الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 23:02

رسالة الى طلابنا الاعزاء في أبو سنان/بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 05/12/14 08:00,  حُتلن: 07:56

دكتور صالح نجيدات:

الوباء المدمر هو وباء التعصب القبلي والطائفي المدمر للشعوب إنه وباء يصيب النفوس بالحقد والقلوب بالسواد وأصحاب الكفاءات بالإحباط والشعوب بالتفكك وبالتخلف والاقتصاد بالنزول والانحدار

نحتاج الى دواء للقضاء على وباء التعصب الطائفي وأفضل علاج له التسامح والعفو والمصالحة وتقديم مصلحة البلد والمجتمععلى جميع المصالح والحفاظ على السلم الاهلي والعلاقات الاخوية المبنية على الإحترام المتبادل ونشر الوعي 

أنصحكم يا طلابنا الأعزاء في قرية أبو سنان أن تعودوا الى مقاعدكم الدراسية وتتصالحوا واعفوا واصفحوا عن  بعضكم البعض وأحسنوا النية وصفوا القلوب واعتبروا أن ما كان غمامه صيف عابرة وتغلبوا على الجراح ولا تنظروا الى الوراء وتقدموا الى الأمام 

أتوجه اليكم من منطلق حرصي وإهتمامي بكم وحفاظا على مستقبلكم كواحد من شعبكم الذي يحارب الطائفية والتعصب ويطمح الى خلق جو تسود به العلاقات الاخوية والإحترام المتبادل بين جميع الطوائف والعائلات في مجتمعنا العربي في البلاد، أنتم يا طلابنا العمود الفقري للمجتمع وأمله وقادته في المستقبل القريب وعليكم أن تكونوا القدوة الحسنه وتتسلحوا بالوعي لتحموا وتصونوا بلدكم من كل شر ولا تصغوا الى القال والقيل والشائعات والتحريض والنعرات البغيضة.

أطلب من كل واحد منكم أن يتبنى لغة الحوار مع زملائه في المدرسة وأهل بلده بدلا من لغة العنف، فأنتم تقضون كل يوم في المدرسة حوالي ثماني ساعات مع بعضكم البعض اكثر مما تقضونه مع اهلكم، أنتم في ذات البلد تربطكم علاقات الزمالة والجيرة الحسنة، والله عز وجل ورسله أجمعين وصوا على الجار، ومن عادات العرب ايضا إحترام الجار وصون دمه وعرضه وماله، انتم تلتقون يوميا مع بعضكم البعض في الشارع والدكان وعيادة المرضى وتشاركون بعضكم البعض في الأفراح والأتراح، وهناك أشياء كثيرة مشتركة بينكمفحافظوا عليها، ومن غير المنطق أن تكون بينكم عداوة وبغضاء وكراهية وعصبية طائفية، ويجب عليكم نبذ الطائفية والعنف وأن يسود بينكم التآخي والمحبة والإحترام المتبادل، فأنتم موجودون في قارب واحد وأي واحد منكم يصنع ثقب في القارب يغرق كل الذين به. عليكم الإهتمام بالتعليم وبناء مستقبلكم، فالمشاكل تؤدي الى خراب البيوت وتدمير المستقبل لا سمح الله. السلم الاهلي والإستقرار والأمن والأمان من ضروريات الحياة لكل انسان وهي نعمة من نعم الله على الانسان ولأهمية السلام جعله الله من اسمائه الحسنى فحافظوا عليها.

لا تحولوا وتقلبوا حياتكم الى جحيم ونار تكتوون بها أو تقضون حياتكم من وراء القضبان نتيجة لتورطكم من القانون. عليكم تبني التسامح والعفو وفتح صفحة جديدة مبنية على الإحترام المتبادل من أجل التعايش والتفاهم والحوار بدلا من التخاصم والعنف وإقصاء الآخر، ولا نريد لمجتمعنا أن تتمزق أواصره وندخل في حروب أهلية بين الطوائف او العائلات حيث نحارب بعضنا البعض بشكل دموي وعنيف، فهناك جهات تريد توسيع الخلاف بيننا لتصطاد في المياه العكرة ولتفرقنا حتى تسود، فعلينا الحذر ثم الحذر، ويجب علينا الوصول الى قناعة أنه مهما بلغ الخلاف بيننا كأبناء بلد لا نحله بالعنف، لان الخلافات بين ابناء البلد الواحد تحل بالحكمة والعقل وليس بقوة العضلات والشجارات.

علينا تبني ثقافة التسامح الديني والتعددية الفكرية والحوار وأن نؤمن "أن الدين لله والوطن للجميع" بمعنى يحق لكل فرد في المجتمع ممارسة الدين الذي يؤمن فيه ويبدي رائيه بدون أن يزج أو يفرض دينه على الآخرين. الحوار يتطلب عقولًا متفتحة ومتعلمة وذات نهج عقلاني مستنير يتقبل الرأي والرأي الآخر مهما كانت طبيعته بعيدا عن العنف.

إن الوباء المدمر هو وباء التعصب القبلي والطائفي المدمر للشعوب. إنه وباء يصيب النفوس بالحقد، والقلوب بالسواد وأصحاب الكفاءات بالإحباط، والشعوب بالتفكك وبالتخلف، والاقتصاد بالنزول والانحدار.  نحتاج الى دواء للقضاء على وباء التعصب الطائفي، وأفضل علاج له التسامح والعفو والمصالحة، وتقديم مصلحة البلد والمجتمععلى جميع المصالح، والحفاظ على السلم الاهلي، والعلاقات الاخوية المبنية على الإحترام المتبادل، ونشر الوعي في كل الأحياء والمناطق لنقضي على التعصب ونكون على قلب رجل واحد.

أنصحكم يا طلابنا الأعزاء في قرية أبو سنان أن تعودوا الى مقاعدكم الدراسية وتتصالحوا واعفوا واصفحوا عن  بعضكم البعض، وأحسنوا النية، وصفوا القلوب واعتبروا أن ما كان غمامه صيف عابرة وتغلبوا على الجراح ولا تنظروا الى الوراء وتقدموا الى الأمام واهتموا بمستقبلكم، فإذا بقيت المدرسة مغلقة بسبب ما حدث فأنتم الخاسرون، المواد الدراسية تعوض ولكن فقدان انسان لا سمح الله نتيجة شجار لا يعوض ويحدث شرخ كبير في وحدة البلد لزمن طويل ويهدد امن وأمان كل فرد، ويحدث ما لا تحمد عقباه.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة