أمين عنبتاوي:

يسعدنا جدًّا ونثمن عاليًا أن نستضيف في بلدنا شفاعمرو، هذا اللقاء الذي نثمنه عاليًا انطلاقًا من أنه ليس فقط واجبًا، بل جزء من عرفان بالجميل لإنسانة كالدكتورة روضة طيب الله ثراها ولجمعية الثقافة العربية التي نثمن دورها عاليًا لمجتمعنا وثقافتنا

الكاتب إياد برغوثي:

روضة هي الباقية معنا الحاضرة فينا، هكذا أطلقنا على هذه الأمسية التي ننظمها بعد سنة من الغياب للدكتورة روضة بشارة عطا الله، الباقية معنا في جمعية الثقافة العربية كما هي باقية في كل القلوب المحبة والعقول النيرة والأصوات الصادقة، وجل حياتها تكد تعمل من أجل هويته وثقافته وكرامته الوطنية والحقوقية

عممت جمعيّة الثّقافة العربيّة بيانًا وصلت عنه نسخة لموقع العرب وصحيفة كل العرب جاء فيه: "احتضنت قاعة بلديّة شفاعمرو إحياءً للذكرى الأولى لرحيل الدّكتورة روضة بشارة - عطا الله تحت عنوان " الباقية معنا، الحاضرة فينا" برعاية جمعيّة الثّقافة العربيّة، حيث تخلل الامسيّة برنامج ثّقافيّ وفنّي، منه كلمات تأبينيّة، وعرض نسيم الرّيح الموسيقي لفرقة معهد إطار وإطلاق كتاب المغيّبون".



وجاء في البيان: "هذ وافتتحت الأمسية بعرض فيلم مقتطفات من المسيرة النضالية للدكتورة روضة بشارة - عطا الله، ومن ثم رحبت عريفة الأمسية الكاتبة والإعلامية رشا حلوة بكلمات شوق للدكتورة روضة".

وتابع البيان: "يفرض الغياب نفسه علينا، ما من ضيف أثقل منه، ما من ضيف يقتحم حياتنا بوقاحة ويأخذ أكثر ما نحبه مثله، ما من ضيف يكسر أجنحة الروح مثله، هو الذي يأخذ من نحب ويبقى حاضرًا يعيدنا إلى تعاليم الحياة الأولى التي قتلها الوقت، رحيل كرحيل الدكتورة روضة بشارة - عطا الله، في امرأة نسجت مسار البقاء قبل أن تلتقي بالغياب، كما ورحبت حلوة بالحضور الكريم موجهة سلامًا لروح الدكتورة روضة وذكرت: "في هذه الليلة الدافئة نحيي ذكرى السنة على رحيل الدكتورة روضة بشارة عطا الله، ونقول لها سلام عليك يا من بروحك تزهر الأرض رغم الغياب".

واضاف البيان: "هذا وقد افتتح الكلمات رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي، الذي رحب بالحضور وقال: "مساء الثقافة لأنها الخير والنور، أعطني ثقافة أعطِك حياة أعطني ثقافة أعطِك انتماء، أولاً يسعدنا جدًّا ونثمن غاليًا أن نستضيف في بلدنا شفاعمرو هذا اللقاء الذي نثمنه غاليًا انطلاقًا من أنه ليس فقط واجبًا بل جزء من عرفان بالجميل، لإنسانة كالدكتورة روضة طيب الله ثراها، ولجمعية الثقافة العربية التي نثمن دورها غاليًا لمجتمعنا وثقافتنا"، باسم البلدية نشكركم على تنظيم هذه الأمسية، الثقافة بالنسبة لنا هي الحياة". واضاف عنبتاوي: "الدكتورة روضة كانت كاسمها الذي حملته، كانت روضة من رياض العطاء، وأحيي من اختار عنوان الحفل الحياة عطاء، روضة كانت معطاء لمجتمعنا ولشعبها، فما أحوجنا بمثل هذه اليوم لمثل هذه الخامات والطاقات والجمعيات والمؤسسات والشخصيات"،  كما تحدث باسم جمعية الثقافة العربية، الكاتب إياد برغوثي، مدير الجمعية، وقال: "باسم جمعية الثاقفة العربية أقول إن روضة هي الباقية معنا الحاضرة فينا، هكذا أطلقنا على هذه الأمسية التي ننظمها بعد سنة من الغياب، للدكتورة روضة بشارة عطا الله، الباقية معنا في جمعية الثقافة العربية، كما هي باقية في كل القلوب المحبة والعقول النيرة والأصوات الصادقة، وجلّ حياتها تكد تعمل من أجل هويته وثقافته وكرامته الوطنية والحقوقية؟ ونعمل بأن نكمل المسيرة التي بدأت، بأن نحقق الأحلام التي بها حلمت، وأن نكون ما أرادتنا دائمًا".

واضاف برغوثي كما ورد في البيان: "لقد أخذت جمعية الثقافة العربية على عاتقها ومعها رفاق الدكتورة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي ومحبيها، مهمة ترسيخ إرثها وتخليد ذكراها، بناء عليه اتخذت الهيئة الإدارية للجمعية قرارًا مباركًا، لقد قررت الجمعية أن تسمي مركز الثقافة العربي على اسم الدكتورة روضة بشارة عطا الله تخليدًا لاسمها وذكراها، وتقديرًا لجهودها العظيمة من أجل الثقافة العربية والهوية الوطنية. لقد اعتبرت الدكتورة روضة هذا المشروع حلمها الكبير ونجحت مساعيها في تجنيد الدعم له، كما شكر بلدية شفاعمرو ورئيس البلدية عبد عنبتاوي، والزميل مراد حداد وكل العاملين في شفاعمرو على استقبال هذه الأمسية، كما وتحدث عن التجمع الوطني الديمقراطي النائب د. باسل غطاس وقال: "لم تكن روضة ابنة خالة إنما كانت أختًا ورفيقة درب عشرات السنوات، كانت شريكة في تفاصيل الطريق ومسالكها وعثراتها وعتباتها، روضة كانت تملأ حياتنا وتشغلنا، ذهبت روضة فانتزعت منا كل ذلك وانساب في داخلنا فراغ كبير، هل نهرب من هذا الفراغ الذي خلفه موت الحبيب لتفاصيل الحياة"، وأضاف غطاس: "أيها الرفاق أيها الشباب لقد حالفنا الحظ جميعًا بأن علاقة ما جمعتنا بهذه الإنسانة الكبيرة، قد يتفاوت عمر وعمق واتساع العلاقة بين أي واحد منكم وبينها، ولكن هناك شعاع واحد أشد ضوءًا من شعاعِ الشمسِ ميزَ هذه العلاقة مهما كانت طبيعتها، شعاع من الصدق المتقد والمحبة الطاغية"، واختتم الدكتور سهيل عطا الله كلمة عن عائلة الراحلة وقال: "عندما يرحل الذين نحبهم لا يرحل الحب معهم، عندما يرحل الذين نجلهم لا يرحل الإجلال معهم، نحبهم وحبهم وإجلالهم باقيان معنا، هذا الكلام نردده كلما تحدثنا عن فقيدتنا الحاضرة الغائبة روضة بشارة عطا الله، فهي لم تكن ملكًا لذاتها بل كانت ملكا لمجتمعها، لسنا من الجاحدين لننسى فضل من خدم الحياة وجعلها حياة عمل لا يشوبها كلل، نستذكرها ونستحضر حياتها، نقف مع مواقفها، لقد بذلت ما استطاعت لمجتمعها وأعطت الغزير الكثير الوفير. لقد مشت على وخزات الشوك والإبر معتبرة محبة شعبها، مباركة خطوات أخيها عزمي الذي حفر اسمه عميقًا في وجداننا الوطني وآثرت أن يأكل الحصرم على أمل أن يورث أبنائنا وأحفادنا عناقيد العنب، عنب العزة والكرامة الوطنية، لتكون هذه مرجيعة يحتذى بها الحاضر والقادم من أجيالنا".

وتابع كما اردف البيان: "لا شيء في الدنيا استمالها كما استمالها حب شباب أمتها، فكرست قوتها لشحدهم في الهمم، ودعمهم ماديا ومعنويا، حافظين للغتهم وهويتهم، صائنين لجذورهم وتاريخهم، أقول هذا الكلام متذكرا المساقات اللغوية التي رعتها في المؤسسة، إضافة إلى اصطحاب الأجيال الشابة في زيارات مبرمجة لعناق تراب الوطن، من خلال التعرف على قرانا المهجرة، وإنشاد مزامير العودة. لقد إعتمدت روضة واقعا حياتيا قائما على الوفاء للجذور والاصول، وعرفت جيدا أن غياب هذا الوفاء سيكون خيانة، ما أحوجنا إلى صوتها، صوت روضة مجلجلا في أروقة تنظيماتنا المدنية والسياسية لتترسخ قيم حب الوطن"، كما تحدثت عن جمعية الثقافة العربية هبة أمارة وقالت: "سكنتها هواجس تعلم الشباب والأطفال لعربية سليمة لغة وهوية فخططت لمشروعٍ من ثلاثة مراحل، وخلال الأعوام الخمسة الماضية نفذت الجمعية الثقافية العربية بدعم من مؤسسة التعاون مشروعيين تربويين لرصد الأخطاء اللغوية وتشويه المضامين في كتب التدريس التي تفرضها مناهج وزارة المعارف الإسرائيلية على المدارس العربية في مناطق 48، واختتمت: "من ثمار هذه المرحلة منتج يتلخص بكل فخر يتلخص بكتاب "المغيبون" دراسة نقدية لكتب المناهج الإسرائيلية في المدارس العربية السنوية، شارك في كتابة فصوله السبع، ستة متخصصين في المجالات: وهي اللغة العربية، نصوص الأدب العربي، المدنيات، التاريخ، علم الاجتماع، التربية الدينية، بالإضافة لبحث ميداني حول علاقات الطلاب/الطالبات العرب باللغة العربية. أقدم الشكر على شكر، على الجهود الكبيرة في الجهود الكبيرة، وأخص بالذكر الدكتور الياس عطا الله، فقد راجع جميع الكتب في جميع المجالات وكشف الأخطاء اللغوية فيها وتطرق لجميع المضامين وكشف التشويه المضاميني فيها، وشكرًا لكل من: الدكتور جوني منصور، الدكتورة سهاد ظاهر ناشف، الأستاذ نبيل صالح، الأستاذ مطانس شحادة، الاستاذ نبيه بشير، الذين بحثوا مضامين الكتب كل بحسب تخصصه، الدكتورة إيمان أبو حنا - نحاس لتحريرها الكتاب ووضع مقدمته،  نريمان كروم للتدقيق اللغوي، مها سليمان لمراجعة الكتاب وتحريره لغويًّا، همت زعبي لتحرير النسخ، وعبد طميش للتصميم المبدع، إياد البرغوثي على الإشراف العام والدعم الدائم، ننهي هذه المرحلة لنختم فصلاً بدأته الدكتورة روضة وخططت له بكل تفاصيله، بكل طاقتها وشغفها، يصعب علينا أن نختم دون حضورها معنا، إلا أنني على يقين بحضورها فينا، ولروحها نهدي هذا الكتاب "مغيبون".

هذا واختتم البيان: "اختمت الأمسية بوصلة فنية ملتزمة قدمها معهد إطار للموسيقى والفنون من الرملة بإدارة فادي عازار. قدمت الفرقة باقة أغان وطنية ملتزمة، من ضمنها أغنية واحدة للفنانة ميرا عازر، بمشاركة كل من الموسيقيين، غادي أبو سمعان، نصر مخول، شكري مسيس، عنان عواد، أدهم درويش، وعطّاف بشارات، كما وانهت عريفة الأمسية رشا حلوة: "تقول فرقة معهد الإطار بأن الموسيقي هي إحدى الوسائل لتخليد ذكرى الإنسان والحفاظ عليه، ونحن من خلال هذا العرض نقدم تحية للدكتورة روضة، للإنسانة التي تركت أثرًا كبيرًا على شعبنا وثقافتنا، وهذه الأغاني أقل ما نقدم للإنسانة الباقية معنا الحاضرة فينا" بحسب البيان.