الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 10:02

زيت ورُب رُب وزيت/ بقلم: محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 22/01/15 21:12,  حُتلن: 07:41

محمد كناعنة أبو أسعَد / فلسطين عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البَلَد في مقاله:

ألَم يَحن الأوان لِنَتحد حولَ برنامَج بعيدًا عن تقليعة توزيع الكَراسي، فقد غَدت حياتنا ونضالنا وحديثنا عن الكنيست، أليسَ الأجدَر بنا أن نبني علاقاتنا مع بعضنا البَعض على قاعدة الإحترام المَفقود بينَ الأحزاب، أم علينا أن نَدعو لليبرمان بطول العُمر، فهوَ من جعلَ من الوحدةِ قابَ قوسينِ أو أدنى

أدرِك جيدًا أنَّهُ هُناكَ فُروقات بينَ الأحزاب والحركات السياسية البرلمانية وغير البرلمانية، في البرامج والرؤى والرؤيا وفي الأداءِ حتى، ولكن ما نَشهدَهُ على ساحَة "المعركة" يُفقد الحديث عن ذلك أي نكهة

عن القائِمة المُشتَركَة أتَحَدَّث، والصُراخ على قَد الوَجَع وما حدا يقولي ما خَصك، لاء خصني ونُص، قلنا منذُ البداية بأنَّ حرب القائمة المُشتَركة هي حرب الكراسي، وهي اللعبة الحاسمة وهي مفتاح الفَرج في تشكيلها وتشكيلَتُها، وليسَ سِرًا بأنَّنا قلنا أيضًا منذُ البدايَة موقفًا داعِمًا للوحدة مع إدراكِنا بأنَّ هذه الوحدة لن تَدوم إلى ما بَعدَ يومَ قسمِ يمينِ الولاء، للضَرورة، ومن ثُمَّ سَتُصبحُ في خبرِ كان، أو بالأصَح ستُصبِحُ مانشيطًا عريضًا على صفحاتِ الصُحف وفي عناوين الأخبار، وسَتعود حرب النُجوم والكواكِب على الفيس بوك وقد تنهار الشَبكة العَنكَبوتية من سلاطة ألسِنتنا.

نُعيد ونُكَرّر موقفنا المَبدئي من الكنيست وإنتخاباتها، تصويتًا وترشيحًا، ونحنُ مع المقاطعة وسنعمل بكل قوة لإقناعِ شعبنا بالمقاطعة وإتخاذ المَوقف الواضح من هيئة تشريعية يُدعَى بِأنَّها برلمانًا، وهي الأداة الأكثَر شَراسة وإجرامًا ضِدَّ شعبنا في كل مكان، وخاصّة في الداخل، هنا على "مواطنيها"، فَبعضهُم يقول بأنَّنا قَد نُخَفّف من دَعوتنا للمُقاطعة دعمًا للقائِمة المُشتركة، وهذا غير صحيح بتاتًا، نحنُ نَعم ندعو لِلوحدة، فالقائمَة المُشتركة هي تقاسُم مقاعِد ومَصالِح ولا تُعبِّر عن وحدة حقيقية، وهي مرتَع للخلاف والصراع بينَ الأحزاب العربية والتي من المُفتَرض أن تقف بمسؤولية أمامَ تصريحاتها ودعواتها للوحدة، أو على الأقل أمامَ ما يحصل في الشارع من قتل ودمار وخراب في مجتمعنا الفلسطيني وصراع الكراسي يَحتَدم حدَّ التَفجير، لَيتَ هذه الأحزاب ولجنتُها للوفاق كانت قَد بَذَلت للجنة المُتابعة وإعادةِ بناءها ولو قَسطًا بسيطًا مما بذلَتهُ في ترتيب الكراسي للكنيست الصَهيوني، أتُدركون لماذا يتصارعون هناكَ وهنا يبقى الصِراعُ مُؤَجَّلًا؟؟ لأنَّ الكنيست الصَهيوني هو مصدَر قوة الأحزاب، او بعضَها، وغيابها من هُناك سَيُفقدها حضورها في الشارِع، وإمتيازاتها في الصفوف الأمامية في المُتابعة، وإمتيازاتها المالية والإغراءات العَظيمة من معاشات وتلفونات وسيارات وسَفر وسكرتيرات ومساعدين/ات، فليسَ صُدفة أن تَمنَح مؤسسة صهيونية قائمة على أنقاضِ شعبنا لِبعضِ مِمن تعتبرهم أعداءَها مثلَ هذه الإمتيازات، فهي تُدرك جيدًا معنى ورقَة التوت، ودائمًا تبحثُ لها عن غطاءٍ لِعَورَتها، أليسَت هي "واحَة الديموقراطية" في الشَرق المُتوَحش، والدليل ليسَ قالولو، وإنَّما بترشيح العَرب للكنيست وصُراخهم هناكَ ملأَ القاعة وحتى لرئاسَة الحكومة نحنُ نترشَح، أنسيتُم!!!

ألَم يَحن الأوان لِنَتحد حولَ برنامَج بعيدًا عن تقليعة توزيع الكَراسي، فقد غَدت حياتنا ونضالنا وحديثنا عن الكنيست، أليسَ الأجدَر بنا أن نبني علاقاتنا مع بعضنا البَعض على قاعدة الإحترام المَفقود بينَ الأحزاب، أم علينا أن نَدعو لليبرمان بطول العُمر، فهوَ من جعلَ من الوحدةِ قابَ قوسينِ أو أدنى، ليبرمان جعلَ إمكانية جلوس الجبهة والتجمُع واردة للتفاوض وليبرمان جمعَ الطيبي والزعبي وليبرمان قَد يجمَع الشيوعيين والإسلاميين، ولا أسوق هذا الكلام من باب الشَماته، بل من باب الغَضَب على هذا الحال، غَضب إنسان يعيش في هذه البلاد ويُراقب، يُراقب الأحزاب وأدائِها، يُراقب المَوت في كل شارِع والعُنف في كل زاوية، حتى لجنة المُتابعة العُنف "اللطيف" فيها يفوق كل تَصوّر، ولن أقول فُخار يكسر بعضه، التَحديات التي تواجِهها جماهيرنا أكبر من تحديات وصول الأحزاب للكنيست أو عدمها، ليسَ من المَعقول أن تبقى الجماهير تنتَظر بيان لَن يأتي بأكثَر من توزيع المَقاعِد(هذا في حال تمَّ الإتفاق) أينَ البرنامج؟ أينَ الأهداف؟ أينتَ ميثاق الشَرف والأخلاق في بناء نهج سياسي وطني أخلاقي في قيادة الجماهير ومطالبها؟

عن وحدة كفاحية أتحَدَّث، وحدة في الشارع والمُتابعَة والجامعات والمَدارس والمُؤسسات، نحنُ نمتلك أحزاب وحركات ودكاكين وطنية، كُلٌ يُغني على ليلاه، كُلٌ يُخاطب العالم بإسمهِ في ؤقضايا الناس المَطلبية، ولا أتحَدّث عن برامج إسترتيجية، فبرامج الأحزاب العربية مُجتمعة المُمثلة في الكنيست لا تحملُ برنامجًا فكريًا إسترتيجيًا، إذَن الوحدة هي وحدة في إطار "المُواطنة"، في إطار برنامَج مطلبي، ويتقاطع حولَهُ معظم شعبنا في الداخل بمعزل عن الرؤية الإستراتيجية، فبرنامج التحرير مُغيَّب من كل البرامج على الإطلاق، وأقصِد الكنيستية، ويبقى نضالنا المُشترك في الدفاع عن وجودنا وبقاءِنا وتطورنا فوقَ أرضنا في وطننا هو النضال المُوَحِّد والمُوَحَّد، نضال ضدَّ القتل والهَدم والمُصادرة، نضال في مواجهة التمييز العُنصري في الجامعات والمَدارس والميزانيات، نضال ضدَّ التَرحيل القَسري، والأخطَر منهُ "الطَوعي" في فقدان فرص العَمل وإمكانية السَكن والبناء، نضال ضدَّ الترنسفير الداخلي، ترانسفير الطائفية المُستشري بينَ ظهرانينا، حتى تقسيمات المقاعد في الأحزاب تأخذ منحى طائِفي، وما تقولوا مش صحيح! ومش مهم! وهُناك ضَرورات!
وأخيرًا أدرِك جيدًا أنَّهُ هُناكَ فُروقات بينَ الأحزاب والحركات السياسية البرلمانية وغير البرلمانية، في البرامج والرؤى والرؤيا وفي الأداءِ حتى، ولكن ما نَشهدَهُ على ساحَة "المعركة" يُفقد الحديث عن ذلك أي نكهة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة