوريين وصاحبها روبرت موردوخ، انتقادات لنتنياهو واعتبرت سياساته مدمرة ، وانه يغامر باستبدال العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة بعلاقات بين الليكود والحزب الجمهوري".

مستشارو نتنياهو في حملته الانتخابية يدركون اهمية العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة لكنهم يؤمنون بانهم امام خطر اعلى اهمية بقاء نتنياهو في السلطة لحماية الوجود الاسرائيلي والدولة، وان بالإمكان تجاوز الازمة مع البيت الابيض، فالعلاقة بين الدولتين مرت قبل ذلك بأزمات لكن تم تجاوزها بسرعة والعودة الى العلاقة الاستراتيجية التاريخية الصهيو - مسيحية بينهما .
نتنياهو يحقق بعض النجاحات ضد موقف اوباما بخصوص الملف النووي الايراني المختلف عليه بينهما، بحسب استطلاعات الرأي 3 من كل 4 اسرائيليين لا يثقون بقدرة اوباما على منع ايران النووية، انخفاض في الثقة وقدرة اوباما على ردع ايران مؤشر مطمئن لنتنياهو لنجاح خطته بإثارة رعب المواطن الاسرائيلي والدفع بالملف الامني والنووي الايراني في مقدمة اوليات الناخب بعد ان اظهرت استطلاعات اخيرة في اولويات الناخب والمواطن الاسرائيلي بأهمية الرفاه وغلاء المعيشة ملف الاقتصاد الاولوية .
إنها معركة نتنياهو الأخيرة لذلك فهو يقاتل بشراسة، الفرصة الاخيرة لتتويجه ملك اسرائيل أكثر رئيس وزراء سيحتفظ بلقب رئيس وزراء اسرائيل ؛ يفضل أن يترك الساحة السياسية دون أن يتذوق مرارة الهزيمة مرة ثانية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة