الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 14:01

شيء عن أدب الحرية ..!/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 07/01/15 17:41,  حُتلن: 08:06

شاكر فريد حسن في مقاله:

الفنان أو المبدع الحقيقي هو الذي يغمس مداده وحبره وريشته في ثورة الجياع والمسحوقين والكادحين

الأدب يظل صوت المضطهدين وضمير الشعب والناس والشارع وباعث الأمل والتفاؤل الثوري والمعبر عن الصرخات والإنات والأوجاع والهموم والآلام والعبرات

ما من شك أن الأدب هو الجبهة الثانية في معارك الشعوب الطامحة للحرية والعدل، والمناضلة في سبيل التحرر الاجتماعي والاستقلال الوطني. وهو انعكاس للواقع الموضوعي، وسجل تاريخي توثيقي يزخر بالأحداث ويصور معاناة الشعب المسحوق المضطهد ومقاومته، ويعكس اوجاعه وآلامه وطموحاته واحلامه بالمستقبل السعيد.

وحين وقوع الحدث السياسي فإن الكتاب والشعراء يتجاوبون سريعاً ويتفاعلون معه ويتناولونه في كتاباتهم ونصوصهم الشعرية والنثرية. وهذا ما لمسناه ووجدناه في كتابات شعراء المقاومة والكفاح الفلسطيني وأدباء الالتزام وعشاق الحرية في الوطن العربي، الذين تعاطوا مع الأحداث وواكبوا الأوضاع السياسية، التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني عام 1948 وصوروا وسجلوا النكبة، وهزيمة حزيران 1967والانتفاضة الشعبية الفلسطينية.

ويظل الأدب صوت المضطهدين، وضمير الشعب والناس والشارع، وباعث الأمل والتفاؤل الثوري، والمعبر عن الصرخات والإنات والأوجاع والهموم والآلام والعبرات، وجواز السفر أو فيزا المرور إلى العالم الحر لنقل رسالة الشعب المحتل وقضيته المقدسة العادلة، وصيانة الهوية والتراث الوطني. في حين تبقى أقلام المبدعين والمثقفين الثوريين بنادق وأسلحة مشهرة في وجه القهر والظلم والبطش والاستبداد والاضطهاد والاستغلال، وتبث روح الثورة والنضال والإيمان والثقة في النفوس المعذبة المقهورة وتشد ازرها وعزيمتها.

ومن نوافذ وعمق التاريخ النضالي والانساني للشعوب المستعمرَة والمحتلَة، بزغ نور الأدب المقاوم، أدب الحرية، أدب الشعب، أدب الالتزام الثوري، أدب الفرح الإنساني، وأدب الحياة والمستقبل. وقد قرأنا وطالعنا الكثير من الروائع والآثار الانسانية والاعمال الشعرية والأدبية والروائية والقصصية الفلسطينية والعربية والعالمية، التي تتغنى بصمود ونضال الشعب في وجه المحتلين والمستعمِرين، وتنشد للثورة المظفرة ضد الطغاة والمستبدين والمضطهدين. أوليست ملحمة بيروت "مديح الظل العالي" للمبدع الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش الياذتنا واوديستنا في الزمن الرديء، زمن الزيف والردة والاستنزاف..؟!

وأيضاً عرفنا العديد من شعراء وأدباء الحرية، الذين امتشقوا أقلامهم وأسلحتهم ووقفوا مع شعوبهم في الخنادق وتحت البنادق في الثورة ومقاومة المحتلين، وممن انحازوا للطبقة العاملة وأدركوا دورها التاريخي الهام في خلاص وتحرير الانسان العامل المسحوق من عبودية وجشع رأس المال والتخلص من القهر والاستعباد والاضطهاد الطبقي والقومي، الذين صوروا وجسدوا في اعمالهم وابداعاتهم حياة الفقر والكدح والانسحاق والتوق العارم إلى الحرية والفرح والشمس، والغد الأجمل والافضل والباسم. ومن هؤلاء المبدعين الثوريين: ديستوفسكي ومكسيم غوركي وما ياكوفسكي واراغون ولوركا وبول ايلوار وبابلو نيرودا وناظم حكمت والبياتي والسياب ومظفر النواب إضافة إلى شعراء وأدباء الكفاح والمقاومة الفلسطينية عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) وعبد الرحيم محمود ومعين بسيسو وتوفيق زياد وراشد حسين وسميح القاسم ومحمود درويش وسالم جبران وحنا ابراهيم وحنا ابو حنا واميل حبيبي ومحمد علي طه ومحمد نفاع واحمد حسين، والأقلام الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المغمسة بعرق الكادحين ودم الشهداء، كجمال بنورة وأكرم هنية واسعد الاسعد وعلي الخليلي ومحمد البطراوي ومحمود شقير وماجد ابو شرار ويحيى يخلف وغريب عسقلاني وزكي العيلة ومحمد ايوب وعبداللـه تايه وسواهم الكثير .

ومن نافلة القول، إن الإبداعات الأصيلة الحقيقية التي تبقى في امتحان الزمن وأبد الدهر، هي الإبداعات الإنسانية الثورية الملتزمة التي تحاكي الواقع وتصور روح المرحلة وتمثل بصدق روح واحساس ومعاناة وهم ووجع الإنسان، وتمجد الثورة وتهتف للمقاومة والنضال. والفنان أو المبدع الحقيقي هو الذي يغمس مداده وحبره وريشته في ثورة الجياع والمسحوقين والكادحين، ثورة الحرية، ويكون انعكاس صادق للضمير الجماعي للشعب، وسفير القوى التقدمية الصاعدة في المجتمع الطبقي من خلال فهم واستيعاب الملامح الاساسية والجوهرية لماهية التطور الإنساني والتقدم الاجتماعي وحركة التاريخ.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة