من علامات السعادة الزيادة في العلم والعمل وكلما ازداد العبد علما وعملا زاده الله سعادة فيزداد خوفا من الله تعالى حتى يزيد في عمره بإذنه تعالى ليطمئن من الله تعالى. من خلال العلم والعمل والخشوع والذكر (إلا بذكر الله تطمئن القلوب).
وكذلك يزداد العبد في ماله حتى يصبح سخي في البذل والعطاء والتصدّق على المحتاجين فيزيده الله في قدره وجاهه حتى يكسبه حب الناس لقضاء حوائجهم والتواضع لهم.
إن من الحوائج يجب قضائها بالستر والكتمان بقوله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالستر والكتمان". إن هذه ألأمور ابتلاء وامتحان من الله يمتحن به عباده أيشكر بها أم يكفر.
فيشكر من يشكر ويكفر من يكفر ويسعد من يسعد ويشقى من يشقى. وكذلك الكرامات فهي أيضا امتحان وابتلاء من الله كالجاه والسلطان والمال.
يقول تعالى في كتابه العزيز عن نبيّه سليمان عليه السلام لما رأى عرش بلقيس: (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم اكفر, ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم).
 النعم ابتلاء من الله يظهر بها شكر الشكور ويظهر بها كفر الكفور.
يجب أن نعلم بان العلم والعمل درجات وأساسها الإيمان فكلما ازداد العمل ازداد الإيمان حتى تتحقق السعادة. لذلك من أراد علو بنيانه فعليه توثيق أساسه والاعتناء والحرص عليه وإلا يكون معرّض للتصدع والهدم والعياذ بالله فإذا تهدّم ركن من البنيان يسهل على باقي الأركان التصدع والتهدم.
إن الإنسان العامل والمتعلم عارف وحريص على تمكين الأساس لبنيانه, أما الجاهل يرفع البناء من غير أساس فلا يلبث بنيانه حتى أن يسقط شيئا فشيئا وكذلك العلم والعمل.
إن الأساس ببناء العلم والعمل كالقوة للبدن وحتى يكون العلم والعمل متين يجب أن يتكلل بالبذل والعطاء والسخاء لان اللقم تسد النقم فمن أعطى أعطاه الله ومن حرم حرمه الله إن العطاء والسخاء والتصدّق يدفع من الآفات الكثير الكثير. وهذا ما بينه الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير امن أسس بنيانه على شفى جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين).
إن تقوية الأساس للبنيان تستوجب العلم والعمل بصحة المعرفة بالله تعالى لتتحقق السعادة لنأتمر بأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). فمن أقام أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بلغ العلم والعمل وبلغ السعادة وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والناس جميعا.
أما من عمل عكس ذلك فبلغ الجهل وبلغ الشقاوة وكراهية الناس له فتضيق به الدنيا.
لذلك كانت السعادة بالعلم والعمل. نسال الله حسن العلم والعمل وحسن الخاتمة.آمين..آمين.