الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 11:01

المنارة تطلق مسيرة التغيير من خلال مؤتمرها: لا شيء عنا بدوننا

أمين بشير -
نُشر: 03/12/14 15:13,  حُتلن: 19:24

نائب بلدية الناصرة محمد عوايسي على المجهود الذي تبذله المنارة في هذا المجال مبينا استعداد البلدية على التعاون في المشاريع المستقبلية

المحامي عباس- مدير جمعية المنارة:

التغيير لا يتم عفويا وان الأمر بحاجة الى من يعمل باخلاص وبهدي الاتفاقية الدولية لحقوق اشخاص مع اعاقة التي قامت اسرائيل بالمصادقة عليها عام 2012

هناك دور للمنارة في قيادة وتصميم الافكار والمشاريع التي تعزز من فرص الفرد مهما اختلفت اعاقته بالنجاح والتطورواذابة المعيقات عبر برامج التوعية الجماهيرية 

عقدت جمعية المنارة لدعم اشخاص مع اعاقة في المجتمع العربي الاربعاء الماضي الموافق 26 تشرين الثاني مؤتمرا ختاميا بعنوان "لا شيء عنا بدوننا" استعرضت خلاله انجازات مشاريع قامت بها خلال سنتين بالتنسيق والتعاون مع المؤسسة العربية لحقوق الانسان هدفت الى رفع مكانة الاشخاص مع اعاقة. واحتضن فندق جاردينيا الحدث الذي تميز بمعايير عالمية من حيث مستوى المشاريع والمضامين من جهة، اضافة الى المساهمة الكبرى التي قدمها افضل الخبراء في مجالاتهم والذين حضروا المؤتمر ويقصد بهؤلاء كل من مخطط المدن ورئيس قسم الجغرافيا ودراسات البيئة في جامعة حيفا البروفسور راسم خمايسي والمهندس يسري عمر مفتش لواء الشمال للاتاحة اضافة الى المعالجة بالتشغيل السيدة رنا عودة جرايسي.


نائب رئيس بلدية الناصرة محمد عوايسي

هذا، وحضر عن البلدية نائب الرئيس محمد عوايسي الذي أكد على ان "الاختلاف تنويع بشري" وتحدث عن اهمية اجراءات الاتاحة التي تؤمن المشاركة والاندماج لمجموعة الاشخاص مع اعاقة. واثنى عوايسي على المجهود الذي تبذله المنارة في هذا المجال مبينا استعداد البلدية على التعاون في المشاريع المستقبلية. وقامت اليزابيث نصار بعرافة هذا اليوم الدراسي.


المحامي عباس- مدير جمعية المنارة

كما وأوضح المحامي عباس ان التغيير لا يتم عفويا وان الأمر بحاجة الى من يعمل باخلاص وبهدي الاتفاقية الدولية لحقوق اشخاص مع اعاقة التي قامت اسرائيل بالمصادقة عليها عام 2012. علما ان الاتفاقية تشكل تحولا مثاليا في المواقف والنهج تجاه الاشخاص مع اعاقة والمقصود التحول عن التوجه الفردي الطبي الذي اثبت فشله الى التوجه الحقوقي والاجتماعي الذي يضمن الكرامة والاستقلالية والامن. ونوه عباس الى دور المنارة في قيادة وتصميم الافكار والمشاريع التي تعزز من فرص الفرد مهما اختلفت اعاقته بالنجاح والتطور من جهة واذابة المعيقات من جهة اخرى عبر برامج التوعية الجماهيرية والتعريف بالحقوق والمرافعة القانونية والدولية والتحشيد على مستوى اعضاء الكنيست ورؤساء المجالس المحلية لضمهم الى حلقة سفراء التغيير".

يذكر ان مشروع رفع مكانة الاشخاص مع اعاقة حظي بالدعم من قبل الاتحاد الاوروبي وحرص لارس فابورغ اندرسون على الحضور للتأكيد بدوره على اهمية الاتفاقية الدولية لحقوق اشخاص مع اعاقة وسط التركيز على انها تهدف الى تأمين حقوق الانسان ككل وبضمنها الانسان مع اعاقة. واثنى اندرسون على الجهود والانجازات التي تحققت من خلال المسارات او المشاريع الاربعة التي اعتمدتها المنارة وهي: التوعية الجماهيرية والمرافعة القانونية والمرافعة الدولية والتحشيد المحلي.

وأعرب مدير المؤسسة العربية لحقوق الانسان محمد زيدان عن فخره بالانجازات التي تحققت على ارض الواقع وقام بعرض الشرائح التي وثقت الفعاليات والورشات التي اشتمل عليها المشروع:
1. التوعية الجماهيرية والتعريف بالحقوق: تمثل الأمر بتشكيل مجموعة جرى خلالها تأهيل 10 مرشدين نصفهم مع اعاقة بينما النصف الاخر من غير اعاقة وقاموا باجراء سلسلة من الورشات التوعوية الحقوقية لشرائح مختلفة ابتداء بطلاب المدارس وطلاب الجامعات والمهنيين المختصين اضافة الى الاشخاص مع اعاقة ناهيك عن الحلقات التي اشتملت على رجال دين واعلاميين وغيرهم. وهدفت هذه الورشات الى تجذير البعد الحقوقي الكامن في قضية المطالبة برفع المكانة القانونية للأشخاص مع اعاقة وهو الامر الذي يعتمد على مبادئ حقوق الانسان خصوصا في اعقاب مصادقة اسرائيل على الاتفاقية الدولية لحقوق اشخاص مع اعاقة.

2. المرافعة القانونية: حققت المنارة من خلال المرافعة القانونية عدة انجازات على ارض الواقع عقب توجه عدد من الاشخاص الذين بلغوا عن وقوع انتهاكات صارخة بحقهم على خلفية الاعاقة. وتكفل الطاقم القانوني في المنارة المتمثل بالمحامية ميرفت عودة والمتدرب القانوني علاء خاطر تحت اشراف المحامي عباس عباس مدير المنارة بمعالجة هذه الملفات التي اسفرت عن رفع الغبن وتقليص الضرر من بينها ملف احد الطلاب المكفوفين حيث اتفق في اعقاب مرافعة المنارة على سحب المدرسة قرارها بإبعاد الطالب بدعوى انه يزعج المسيرة التعلمية داخل صفه وسط التأكيد على حقه باطار تعليمي على نحو فوري. وهنالك ملف آخر حمل وزارة التربية والتعليم على المصادقة على اقرار ميزانيات لثمانية طلاب مع اعاقة بتخصيص ميزانية من أجل إتاحة الصفوف بحث تتلاءَم واحتياجاتهم المتنوعة. وفي ملف ثالث اسفر توجه اشخاص مع اعاقة بصرية الى المنارة عن التدخل للضغط من اجل اتاحة امتحان اللغة العبرية الذي يعد شرطا أساسيا في قبول الطلاب العرب للجامعات بحيث امتنع المركز القطري عن إتاحته حتى اليوم بخلاف التقدم الحاصل في إتاحة امتحان البسيخومتري على هذا الصعيد.

3. المرافعة الدولية: تمثل العمل هنا في عرض ورقة الموقف "لسان المقموعين مرتين" امام أروقة الامم المتحدة. وتم الامر من خلال جهد مشترك بذله المحامي عباس عباس المدير العام للمنارة ومدير المؤسسة العربية لحقوق الانسان محمد زيدان وطرق الاثنان ابواب عدة مكاتب تعنى بحقوق الانسان منها مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان ومكاتب اتفاقيات حقوق الانسان وخصوصا لجنة اتفاقية حقوق الاشخاص مع اعاقة وجمعيات حقوقية عالمية.

4. التحشيد المحلي: جرت عملية التحشيد بالاستناد الى عرض ورقة الموقف "لسان المقموعين مرتين" من خلال اللقاءات مع اعضاء الكنيست العرب بوجه خاص والمسؤولين في الوزارات والسفارات المختلفة ناهيك عن الجهود المبذولة في نطاق السلطات المحلية العربية لاستقطابهم وتحشيدهم لصالح قضية الاشخاص مع اعاقة.
يشار الى ان العنوان الابرز الذي استقطب اهتمام القيمين على البرنامج هو موضوع الاتاحة بكافة ابعاده. وقد تحدث المدير العام للمنارة المحامي عباس عباس عن بعد حديث النشأة هو اتاحة الخدمات ويجري العمل على تذويته على مستوى الشركات والدوائر الحكومية والمرافق الخدماتية المختلفة. وهو بعد تكميلي يذلل العقبات التي تحول دون تلقي الافراد مع اعاقة الخدمات التي يستحقونها.

يشار الى ان مفوض مساواة حقوق اشخاص مع اعاقة في اسرائيل اخياه كمارا ضمن كلمته الترحيبية سطورا من كتاب جسر الامل الذي الفه نواف زميرو من قلنسوة علما ان نواف ترافقه اعاقة حركية وخلص الى توثيق سيرة حياته مع الاعاقة في كتاب. في كتابه اشار زميرو الى انعدام الوعي المجتمعي حيال الاشخاص مع اعاقة وما يترتب عليه من قلة التفهم والإقصاء وهو ما تتصدى له الاتفاقية الدولية عموما والمقولة الثورية النضالية "لا شيء عنا بدوننا" بشكل خاص.وتوجه كمارا الى الجمهور المتواجد في القاعة بالقول "انتم قوة ولا تستهينوا بقوتكم" بل ودعاهم الى رص الصفوف والانتظام باطار المنارة او المفوضية نفسها او أي اطار آخر يسعون من خلاله الى توضيح وصياغة المطالب والملاءمات التي يحتاجونها حتى تتم النقلة النوعية المرجوة.

من جانبه اكد المهندس يسري عمر وهو مفتش لواء الشمال للاتاحة بالمباني والانشاءات والجوار انه يجري العمل بكل جدية وانتظام على فرض الانظمة والتأكد من الالتزام بها على مستوى المباني العامة التي تقدم الخدمات المختلفة للجمهور وذلك عملا بروح الاتفاقية الدولية وان ما ينقص اليوم هو الوعي حيال التغييرات في صفوف متلقي الخدمات ومقدمي الخدمات على السواء.

وقال البروفسور خمايسي: "المطلوب تشكيل قوة ضاغطة واعادة تصميم قرانا ومدننا لتشمل الحيز العام". وشدد البروفسور خمايسي على ضرورة التخطيط السليم من جانب السلطات المحلية. ومن ضمن ما قال:" حتى نؤثر ونطغى يجب تكوين جمعيات لخلق مجموعة ضاغطة. للأسف هناك التخطيط القائم وليس التخطيط البديل بمعنى انه يجب ان تكون هناك مبادرة وليس ردة فعل..لا يكفي ان تستمر سياسة الاحتجاج ويجب ان نشارك بعملية البناء بشكل واع واكرر وجوب تخطيط بلداتنا العربية التي يغيب عنها الحيز العام..فنحن لسنا مؤقتين في بلدنا والارض جاءت لتخدم الإنسان" ونوه خمايسي الى "ضرورة التبليغ عن أي اعتداءات على الحيز العام بحال انتهك الرصيف مثلا ولن تكون عندها "فسّاد"..وإلا فكيف ننتقل كمجتمع من التباكي الى الارتقاء!".  بدورها اكدت جرايسي على اهمية تذليل العقبات الفيزيائية بوجه الاشخاص مع اعاقة من منطلق انها تشكل اعاقة بحد ذاتها وتعزز حالة الاقصاء والعزلة التي يختنق بداخلها الانسان مع اعاقة. وبينت جرايسي بلغة الارقام الفرق بين الاشخاص مع اعاقة في مجتمعنا العربي وبين نظرائهم في المجتمع اليهودي فالعرب اقل علما، وينخفض عدد حملة الشهادات الثانوية والعليا بكثير مقارنة بنظرائهم اليهود ما يدل على امرين اولا الاجحاف الممنهج من جهة واهمية تذليل العقبات واتاحة المعاهد العلمية بوجه الاشخاص مع اعاقة من جهة اخرى وهو الامر الذي سيعمل عمل الرافعة ويعزز بالتالي من فرص العمل والاندماج بالمجتمع.

أما الفقرة الاكثر التحاما بعنوان المؤتمر الختامي والأكثر تعبيرا فهي الفقرة الختامية والتي اشتملت على جلسة ادارتها الاعلامية والعاملة الاجتماعية في المنارة كاملة طيون طبعوني. أما الضيوف فكانوا مجموعة من ابرز الوجوه على الساحة المحلية الذين خاضوا معارك صقلت هويتهم وأبرزت مهنيتهم وهم: الناشط الاجتماعي نواف زميرو (ولد مع اعاقة حركية) والسيدة زهرية عزب التي تعمل مركزة لقسم المراقبة في لجنة التنظيم بوادي عارة وعضو مجلس منتخب لدورتين متتاليتين سابقا (ضحية وباء البوليو)، ونداء ابو آمنة تعمل اليوم معلمة مساعدة في مدرسة الافق (ولدت صماء) والناشطة الاجتماعية متعددة المواهب والاهتمامات هدى زعبي (فقدت ذراعيها جراء حادث في طفولتها). ويشكل هؤلاء نماذج لأشخاص اصروا على النجاح بالرغم من الاعاقة ويواصلون المسير بعزيمة وثبات حتى انك تسمع بعضهم يؤكد انه خرج من دائرة تمثيل اشخاص مع اعاقة الى الدائرة الاشمل دون سحب أي مشاعر بالدونية او الاتكالية. ما يعيدنا الى الشعار "لا شيء عنا بدوننا" أي لا سياسات ولا قرارات ولا خطط ولا قوانين دون الاستماع الى ارائهم ومطالبهم.


صورة من المؤتمر

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.67
GBP
236399.63
BTC
0.52
CNY