الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 05:01

إنتخابات الكنيست (3) في الحركة بركة/ بقلم: وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 17/01/15 09:06,  حُتلن: 13:10

وديع عواودة في مقاله:

الجبهة رفضت وآثرت خوض الانتخابات بقائمة عربية يهودية لكنها شجعت وحدة "العربي" و"التقدمية"

محمد ميعاري وبنصيحة صحفي عربي رحل عن الدنيا سافر لفسوطة وهناك تم تشكيل قائمة مع رئيس مجلسها جريس خوري وظلت اتفاقية الوحدة حبرا على ورق فخاض العرب الانتخابات منفصلين

المفارقة اليوم أن مئات المثقفين اليهود يناشدون العرب بالوحدة وبعض هؤلاء ماض في لعبة "يا لعيب يا خريب" بدعم بعض المرتزقة السياسيين

هذه حالة المخاتير الجدد في الأحزاب الكرتونية لكن عشق المقاعد ملازم للأحزاب العربية الحقيقية أيضا وبخلاف الأولى فإن هذه لا تتيح ممارسة عشق المقاعد إلا بإرادتها وبمصادقة مؤسساتها

سنة ضوئية تفصل بين الطيبي وبين الصانع وكنعان وزكور لكن حركته لم تكتمل كمولود حزبي على الأرض

منذ انتهاء هيمنة الحزب الشيوعي الإسرائيلي على التمثيل العربي في الكنيست منتصف الثمانينيات تكسرت أمنيات التوحيد على عتبة المحاصصة والكراسي ويبدو أن هذه المرة ستتحقق وإن كانت " زواج متعة " دافعها نسبة الحسم. في 1992 شهدت الساحة العربية محاولات منهكة لتوحيد الصفوف بتوجيه من منظمة التحرير وقد كانت معنية جدا بذلك أملا بفوز رابين وتوقيع أوسلو "طبخة على النار" وقتها. الحزب العربي بمبادرة الكاتب حنا ابراهيم المستقيل من حزبه الشيوعي توجه للحركة التقدمية وعرض الوحدة هو ومحمد حسن كنعان ود. محمود يزبك وأحمد الخواجا التقوا محمد ميعاري في الناصرة وعرضوا عليه فسأل كيف يتم تركيب القائمة الوحدوية فقالوا: الأول والرابع لك أو الثاني والثالث.. خياران.

وافق الطرفان على الاتفاق الأولي ومن هناك جرت اتصالات مع الجبهة فتم اللقاء بتوفيق زياد وتمار جوجانسكي وعوزي بورشطاين وغيرهم. الجبهة رفضت وآثرت خوض الانتخابات بقائمة عربية يهودية لكنها شجعت وحدة "العربي" و"التقدمية". بعد الاتفاق هاتف الراحل زياد صحيفة "الاتحاد" ودعا للتوقف عن القول "همتكديمت" و"حزب دراوشة " بناء على اتفاق في تلك الليلة.

السلطة الفلسطينية
محمود عباس (أبو مازن) مفوض الرئيس الراحل ياسر عرفات استدعى بعض الشخصيات من الداخل للقاهرة منهم الراحلان إبراهيم نمر حسين والشاعر سميح القاسم. جاء ذلك بعدما مهد الطريق د. وجيه القاسم ( أبو مروان) سفيرنا في الرباط وهو دور يقوم به اليوم محمد المدني بتكليف من عباس الذي صار رئيسا وما زال بعد 22 عاما ينتظر الفرج من " العمل". بالقاهرة تم الاتفاق على تشكيل لجنة وفاق برئاسة إبراهيم نمر حسين وشخصيات أخرى. اجتمعت اللجنة الوفاق في شفاعمرو. محمد زيدان ( أبو فيصل) مؤسس حركة "المستقلين" هاتف إبراهيم نمر حسين وطالب أخذه بالحسبان. لجنة الوفاق اقترحت ترتيب القائمة المشتركة على النحو التالي دراوشة، ميعاري، زيدان، الصانع، تميم منصور وحنا إبراهيم.

خسر الكنيست والبطوف

واتفق على تناوب الثالث والرابع مع الخامس والسادس. محمد ميعاري تحفظ وقال إن الحزب العربي بنفسه عرض عليه أكثر فاتصلت اللجنة بمحمد زيدان وأقنعته بالتراجع للموقع الخامس وحل مكانه تميم منصور. محمد ميعاري طالب بتعهد خطي من محمد زيدان لا شفاهة فأرسل أبو فيصل موافقته بالفاكس. لكن محمد ميعاري وبنصيحة صحفي عربي رحل عن الدنيا سافر لفسوطة وهناك تم تشكيل قائمة مع رئيس مجلسها جريس خوري وظلت اتفاقية الوحدة حبرا على ورق فخاض العرب الانتخابات منفصلين. نجح العربي وسقطت التقدمية وسقطت قائمة " المستقلين " ومعها خسر زيدان مساحة من أرضه في البطوف باعها لتمويل حملته الانتخابية. لاحقا طلب الصحفي العربي مقابلة ابو عمار لمقابلته فقال الاخير" تونس لا تستقبل ...أمثالك.

حليمة وعادتها القديمة
بعد انتخابات 1999 انشق محمد حسن كنعان عن "العربي" وأسس "القومي" لعدم ترشيحه للكنيست لكنه انتهج طريقة العمل إياها: مجاملات اجتماعية. الصانع شارك عبد الوهاب دراوشة في انتخابات 1992. في 1999 تنحى دراوشة محترما دستور الحزب وبقي الصانع مصمما على قيادة المركبة الحزبية المهترئة لفقدانها الصيانة وسقوط الديموقراطية من عنوانها رغم أنف دستور الحزب الذي أكله حمار غوار. كما في كل مرة عاد كنعان والصانع وزكور للمناورة والبقاء قريبا من ثدي البقرة البرلمانية الصهيونية وعرضوا بأشكال مختلفة وبتفاوت بضاعتهم تارة مع الموحدة وتارة مع التجمع أو الجبهة والهدف البقاء. المفارقة اليوم أن مئات المثقفين اليهود يناشدون العرب بالوحدة وبعض هؤلاء ماض في لعبة "يا لعيب يا خريب" بدعم بعض المرتزقة السياسيين. على لجنة الوفاق والأحزاب العربية الحقيقية عدم الخضوع للتهديدات والابتزازات، والاهتمام بتمثيل القائمة لكل مكونات المجتمع العربي وتضمينها شخصيات يهودية متنورة على الأقل بالأماكن المتأخرة.

هذه حالة المخاتير الجدد في الأحزاب الكرتونية لكن عشق المقاعد ملازم للأحزاب العربية الحقيقية أيضا وبخلاف الأولى فإن هذه لا تتيح ممارسة عشق المقاعد إلا بإرادتها وبمصادقة مؤسساتها. لا بأس من طرح محمد بركة ذاته مجددا بعد 15 عاما برلمانيا فهذا حقه مثلما هو حق الجبهة برفض ترشيحه حتى على رأس قائمة تمثل المجتمع العربي. لا شك أن مطالبة أوساط واسعة داخل الجبهة أيضا بالوجوه الجديدة يعكس الرغبة بدم جديد والبحث عن أساليب عمل متجددة. هو البحث عن فرصة للانتقال من تشخيص أزمة المجتمع العربي في إسرائيل لمداواتها والتأثير الفعلي عليها ومن خلال قيادات أكثر شبابية قادرة بقليل من الدعم أن تبرهن عدم صحة وجود بديل لبركة كواحدة من أهم عبر مأساة جرايسي في الناصرة. والمحاميان أيمن عودة ويوسف جبارين هما من الوجوه الجديدة الواعدة بفضل ما لديهما من رؤية أدوات ورئاسة القائمة المشتركة لا تحتاج لرخصة قيادة مركبة فضائية بغاية التعقيد، وفي الحركة بركة!

شعبية الطيبي

بحسب التسريبات بقي مطلب أحمد الطيبي بمقعدين العقبة الأخيرة دون القائمة المشتركة الحيوية ربما أكثر من أي وقت مضى. سنة ضوئية تفصل بين الطيبي وبين الصانع وكنعان وزكور لكن حركته لم تكتمل كمولود حزبي على الأرض. ومع ذلك فقط الأعمى والأصم يستطيع تجاهل المد الواسع بشعبية النجم المتجدد وهذه بالأساس نتيجة مزاياه الشخصية وتوفيقه بين الوطن والمواطنة وهذه رسالة الجمهور الواسع. ومطلبه بضمان مقعدين مشروع جدا فالإسلامية الجنوبية لا تستحق أربعة مقاعد و" الموحدة " لم تكن لتحصل على نتائجها بدون الطيبي. بنهاية المطاف يبقى الطيبي أذكى من أن يتحالف مع الصانع وكنعان وبقية الزعلانين و " ناصرتي" وهو لا شك يسدد اليوم ثمن عدم استكمال بناء حزب حقيقي بانحسار هامش مناورته وباستغلال بقية الأحزاب لهذه الحقيقة.(يتبع).

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة