أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن على الشعب في اسرائيل ان يعلم ان أمن ابنائه مشتق من أمن أبناء شعبنا الفلسطيني، وأن عليه ان يتقن صنع الحياة الجيدة بدلا من اتقان صنع الأسلحة والمواد المتفجرة.
وجاء هذا في كلمة النائب بركة في الحفل المركزي لتأبين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، التي استقبلها عشرات الآلاف الذين تجمهروا في مقر المقاطعة ومحيطه في رام الله بحرارة بالغة، وتمت مقاطعتها عدة مرات بالتصفيق والهتافات الوطنية.
وقال بركة مخاطباً الشهيد الراحل أبو عمار "حاصر حصارك لا مفر.. واضرب عدوك لا مفر.. أبو عمار خرجت من الحصار إلى فضاء الرمز السرمدي.. كنت قائدنا رمزاً في حياتك.. وبقيت قائدنا في حياتنا".
وأضاف بركة "جئت إليك من الجليل، بعد أن مررت من بيت حانون، التي دفعت شهداءها ونهضت.. بيت حانون التي تستفق صباح الأربعاء.. ولا تنام بعد صباح الأربعاء ليصبح الأربعاء لسبت يوم واحد، لتصل ذكرى استشهاد شهداء بيت حانون بذكرى استشهادك".
وتابع بركة "سيد الشهداء، أنت الشهيد المفتون بوطننا حر وسعيد.. أبا عمار في بيت حانون، رأيت الأرض الحمراء الرملية الخصبة التي تحسن إنتاج البرتقال في الأيام العادية، وأصبحت أكثر احمراراً".

تصوير وفا

وقال بركة: "تعلمت أنا درساً جديداً في السنة علم الحيوان، رأيت على الأرض في بيت حانون آثار زحف ذلك الحيوان البرمائي القبيح ذو الجلد السميك الذي يتقن العيش في المياه الآسنة ذو الأنياب الحادة الصفراء المفترسة، والذي يتقن ذرف دموع الأسف ولجان التحقيق للتحقق من الحقيقة عندما يلتهم فريسته. رأيت آثاره زاحفة على أشجار البرتقال، وعلى سرير الأطفال، ورأيت آثار زحفه على جثث الشهداء المرفوعة. وأضاف "يا أبا عمار يا أيها الشهيد الحي، إننا نقول للشعب في إسرائيل لا يكفي إتقان الأسلحة، وإتقان السموم التي يصعب معرفة كنهها، وإتقان خلط المساحيق النفاذة في أجساد الأطفال، إنما يجب إتقان صنع الحياة". وتابع قوله: "إنه لا يمكن لصفقتكم أن تكون رابحة، أن تشتروا أمنكم بانتهاك حياة شعبنا، فكلما اقتربنا من بداية الأشياء وكلما اقتربنا من الطفولة كان القاسم المشترك أكبر".
وأضاف "استفيقوا لتعلموا أن أمن أولادكم مشتق من أمن أولادنا، ونقر أيضاً أن أمن أولادنا مشتق من أمن أولادكم، قد تكون حقائب أولادنا المدرسية، أرخص ثمناً من حقائب أولادكم، ولكن الحقائب المدرسية تحمل بشكل عام الأحلام ذاتها".


النائب بركة يلقي كلمته

وأكد بركة موجهاً حديثه للأمة العربية، أن قضية شعبنا ليس عنواناً لبيان واستنكار، كل ما نطلبه أن تتحيزوا لمطلب حماية الشعب الفلسطيني كل ما نطلبه أن تتحيزوا لمبادرتكم المبادرة العربية. وقال بركة "أبا عمار إن رفيق دربك ورئيسنا الحبيب محمود عباس "أبو مازن" في ظروف شبه مستحيلة بين صيانة لم الشمل الفلسطيني، وحماية الديمقراطية الفلسطينية، وبين عالم متنكر متأمرك متأسرل، يحاصر لقمة الخبز، ويحاصر القرار السياسي".
وأضاف "نحن نعلم أن المقاومة هي حق لبلوغ الحرية نحن نعلم أيضاً أن المقاومة ليست هدفاً بذاته ولكن وسيلة لبلوغ غاية الوطن الحر والشعب السعيد غاية نبحث في طريق الوصول إليها، ولا مبرر للطريق إلا بمدى ما تقربك من الغاية". وشدد بركة على أنه لا يمكن أن تكون الطريق لبلوغ الغاية النبيلة والعادلة طريقاً تفتقر للعدالة، ولا يمكن أن نقبل أن تكون الوسيلة شكلاً من أشكال فش الخلق لتقهقرنا إلى الوراء، حتى لو لم يكن الاحتلال بحاجة إلى الذرائع لقتلنا وللتنكر لحقوقنا، وإننا لا نقبل أن تتحول بعض الوسائل إلى كل ذرائع الاحتلال لتبرير قتلنا. وقال بركة ايضا: "أبو عمار أبناء شعبك أبناؤك في الجليل والمثلث والنقب والساحل يذكرون ياسر عرفات، الذي أفرد لهم في قلبه مكانة عزيزة، أبناء شعبك هناك قابضون على جمرة الانتماء للمكان والزمان وللشعب العنيد، يتحدون رياح التهجير التي يطلقها أمثال ابن ليبرمان المهاجر".
وأضاف "قلنا له ولأمثاله إننا هنا قبل أن يهبط عندنا، وسنبقى هنا بعد أن يقلع أو ينقلع من حياتنا، كما قلنا للذين سبقوه بلسان حال مسيرتنا كأننا عشرون مستحيلاً في اللد والرملة والجليل هنا على صدوركم على صدورهم".

الرئيس الفلسطيني محمود عباس - تصوير وفا

وأردف بركة قائلا: "إننا نعلم أن هناك مؤامرة وخيوط عنكبوت تحاك من حولنا، وسنعرف كيف نشق خيوط العنكبوت، لنحمي رسالتنا ولنبلغ رسالتنا راية جيل يمضي وهو يهز الجيل القادم".
وأضاف بركة "نحن نكرر اليوم من ورائك أبو عمار العهد هو العهد والقسم هو القسم، وسيأتي ذلك اليوم الذي يرفع فيه شبل فلسطين علم فلسطين على أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس شاء من شاء وأبى من أبى، يا شعبي يا عود الندى يا أغلى من روحي عندي أنا باقون على العهد.

ابو مازن: لن نحيد قيد أنملة عن مبادئ ياسر عرفات وأهدافه"
وقال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محود عباس في كلمة القاها بمناسبة حلول الذكرى السنوية الثانية لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إنه من المرجح ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل حلول نهاية الشهر الجاري. واضاف الرئيس الفلسطيني: "ازف البشرى الى الشعب الفلسطيني بأننا حققنا تقدما كبيرا على طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية تزيل العقبات امام استئناف التسوية السياسية". وأكد عباس ان الحكومة الجديدة ستمهد الطريق أمام رفع الحصار الاقتصادي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وشدد على عدة نقاط وقال: "شعلة الحرية التي أضاءَها ياسر عرفات بانطلاقة حركتكم الرائدة "فتح" ستبقى مرفوعة وستبقى مُشتعلة"، "لن نحيد قيد أنملة عن مبادئ ياسر عرفات وأهدافه"، "السلام المنشود هو السلام الذي وقع عليه ياسر عرفات إنه سلام الشجعان"، "لقد حافظ ياسر عرفات على شرف السلاح الفلسطيني كسلاح نظيف وطاهر لا يعمل إلا في سبيل حماية الوطن والدفاع عن حقوق شعبه"، "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن شبر واحد من أرضه وفي المقدمة القدس الشريف"، "قضية اللاجئين هي قضية وطن وهوية رفضنا و نرفض كل مشاريع التوطين"، "لن يهدأ لنا بال حتى ينعم الاسرى بالحرية"، "دعوة كافة الجهات الطبية ذات العلاقة إلى التعاون الكامل مع اللجنة العليا لكشف ملابسات مرض واستشهاد ياسر عرفات".