الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:02

أبوسنان في القلب/ بقلم: إسكندر عمل

كل العرب
نُشر: 20/11/14 17:22,  حُتلن: 22:24

اسكندر عمل في مقاله:

لا اريد أن أكون مثاليّاً فجميعنا يعرف أنّ خلافات قد تحدث بين الأخ وأخيه ولكن أن يصل الوضع إلى ما وصل إليه في الأيّام الأخيرة مقلق حقّاً ويحتاج إلى الكثير من التّروّي وتهدئة النّفوس

نحن أبناء الشّعب العربي في هذه البلاد بأمسّ الحاجة إلى التّكاتف والوقوف جنباً إلى جنب لإفشال محاولات شقّ الصّفوف الّتي تحاول عناصر خارجيّة دخيلة على مجتمعنا تحقيقه مستغلّة خلافاً هنا وآخر هناك لتحقيق مآرب دنيئة سلطويّة

ما حدث مؤلم ووجع العائلات الّتي أُصيب ابناؤها في هذه الأحداث لا يمكن ألّا نشعر به ونتألّم لألمهم ونتمنّى أن يتماثل الغالون على قلوبهم للشّفاء عن قريب لكن في نفس الوقت علينا جميعاً أن نحكّم العقل لا العاطفة في معالجة نتائج هذه الأحداث المؤسفة

في هذه الأيّام رُزق ابني الثّالث هيثم طفلته البكر سما، وهي الحفيد الخامس بعد عفو، عدي، شام ولؤي، لكنّ فرحتي لم تكن صافية فقد شابها حزن وألم على ما حدث في قريتي الحبيبة ابوسنان. لقد أحبّ أولادي  جميعهم ابوسنان منذ نعومة اظفارهم رغم أنّ أحداً منهم لم يولد فيها. أحبّوها في زياراتهم لجدّتهم لبيبة الّتي أحبّوها واحبّوا جيرانها ولم يعرفوا يوماً لأيّ طائفة ينتمون.

لا اريد أن أكون مثاليّاً، فجميعنا يعرف أنّ خلافات قد تحدث بين الأخ وأخيه ، ولكن أن يصل الوضع إلى ما وصل إليه في الأيّام الأخيرة مقلق حقّاً ويحتاج إلى الكثير من التّروّي وتهدئة النّفوس، لأنّ عنفاً اضافيّاً يزيد في تعقيد الوضع ويجعل العودة إلى الحياة الطّبيعيّة بين أبناء البلد الواحد صعباً. نحن أبناء الشّعب العربي في هذه البلاد بأمسّ الحاجة إلى التّكاتف والوقوف جنباً إلى جنب لإفشال محاولات شقّ الصّفوف الّتي تحاول عناصر خارجيّة دخيلة على مجتمعنا تحقيقه مستغلّة خلافاً هنا وآخر هناك، لتحقيق مآرب دنيئة سلطويّة.

إنّ مشاركة أهل القرية بجميع طوائفها في مناسبات بعضهم البعض ، الأفراح والأتراح، والّتي يتّسم بها  الأبوسنانيّون هي دلالة على روح المحبّة والأخوّة الّتي سادت ونأمل أن تسود إلى الأبد بعد تخطّي هذه الغيمة الحزينة الّتي تخيِّم فوق القرية. لا يمكن للأجواء أن تهدأ دون أن يكون خطاب كل منّا في عائلته الصّغيرة والكبيرة أيجابيّاً بنّاءً، يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا أوّلا،وانً نمتنع عن كلّ ما يمكنه أن يضرم فتيل الفتنة من جديد. ما حدث مؤلم، ووجع العائلات الّتي أُصيب ابناؤها في هذه الأحداث لا يمكن ألّا نشعر به ونتألّم لألمهم ونتمنّى أن يتماثل الغالون على قلوبهم للشّفاء عن قريب. لكن في نفس الوقت علينا جميعاً أن نحكّم العقل لا العاطفة في معالجة نتائج هذه الأحداث المؤسفة.

أنا ابن ابوسنان اعتزّ أنني أنتمي اليها وأحاول قدر استطاعتي أن أبقى على اتّصال وثيق بها، اشارك في معظم مناسباتها ولا يؤخرني عن ذلك إلّا التزامات أخرى لا استطيع التّغيّب عنها، فأنا أحبّ قريتي واريد أن تبقى مصدر فخر لي ولكلّ أبنائها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة