الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 03:01

الى أهلنا الأحباء في قرانا ومجتمعنا العربي في البلاد/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 09/12/14 08:30

د. صالح نجيدات في مقاله:

حتى يسود ذلك الأمن والسلام في مجتمعنا العربي في البلاد لا بد أن تتخذ العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع شكلها الطبيعي

الأفضل صرف أموالنا بشراء حواسيب وكتب لأولادنا ولتطوير بلدنا وليس دفعها كتعويض لأضرار ونتائج المشاجرات بيننا

أريد أن اكتب اليوم عن الأمن والسلم الأهلي والاجتماعي لأهمية هذا الموضوع وبالذات لأني أشم رائحة التوتر والاحتقان في بعض قرانا العربيّة على اساس طائفي بغيض. اصلي لله أن يبقى مجتمعنا دون شجارات وانقسامات حادة داخل المجتمع الواحد، وأن يتمتع مجتمعنا بالسلام والاستقرار والأمن هو مطلب الجميع لمجتمعنا.

لأهمية السلام في حياة البشر جعله الله سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى، لأن السلام يعني الاستقرار والاطمئنان وهداة البال والهدوء وإن الأمن الاجتماعي هو أساس الأمن العام للمجتمع. والأمن الاجتماعي يكون بتعزيز طبيعة العلاقات الاجتماعيّة التي تربط أفراد المجتمع الواحد، ويعتبر الأمن والسلام والاستقرار أكبر نعمه للإنسان فحافظوا على هذه النعمه، وانظروا ماذا يجري من حولنا في سوريا والعراق، فهم يتمنون كل لحظه بها أمن وأمان واستقرار.

المجتمع الذي يسوده الأمن والأمان يدل على وعي وتماسك هذا المجتمع. هذا المجتمع يكون مزدهرًا أيضًا اقتصاديًا وناجحًا تعليميًا . ولأهمية السلام، النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصلى المؤمنين بإفشاء السلام أي نشر السلام بين الناس ونشر المحبة، أي تقول لمن تعرفه ومن لا تعرفه: "السلام عليكم" وربط افشاء السلام بالإيمان ودخول الجنة.

سيدنا المسيح عليه السلام قال: طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون (انجيل متى 5 عدد8) ومن أبلغ ما قيل في السلام ما كانت تمجد به الملائكة بعد ولادة يسوع عليه السلام اذ قالوا: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (لوقا). فالله ورسله وملائكته بينوا للبشريّة أهمية السلام بين البشر، لذا حري بنا أن نقدس السلام وننشره بيننا لأنّه روح الحياة وقلبها النابض وبدونه تنقلب الحياة الى جحيم ولذا المحافظة عليه ونشره هو مصلحة كل واحد منا.

وحتى يسود ذلك الأمن والسلام في مجتمعنا العربي في البلاد لا بد أن تتخذ العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع شكلها الطبيعي، ومنها الإخلاص ـ التسامح ـ التعاون ـ الوفاء ـ المحبة والاحترام وعدم الاقصاء وغيرها الكثير من الأخلاقيات الاجتماعيّة التي تضمن للمجتمع أمنه السلمي، ولكن عندما تتحول الأخلاقيات الاجتماعيّة الإسلاميّة –الدرزيّة -- المسيحيّة الجميلة من الإيجاب إلى السلب، نجد هناك ما يهدد أمن المجتمع، وهو تفشي التعصب الطائفي بأشكاله المختلفة نتيجة لمتغيرات عصريّة طرأت على المجتمع، وهذا التعصب يؤثر على الأطفال الصغار الذين يراقبون تصرفاتنا ويلتمسون نصائحنا وتوجيهاتنا لهم، ولذا هنالك من يفكرون بفصل الأطفال أو التلاميذ في المدارس عن بعضهم البعض على أساس طائفي، أي كل طائفة لها مدارسها بمعزل عن الطوائف الأخرى، وإن حصل مثل هذا التقسيم يعتبر من الآفات الاجتماعيّة المهددة للأمن الاجتماعي وتلويث أفكار أطفالنا، لأننا نزرع في نفوسهم الطائفيّة والكراهيّة والبغضاء وبذلك نورث لهم العصبيّة والعنصريّة، ورسولنا الكريم قال: "من مات منا على عصبيه فهو ليس منا والعصبية نتنه فاتركوها" فمجتمعنا العربي في البلاد مكوّن من طوائف، ويجب أن لا نسمح أن أي خلاف بيننا يجعلنا أن نعيش في حارات منفصلة ومغلقه عن بعضها البعض، هذا يعتبر سابقة خطيرة جدًا ويكرس الطائفية والانقسام ودعوى للخلافات الطائفية المستمرة، فلا يعقل أن المجتمع الذي يعيش في بلد واحد الذي يفترض أن يعيش بانسجام وتوافق أن ينقسم على ذاته ويصبح مجتمعًا مشرذمًا ومقسمًا وتسود علاقاته الكراهيّة والبغضاء، وعلينا أن نعي خطورة مثل هذا التصرف.

ومن الأسباب المهددة للسلم الاجتماعي تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، تفشي الكذب والغيبة والنميمة والبغضاء والحسد والعدوانية في المشاعر والسلوك لأنها الأمراض العصريّة المتفشية بشدة في المجتمع، وهذا ما أثر بدوره على إلغاء الثقة بين أفراد المجتمع واضطراب النفوس من توتر وقلق وخوف وغيرها من الأمراض النفسيّة المؤلمة، فارتباك العلاقات الاجتماعيّة وما يعتريها من أخلاقيات اجتماعيّة سلبية قد تهدد أمننا الاجتماعي كأفراد.

يجب على العقلاء من ابناء مجتمعنا منع كل المسببات التي تهدد الامن والسلم الاهلي حتى ينعم الجميع بالسلام والاطمئنان والمحبة .كفى انقسامات وخلافات، مجتمعنا سئم ومل وزهق العنف والمشاكل، اهتموا بتعليم وتربية اولادكم. الأفضل صرف أموالنا بشراء حواسيب وكتب لأولادنا ولتطوير بلدنا وليس دفعها كتعويض لأضرار ونتائج المشاجرات بيننا، وفقكم الله.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة