الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 02:01

وهل كان سيحصل "مبارك" على البراءة في عهد الإخوان؟ /بقلم:حمدي رزق

كل العرب
نُشر: 30/11/14 07:58,  حُتلن: 08:04

حمدي رزق في مقاله:

كثيراً ما أشار مرسي بإصبعه وملأ فاه بكلمات السباب من عينة «النظام المجرم»

الثقة التي تحدث بها القاضى الجليل محمود الرشيدي ليست فقط وليدة ضمير قاض لا يقبل الدنية في أحكامه بل لاطمئنانه الكامل أن في مصر قضاء مستقلاً بعيداً عن الأهواء

قليل ما أخد إعدام، يحمد مبارك ربه ويبوس إيديه وش وضهر أن الشعب المصري قامت قيامته يوم 30 يونيو، وأسقط حكم الإخوان، لولا هذا ما توفرت لمبارك هذه المحاكمة التي توفرت لها كل الأسباب لكى تنجز حكماً مسبباً، هو تحت بصر محكمة النقض ثانية إذا شاءت النيابة وتهيأت لها الأسباب.
المحكمة وإن ذهبت إلى البراءة في ضميرها، كانت خلواً من الضغوط، والتضاغطات، كانت هي وضميرها وجهاً لوجه، ليس بينها والمتهمين حجاب من تهديدات وتلويحات وأحكام مسبقة، سيف مسلط على رقبة العدالة، بذبحها بسكين مسنون من الحشد المنظم ضغطاً من جماعة لا ترتوي إلا بالدماء.

كثيراً ما أشار مرسي بإصبعه، وملأ فاه بكلمات السباب من عينة «النظام المجرم»، كان من كرسي الرئاسة يصك الأحكام قطعية، مرهّباً القضاة، مفتئتاً على الأحكام، واضعاً نفسه فوق الأحكام والمحاكم، يصم من يشاء بالخيانة ويتلمس للأهل والعشيرة الأسباب، ويعفو عن القتلة والمجرمين والإرهابيين دون أن يجفل له جفن.
الثقة التي تحدث بها القاضى الجليل محمود الرشيدي ليست فقط وليدة ضمير قاض لا يقبل الدنية في أحكامه، بل لاطمئنانه الكامل أن في مصر قضاء مستقلاً بعيداً عن الأهواء، وأن السياسة لها رجالها وشوارعها الخلفية، أما محراب العدالة فليست ثمة سراديب ينفذ إليها المتنفذون لتسبيب الأسباب، وتدبيج الحيثيات، وإصدار الأحكام قربى للعشيرة وانتقاما من الأعداء.
محظوظ مبارك والذين معه أن تهيأت لهم الأسباب لينالوا محاكمة في الهواء الطلق الذى أتاحته ثورة 30 يونيو، بعيدا عن هدر الدماء واستباحة ساحات القضاء، وتكوير القبضات ملوحة في وجه القضاة، ولولا هذا الذي هو فضل من هذا الشعب ما كان حكم القضاء، برهانا على استقلال القضاء.
يقيناً ليس في مصلحة النظام الحالي براءة مبارك والذين معه، سيوصم عنوة، وسيهيج الرافضون انتقاماً من نظام أتاح لمبارك محاكمة عادلة أتمنى مثلها للمتظاهرين، وللإخوان، محكمة بعيدة عن الهوي السياسي، وليتخذوا من هذا القاضى الجليل نموذجاً ومثالاً، للحكم بما تنطق به الأوراق وتذهب إليه الأدلة والقرائن والشهادات، لا تخالطها سياسة، فالسياسة نجاسة تنقض وضوء القضاة.
البراءة ليست لمبارك والذين معه، براءة لهيئة المحكمة من إثم السياسة، براءة للنظام الحاكم من المس باستقلال القضاء، وعليه أن يستمر في مسعاه إلى تهيئة الأسباب لعدالة مستقرة تشمل الأعداء من الإخوان وقبلهم الشباب من النشطاء.
كما تدين تدان، وإذا كانت البراءة لمبارك والذين معه ليست على هوي البعض ممن ملكهم الهوي السياسي، فإن الإدانة للنشطاء والإخوان لن تكون على الهوي، فليبتعد المهويون عن العدالة، ويتركونها تفصل بين الناس بالحق، والحكم عنوان الحقيقة، أما الحقيقة فعلمها عند العليم.

نقلا عن "المصري اليوم"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة