الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 01:02

غربة الوعي: معرض الفنان أسد عزي

سهيل كيوان
نُشر: 17/04/06 15:57

اقيم في مدينة طمرة في قاعة العرض التابعة للبلدية مطلع هذا الأسبوع معرض للفنان الرسام أسد عزي ، وقد حوى المعرض عشرات اللوحات للفنان ، تحكي بعضها عن طفولته التي تمت تربيتها على روح العنف والإعداد لقبول الخدمة العسكرية في جيش الإحتلال من خلال لوحة يظهر فيها مع اخويه وهو يحمل مسدسا حقيقيا هو مسدس احد اقرباء الأسرة الذي وضعه في يده ،( في اللوحة شعره طويل لأنه كان منذورا" هذه اللوحة رسمها الفنان على قماش قميص شخصي له ، وفي لوحة أخرى يرى الفنان نهاية العالم أو أن العالم على شفير إنهيار كبير،ويقول أشعر أن حرباً كبرى على وشك ان تندلع بين الغرب وعلى رأسه أمريكا من جهة والعرب والمسلمين من جهة أخرى ، ويقول الفنان أعيش أجواء التشاؤمية، في لوحة أخرى نرى ( نوك أووت ) وهي لحظة انهيار الملاكم وعدم قدرته على الرد ويرى الفنان نفسه في هذه اللوحة. يرسم اسد عزة على القماش،وقد اختار ان يرسم في هذا المعرض بالألوان الثلاثة الأساسية فقط الأمر الذي لفت النظر، في الرسالة التي وزعها الفنان يقول " منذ ثلاثين عاما ارسم ثم أمحو ما رسمته. مرة تلو الأخرى, أعاود الكرة فأعود وافشل. أحاول استنباط حياة من صحارى القماشات البيضاء ولا افلح. فهناك خيانة الذاكرة وهناك عبث المادة وهناك ضوضاء وفضاضية البيئة المحيطة البعيدة القريبة".ويضيف عزي " هذا ليس عويل استغاثة, لكنه هموم فنان في وطن أضحى كغيره من مناطق هذا العالم, يبجل ويهلل أنبياء وعلماء وفناني الزور. وطن يمقت مرآته التي قد تعكس له وجهه الممحي, وقبحه الروحي. وطن يبني المتاحف والمسارح كدور العبادة, لكل منها إمامها ومصليها". منذ ثلاثين عاما هربت من وطني لأجد لي راحة, فإذا بهموم بلدي تلاحقني في يقظتي ومنامي. هواجس وجدتني أحملها معي في كل مكان وزمان. وجدتني أحمل وجه الأم, الجدة والجد, عامل العمار والمزارع, أبناء البلد الذين اعرف بعضهم واجهل هوية البعض الآخر, كقدر هذا الشعب.نقلت إلى لوحاتي حكايات لا يستطيع الزمن إخفاءها. جعلتها عيون تلاحق الجلاد في كل زوايا ضميره, قدمتها له احجيات معقدة المعاني, ما إن يكتشفها حتى يكتشف معها أن الأوان قد فات وان هذه الأشخاص قد أخرجت من الأبواب وعادت إليها من ثقوب عينيه بفوانيس من صنع محلي. ثم وجدتني أجند سجادة الصلاة لتقول بدورها الله اكبر. وقد دوى صوتها على جدران المتاحف الغربية. كان بعضهم يدندن الأذان خلال تأملهم اللوحات. بعضهم أحب الشرق من خلالها. أشبال من طلاب الفن هنا وهناك وجدوا فيها مرجعا ومصدرا للإلهام.
بين هذا وذاك كان لفني أدوار ريادية ليس لي أن اذكرها. بعضها لم يعترف لي بها. ولكنه لن يضيع بحكم قوانين الطبيعة. لان الأمور يجب أن تأخذ نصابها ولو بعد حين.
في هذا المعرض اخترت تقديم مواضيع مختلفة للمشاهد من مجمل المواضيع التي اعمل عليها مؤخرا:
المخلص بثلاثة الألوان الأساسية- رامزا إلى تواصل لغوي بين فني العربي الشرقي وبين الفن المسيحي من القرون الوسطى وبين الفن التلخيصي الأمريكي من خمسينات القرن الماضي وعلى رأسهم فرانس كلاين.
مخلص بالأحمر ثم آخر بالأزرق وأخيرا بالأصفر تشديدا على الحاجة,وتنويها لتعدد الصفات.
ثم تلك الصبايا في مقتبل العمر, لم تبلغ الواحدة بلوغها فيأتي إعصار, أي إعصار, فيقتلع ويبتلع, فتصبح هي أم للأخ أو حتى أم للابن, هي على قماشاتي مستعادة للأذهان, تصب علينا حمم نظراتها المؤنبة والمتهمة لمن نسي أو تناسى.هي لن تدعك تنام لأنها لا تملك بيتا أو وطنا لتنام.
وهناك الملاكم المهزوم في لحظات ألمه وانكساره ووحدته. هناك أنا معه لأنني مثله.وهناك أيام الطفولة البريئة السعيدة. أيام كنا نفترس الزمن باللعب والركض حفاه على تلات كساها الزعتر والنرجس.
ها هي ألوان وأشكال تحاول أن تسرد قصتنا جميعا, ولكن بأسلوبي وبطريقتي. ولا فضل لي عليكم, فانتم مصدر قوتي وإلهامي.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.03
EUR
4.72
GBP
242726.22
BTC
0.52
CNY