الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 22:01

لماذا هذا الصمت!؟ بقلم: نديم إبريق


نُشر: 01/06/08 19:03

لماذا لا تنبض يا قلمي  ما دام دم الشباب ينزف في المثلث والجليل وفي كل مكان؟ لماذا لا تُسمع يا قلمي صرخة عالية تدوي في السماء ما دامت صرخات  أُم  ثكلى  تُزعزع ألأركان  ؟ لماذا لا تنزف يا قلمي حبراً أسوداً ما دُمت تستشعر دمعة أبٍ  ، قلبه يعتصر بالألم والغضب على مقتل ابنٍ يانع كالريحان ؟ لماذا هذا السيل الجارف من دم خيرة شبابنا يسيلُ  في كل مكان- فنسير ُ جنبه غير آبهين لبشاعة المنظر ولرائحة الدم المنبثقة من هذا السيلان ؟ قرانا  تمتلئ  بالقتلى- فلماذا نصمت  ويُخرس اللسان؟ مدننا مُشبعة بالجرحى - فلماذا نسكت وتُصم الآذان؟ لماذا لا يتحرك ممثلونا في البرلمان وبشكل فوري لمحاربة هذا الوحش الكاسر ، الذي يفترس بأنيابه وبمخالبه خيرة الشبان ؟لماذا يتعامل زعماء مجتمعنا العربي مع هذه الآفة المقيتة وكأنها واقعٌ حتميٌ لا مناص منه ولا مهرب ونكتفي بلعن الشيطان؟ لماذا أضحى القتل روتيناً فلا يثير في داخلنا المشاعر والأحاسيس- كأننا في حالة من العصيان ؟لماذا أضحى استلال السلاح وغرزه في أفئدة  زهراتنا من الشباب عملية لا تحتاج إلى تفكير واتزان؟ لماذا أصبح القضاء على الشباب وباءً مستفحلاً تُنقل عدواه من قرية إلى أخرى وميزة لجميع البلدان ؟ لماذا نوّجه أصابع الاتهام  إلى الشرطة وكأنها المسؤولة عن هذا الطوفان ؟ لماذا لا نقوم بحملات توعية في مدارسنا وفي مؤسساتنا لوقف هذا الفيضان ؟ لماذا لا يقوم الأب والأم بواجبهم التربوي لإخماد هذا البركان ؟ لماذا لا يسأل الأب نفسه مراراً وتكراراً : هل نجحتُ في تربية ابني ليحيا في آمان ؟لماذا يغطُ الأب في نومه وأولاده  يتسامرون مع أترابهم حتى بزوغ الشعاع الأول من النهار ورفيقهم الكحول والدخان ؟لماذا لا يحرك الأب ساكناً عندما يعود ابنه آخر الليل ثملاً - سكران؟ لماذا نتصارع ونتخاصم لسبب تافهٍ لا يحتاج إلى بُرهان : فهنا قتيل بسبب عدم إعطاء حق الأولوية في الشارع ، وهناك جريحٌ بسبب خلاف مادي على مبلغ زهيد ، وذاك مطعون بسبب خلاف قديم أورثته المعركة الانتخابية ، وهناك عدد من الجرحى بسبب لعبة كرة القدم ، وهناك ... لماذا لا نُربي أولادنا على محبة الغير والعيش بأمان؟ لماذا لا نُفهم أولادنا أن التنازل أحياناً هو بمثابة قوة وليس دلالة على ضعف وهوان؟  لماذا لا يدرك أولادنا أن لكل عملية قتل نتيجتين حتميتين : قاتلٌ ومقتولٌ  وكلاهما في النيران- فأما المقتول فمأواه لحد وحسرة أم ودمعة أبٍ –وأما القاتل فمصيره غياهب السجون وراء القضبان – بعد أن يوكل له ذووه مُحامياً مقابل ألاف الدولارات فيُداهمهم الفقر دون استئذان؟ لماذا نُسبب لعائلاتنا البريئة المتاعب بسبب تصرف أهوج – فهذه العائلة تُطرد من القرية ، وهذا البيت يُحرق ، وتلك السيارة تشتعل فيها النيران ؟ لماذا بربكم نُحلّل ما حرمته جميع الأديان ؟ لماذا نقتل وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم آياته:" من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ."(سورة المائدة 38 )؟ لماذا نقتل ما دام الإنجيل يؤكد على أن الله يهب الحياة وهو وحده من يستطيع استردادها ، فقد قال السيد المسيح لتلاميذه :" سمعتم أنه قيل لآبائكم : لا تقتل ، فمن يقتل يستوجب حكم القاضي ..."(الإنجيل بحسب إصحاح متى 5)  لماذا نقتل ونحن نعرف العقوبة من التوراة ، الإنجيل والقرآن ؟ لماذا هذا الاستهتار بحياة الإنسان؟ لماذا لا نصحو يا أخي قبل فوات الأوان؟

مقالات متعلقة