فارس مقبعة من الناصرة:

الكتاب فلسفي يبحث في مسألة الوجود والحب والأمل والله، وهذه الأمور التي لا توجد لها إجابات، كما أنني لا أطرح الحلول بل التساؤلات

هذا العمل هو وجداني عاطفي يخصني لكوني أشعر أنّني جزء من العالم، وأنّ العالم جزء منّي وأبحث عن قيمة الأنا والآخر

عندما تسقط القطرة فإنّ السؤال هو هل سقوطها الى الأسفل أم الى الأعلى؟ وهذا ليس فلسفة فحسب، بل أيضًا من الناحية الفيزيائيّة

أصدَرَت "دار راية للنشر" مُؤخراً، كُتَيِّباً بعنوان "قطرة لا تسقُط"، وهو بمثابة العمل الأول الذي يُنشَر في إطار كُتَيِّب، للكاتب فارس مقبعة من الناصرة. ويقول الكاتب النصراوي، فارس مقبعة، في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "قطرة لا تسقط هو كتيّب تم تجميع محتواه من عدّة كتابات على مدى سنوات، وهو كتاب منتقى باجتهاد شخصي من كتاباتي العديدة منذ العام 2009، والتي أجريتُ عليها بعض التعديلات الحديثة وإعادة صياغة، إذ حاولت جمع كافّة الأمور في قالب واحد".

فارس مقبعة 

ويضيف الكاتب النصراوي، وهو مدير مطعم وغاليري صدفة في الناصرة، ويعمل في مجال الترميمات، ودرس الطب النفسي في الجامعة المفتوحة: "الكتاب فلسفي، يبحث في مسألة الوجود والحب والأمل والله، وهذه الأمور التي لا توجد لها إجابات، كما أنني لا أطرح الحلول بل التساؤلات".

ويقول مقبعة الذي يعمل أيضًا في مجال تنسيق وتنفيذ الديكور: "هذا العمل هو وجداني عاطفي يخصني، لكوني أشعر أنّني جزء من العالم وأنّ العالم جزء منّي، وأبحث عن قيمة الأنا والآخر. الكتاب يخوض معركة مع المادة واللون والإيقاع والنغم، إذ أتت فكرة الكتاب بعد تساؤل من أين تأتي الكلمات.. وحول ضرورة وأهميّة الأفكار واللغة والتعبير من أين تسقط ومن أين تأتي؟".

وعن اختياره لهذه التسمية قطرة لا تسقط، قال الكاتب النصراوي الشاب: "عندما تسقط القطرة، فإنّ السؤال هو، هل سقوطها الى الأسفل أم الى الأعلى؟ وهذا ليس فلسفة فحسب، بل أيضًا من الناحية الفيزيائيّة". ويستدرك قائلًا: "منذ زمن طويل، كتبت قصّة قصيرة بعنوان قطرة لا تسقط، وبقي الاسم في ذهني. تحدّثت القصّة آنذاك عن شخص متوفى ويتحاور مع نفسه في القبر، ويسمع خارجًا صوت قطرة تسقط بإيقاع ثابت، وكان يحتاج قبل أن تخرج روحه منه، معرفة ما هي قضيّة هذه القطرة، وبعد تسليمه للروح لم يعد يسمع شيئًا".

نبذة عن الكتاب 
ويشار الى أنّ الكتاب يَحْوي عدة نُصوص منثورة (كما عَرَّفَها الكاتب) كُتِبَت بتفاوُت زمني مُتَراكِم ومُتقطِّع الترابُط، مُنذ سنة 2009. الشكل النَّصي للعمل يحتوي على نَثْرِيّات إيقاعية وقصائد يُطلِق عليها الكاتب مُنثرات، النثريات والقصائد (المُنثرات) مُرتبطة السياقة ومُتتابِعة السردية نوعاً ما، الإيقاع ليس ثابتاً بل مُتخبطاً مُتقلِّباً كطرح الأفكار؛ الكتاب لا يعرِض فرضيات ولا يطرح حلولاً، إنما قد يُحاور تساؤلات هي في الأساس وِجدانية وقد تشتمِل مُعظمها في تساؤل أساسيٍ عند الكاتِب (هذا هو العالَم فهل من معنى لِذلك؟) هي إشكاليات وجدانية مُتداخلة صيغَتْ في قالب مَعْرَكي قاتِم يخوض في الفكرة وأصلها والشيء وعَدمه من خلال أربعة فُصول قليلة الصفحات:
1ــــ التواصُل مع المَكان الما (مكان القصيدة)
تساؤل في ماهية اللغة وكينونة التعبير، فوضوية الأفكار ومعرفيَة الإيحاء، كما ويُحاور هذا الفصل قيمة اللحظة وجدوى الزمن، وينغمس في أُصول المَخاليق الحِبْرِيةِ الكيان، ويستجدي قيمة المعنى بدون حل او تعريف.
2ـــ أنتِ في وَعْيي حُضوره العاشق
تساؤل في جدلية العِشق والحِس، الموت والعدم، الأنا والآخَر.
3ـــ عَواصف في مجاز الأُغنية
تساؤل حول أبعاد الصّمت، الصوت، الإيقاع، اللون، الفكرة والمادة .
4ــــ حينَ أكتُبكِ لا تكفي اللغات
........
من الكُتيِّب:
ما لا يكتَمِل هو ما لا ينتهي
أنتِ، الحُب، الأمل، الله، الوُجود
كُلها أشياء لا نِهائية
أشياء لا تكتمِل
كقطرةٍ لا تَسقُط.