الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

موسيقى القرآن/ بقلم: عمر أبو جابر

كل العرب
نُشر: 06/12/14 08:26,  حُتلن: 14:13

عمر أبو جابر في مقاله:

كان الفنان المؤمن مثالا للشخصية الايمانية المرهفة الحس المثالية في السلوك والاخلاق والفن انواع والوان

صياغة الفاظ القرآن وتآلف كلماته وتركيب حروفه وتتابع آياته وتنوع موضوعاته كل ذلك يؤلف وقعا قرآنيا خاصا وموسيقى ما عهدتها العرب في شعر ولا نثر

كان الفنان اذا غمره شعور ديني ووعي عقائدي وايمان بصدق وكذلك المتدين اذا سيطر عليه احساس فني وشعور جمالي كان مزاج ذلك كله تألق وتعمق في الدين والعقيدة وكان الفنان المؤمن مثالا للشخصية الايمانية المرهفة الحس المثالية في السلوك والاخلاق والفن انواع والوان. قد يكون تعبيرا بالكلمة او النغمة او بالظلال والخطوط والالوان والموسيقى لون من الوان الفن .

وللقرآن موسيقاه التي تفرد بها وعلم التجويد القرآني هو علم اصول الموسيقى القرآنية والتجويد هو الترتيل الذي امر به منزل القرآن جل وعلا عندما قال (ورتل القرآن ترتيلا ) فللقرآن خصيصة موسيقية تميز بها من حيث : الاداء والتلاوة ومخارج الحروف ونطق الالفاظ والمد والوصل والوقف اللازم والغنة والادغام والإخفاء والاظهار الخ وعلينا نحن اهل القران وقارئيه ان نلتزم هذه الضوابط عند التلاوة ونحافظ عليها عند الاداء وبهذا يتلو المؤمن القران حق تلاوته ويؤديه كما ينبغي ان يكون الاداء لقول من نزل عليه القرآن عليه الصلاة والسلام ان الله يحب ان يقرأ القرآن كما نزل ليست الموسيقى القرآنية هي التطريب والترجيع واطالة المد ومد ما ليس بممدود واخضاع التلاوة لمقامات الالحان الموسيقية الوترية ! فكل هذا ليس من الموسيقى القرآنية في شيء !!

لذا نعى الامام القرطبي على هؤلاء القراء الذين كل همهم ان يتلاعبوا بمشاعر السامعين ويجنحوا بهم الى استثارة المسامع والمشاعر وتهييج الاحاسيس بكثرة الترجيعات لينالوا الاعجاب وحسن الصيت وحكم - رحمه الله في صراحة ووضوح بحرمة قراءة هؤلاء القارئين فقال في مقدمة تفسيره ان في الترجيع والتطريب همز ما ليس بمهموز ومد ما ليس بممدود فترجع الالف الواحدة الفات والواو الواحدة واوات فيؤدي ذلك الى زيادة في القران وذلك ممنوع وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القران بلحون العرب واصواتها واياكم ولحون اهل الفسق ولحون اهل الكتابين وسيجئ بعدي قوم يرجعون بالقران ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم . .

الايقاع القرآني ..
ان صياغة الفاظ القرآن وتآلف كلماته وتركيب حروفه وتتابع آياته وتنوع موضوعاته كل ذلك يؤلف وقعا قرآنيا خاصا وموسيقى ما عهدتها العرب في شعر ولا نثر وها هو ذا احد المشركين لما سمع القرآن قال : والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اسفله لمغدق وان اعلاه لمثمر وما هذا بقول بشر والوليد بن المغيرة قال ايضا لوجوه قريش والله ما منكم احد اعلم مني بالاشعار ولا اعلم برجزه وقصيده مني ولا باشعار الجن والله ما يشبه الذي يقوله محمد شيئا من هذا والله ان لقوله الذي يقوله لحلاوة وانه ليحطم ما تحته وانه ليعلو.. وما يعلى ..الخ .

فالقرآن الكريم لم يكن شعرا لتكون موسيقاه على غرار موسيقى الشعر من تفعيلات متكافئة وقواف متناظرة انما هو نثر له خصائص النثر بوجه عام غير انه نثر من نوع فريد لم تعرف له لغة الضاد نظيرا ولم تعهده العرب في فنها القولي وتراثها الكلامي .

ولقد كان هذا النظم الموسيقى هو الذي صفى طباع البلغاء بعد الاسلام وتولى تربية الذوق الموسيقي اللغوي فيهم حتى كان لهم من محاسن التركيب في اساليبهم مما يرجع الى تساوق النظم واستواء التأليف ما لم يكن مثله للعرب من قبلهم وحتى خرجوا عن طرق العرب في السجع والترسل على جفاء كان فيهما.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة