الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 15:02

قضايا وهموم المواطنين ما بين الطرح السياسي والطرح الاجتماعي /بقلم:بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 07/11/14 08:50,  حُتلن: 08:55

بلال شلاعطة في مقاله:

اذا كان الخطاب او الطرح الحزبي صلباً وشائكاً على المذهب السياسي ان يلين هذا الخطاب ليتوافق مع الطرح المجتمعي

عملية التغيير عليها أن تكون بوصلة للقيادة على كافة انواعها ولكن دون الانزلاق الى مفهوم توظيف خطاب على حساب خطاب اخر

الامتداد السياسي القطري له ابعاده في كل بلدة عربية شمالاً وجنوباً في البلاد ولا يمكن باي شكل من الاشكال تجاهل مردودها المحلي في كل بلدة عربية

لا يعقل أن يقوم الشباب وفي مقتبل العمر بصياغة خطاب معين غير مدروس عبر الشبكة عندما في الجانب الاخر تجد شخصية سياسية تكبره سنا تراقب ما يكتب ولكن لا ترشده الى المكان الصحيح

للسياسة معالم ومدارس عديدة، فهي فن مما يلزم متقلدها التصرف وفق قواعد السياسة، مع ان قواعدها وظروفها متغيرة وغير حقيقية بل افتراضية وتدخل ضمن حدود ايجاد سد للفجوات الاجتماعية والجماهيرية القائمة في كل مجتمع. في كل بلدة عربية هنالك هموم وقضايا للمواطنين ووجب دائما البحث عن حلول لها مع الموارد المطروحة. في مدخل هذا المقال سأقوم بربط الجانب السياسي مع المعايير القائمة وسأدمج الواقع الموجود. لا شك ان الامتداد السياسي القطري له ابعاده في كل بلدة عربية شمالاً وجنوباً في البلاد ولا يمكن باي شكل من الاشكال تجاهل مردودها المحلي في كل بلدة عربية، ويبقى الخطاب السياسي موجود وفق ما حدده القيمون على الاحزاب العربية والتيارات السياسية منذ سنوات وعقود من الزمن. لا يمكن للسياسة ان تكون مذهباً ثابتاً وانما متغير وفق متطلبات المرحلة واذا لم تتناغم مع حيثيات المرحلة فعندها ستفقد المدرسة السياسية من قيمتها وتذوب.

قضايا الجماهير العربية وهمومهم كثيرة، منها ما يتعلق بالسلطة ومنها ما يتعلق بالقضاء والقدر ومنها من صنع المواطنين انفسهم وبالتالي اذا تلاءمت المقاييس الاجتماعية مع المقاييس السياسية عندها يمكن ان نحصل على استقرار مجتمعي حتى لو لم يكن هذا الاستقرار مثالي. على السياسة ان تفرض نفسها على الطرح الحزبي، بمعنى اذا كان الخطاب او الطرح الحزبي صلباً وشائكاً على المذهب السياسي ان يلين هذا الخطاب ليتوافق مع الطرح المجتمعي. على سبيل المثال قضايا العنف في المجتمع العربي تنتشر يوماً بعد يوم والأسباب عديدة وكثيرة ولكنها متعلقة بطبيعة الحال بالطرح المجتمعي الذي لم يتلاءم حتى اليوم مع مفاهيم العولمة التي غزت جميع المجتمعات في العقد الاخير، مما خلق برأيي فجوة ما بين الواقع الحقيقي والواقع الافتراضي وبطبيعة الحال لن اخوض في نظريات لعلم النفس المجتمعي لأنها تدخل في هذه الخانة.

ما يجري في مجتمعنا بالتحديد تسييس قضايا اجتماعية او جماهيرية حتى في سياق مكافحة العنف او البطالة او الفقر وحدث ولا حرج. اذا كانت عملية التسييس ممنهجة ستقضي بالتالي على أي فرصة لعرض أي حل على قضية او ظاهرة مجتمعية معينة. شبكات التواصل الاجتماعي حولت الناشطون الاجتماعيون الى ناشطين سياسيين فترى ان الشبكة يسودها نوعاً ما نقاش سياسي مجتمعي او مجتمعي سياسي مع انه يجب فصل هذه الجزئيات عن بعضها البعض. كنت في مقالات سابقة قد عرضت قضايا جوهرية تخص الحراك الفيسبوكي ودور القيادة القطرية في تحديد دور الشباب من خلال رؤيتهم للأمور ومن خلال ايجاد قواعد مجتمعية مفرملة للخطاب السياسي او الحزبي على حد سواء، الا ان الصورة التي تتضح هي ان الخطاب المجتمعي مغلوب على امره ضمن الصراعات السياسية او الحزبية القائمة في البلدات العربية مما يؤثر بالتالي على الجيل المراهق الذي يستقي معلوماته بمعظمها من الشبكة او من تعقيبات المتبحرين في الخبر الاعلامي عبر مواقع الانترنت. لا يمكن ان يلعب الشخص المتبحر دور المختص او الطبيب او المهندس او المحامي من جهة ومن جهة أخرى دور الاعلامي او الصحفي في طرح الامور. وظيفة المختصين ابراز قدراتهم ومساحات مهنتهم في سياق الخطاب الاجتماعي هذا طبعا على فرض إذا لم يكونوا نشطاء سياسيين . احياناً هنالك انزلاق في الخطاب المجتمعي الى الخطاب السياسي واحياناً يتم ابتلاعه دون علم او وعي من قبل الشخص المبادر لطرح أي فكرة عبر الشبكة. شبكات التواصل الاجتماعي خلقت مفاهيم سياسية ولكن فردية ضمن جوهر الخطاب الجماهيري وعلى ما يبدو ان هذه الظاهرة ستتسع مع الوقت.

في هذه الحالة القائمة يجب ايجاد القاعدة التي من خلالها يمكن مكافحة ظواهر مجتمعية سلبية ولكن من خلال اظهار توافق واجماع سياسي بين التيارات السياسية والحزبية القائمة. لا يمكن ان تكون وكيلاً للتغيير الاجتماعي اذا كان الخطاب سياسي بشكل صرف. على الاطر القطرية والمجتمعية الفاعلة ان تجد صيغة التوافق المطلوب ما بين المفهوم السياسي من جهة والمفهوم المجتمعي من جهة اخرى وهذا ممكن. الامر الملفت للنظر ان شبكات التواصل الاجتماعي حازت على هذا الاستعمال الكبير في انعكاس قضايا وهموم المواطنين ولكن حتى الآن بقيت مرآة لهمومهم، ولكن للأسف لم تنجح في ايجاد حلول لها لأن الواقع الافتراضي اصبح اكثر بروزاً من الواقع الحقيقي. في العقد الاخير تشكل عالمان للتغيير، الأول العالم السياسي ضمن المنظومة المعروفة للجميع في العلوم السياسية والثانية علوم المجتمع ضمن النظريات القائمة هناك. اذا لم يتم تشكيل دائرة اخرى تجمع هاتين الدائرتين فان عملية الانفصال ستكون حتمية وستؤدي باعتقادي الى تفكك مجتمعي واضح. عملية التغيير عليها أن تكون بوصلة للقيادة على كافة انواعها ولكن دون الانزلاق الى مفهوم توظيف خطاب على حساب خطاب اخر. على الخطاب ان يكون واضحاً في اهدافه وعلى المجموعات المتفاعلة في الشبكة ان تجد نقاط اتزان لأنها مسؤولية تجاه الأجيال القادمة.

لا يعقل أن يقوم الشباب وفي مقتبل العمر بصياغة خطاب معين غير مدروس عبر الشبكة عندما في الجانب الاخر تجد شخصية سياسية تكبره سنا تراقب ما يكتب ولكن لا ترشده الى المكان الصحيح. هذه مسؤولية اجيال في تذويت مفاهيم وعلى المجتمع ان يختار ما بين تذويت مفاهيم سليمة او مفاهيم مظللة. على الخطاب السياسي ان ينفصل عن الخطاب المجتمعي وهذا مطلوب ولكن في المرحلة الحالية وعلى ما يبدو لا نستطيع ان نفرض هذا الامر ولكن يمكن ايجاد نقاط تناغم متفق عليها وهذه النقاط يمكن ان تكون واضحة عندما يكون اتفاق جماعي موحد لجميع قضايا وهموم المواطنين، ويجب ايجاد و خلق هذه الدائرة لان البديل غي صحي بتاتاً للمجتمع.

الكاتب:اعلامي ، عامل اجتماعي جماهيري ومختص في الادارة العامة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة