عكا في القلبِ ستدومُ أبدا ، فيهجُرُ الجهلُ قلبا فيها قد بدا ، منذ أمدٍ قد أمسى سدًى ، منذ عمرٍ عليَّ باللهو ِ قد جادا ، عكا.. سحرُكِ قد فاضَ على قلبي ،فداواهُ من داءٍ خلفِهِ عدا ، فأقترنَ رونـَقُها الفتّانُ بدمي ، فزادَني حياةً وأملا و إياءا . ركبنا اليمَّ وسرنا في نسيمه ، نصارع لمساته العاتية ، ونسابق موجه الرقيق الحريريّ ... أيها البحر ، يا دواءً قد علّوت في عمري مدًى سحيقا رأيتك...لمحتك من فوقُ أديبا...شاعرا... تنثر جمالك على جدران المدى العميق . أيها الحبيب ، قد رسوت في قلبٍ اخرَ ، لم يكن ببعيد، بل قريب، فسألني عنك وقد أجبت، ولم يكن بمقدوري ان أزيد، ولو بأدق الدقيق ... فمشاعري هوَت الى الحضيض، حين فكرت أن أقول :- البحر يا قلبُ كهذا الوجه النضير، ولكنني لم أقل ، خشية غزو الحمرة وجنتي ّ. نزلنا في أعماقك عكا ، وغرقنا في سوادك الدامس، وفي بحر العلم الراقص ، وعرفنا أجدادا وأناسا قد وطأت أقدامهم جوفك العريق العابسَ . عكا...حقا رأينا جمالا أبهر عيونا وقلقل قلوبا وفصّد في الآبدان عرقا . الله الخالق قد غرس بك الجمال عن دونك، فافخري وتفاخري يا خير لؤلؤة على الثرى سكنت، فشأنك قد على في الأمم ، ورأسك مطأطأ لم يزَل ِ نِعمَ المكانُ أنتِ عكا ، فأنت في القلب لم تَزَل ِ، وستبقي فيه خيرَ نُزُل ِ. إلى الفتاة التي سألتني يوما عن البحر...