الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 05:02

هل هناك بنود سرية مع إسرائيل تمنعنا من تعمير سيناء؟ /بقلم:عبد اللطيف المناوي

كل العرب
نُشر: 03/11/14 07:54,  حُتلن: 08:05

 عبد اللطيف المناوي في مقاله:

 الحديث عن سيناء بشكل مختلف هو شكل من أشكال التقدير للشهداء الذين دفعوا حياتهم دفاعا عن هذا الوطن

إذا أردنا محاربة الإرهاب من جذوره فالحل هو تغيير المناخ الذي يترعرع فيه ويجد مؤيدين من بين أبناء المنطقة بسبب الحاجة أو اتقاء شر هذه الجماعات الإرهابية

لا أنكر ما حدث على أرض سيناء من مشروعات مهمة ومحاولات جادة، ولكن ينبغي هنا أن نسأل: هل هذا يكفي؟ بدأنا في مشروعات لتأكيد اتصال الأرض المصرية جميعها: سيناء بالوادي، ولكن هل هذا يفي بالغرض؟

يبدأ هذه الأيام الحديث عن سيناء، وذلك لسبب واضح تماماً وهو ما تشهده سيناء من أعمال إرهابية تستهدف في الأساس إسقاط هيبة الدولة وجيش الوطن. السبب الثاني هو أن شهر أكتوبر هو موسم الحديث عن سيناء في ذكرى انتصارات أكتوبر. وأنا سأتحدث اليوم عن سيناء مشاركة مني في الاحتفالات، ولكن بشكل مختلف، وأعتبر أن الحديث عن سيناء بشكل مختلف هو شكل من أشكال التقدير للشهداء الذين دفعوا حياتهم دفاعا عن هذا الوطن، والحديث بشكل مختلف بهدف حدوث تغيير حقيقي في مصر وفي سيناء كجزء أصيل من جسد الوطن هو شكل من أشكال التعزية.

أذكر أن أحد الأصدقاء سألنى منذ فترة قصيرة «هل هناك بنود سرية التزمت بها مصر في معاهدة كامب ديفيد تحد من حريتها في الاستثمار والتنمية في سيناء؟»، كانت إجابتي وفق ما أعلم بالنفى القاطع، ولكن استدرك الصديق متسائلا: «لماذا لم يتم التعامل مع سيناء كما أكدت الحكومات المتعاقبة منذ تحريرها باستهداف تحقيق التنمية الحقيقية فيها، وجعلها امتدادا للوادي، ومعالجة الخلل السكانى الواضح فيها بتسكين جزء من أهل الوادي فيها؟ ولماذا لا يتم الاعتناء بتطويرها سياحيا عدا شرم الشيخ؟ ولماذا لم يتم تنفيذ إقامة القرى فيها، ولماذا لم يستكمل خط السكة الحديد بها؟ ولماذا لم يتم وضع خطة واضحة لزراعة كل الممكن زراعته فيها؟ ولماذا لم تصل المياه إليها بشكل كامل رغم الخطط السابقة الخاصة بترعة الإسماعيلية وتعديل مسارها أو إقامة ترعة السلام؟».

هذه التساؤلات خلقت الشك مرة أخرى في نفسي ودفعتني للتساؤل حول مدى وجود بنود سرية تمنع مصر من ذلك ودفعني هذا الشك لأن أسأل أصدقاء أثق في علمهم وقدرتهم على حسم الشك حول ما إذا كان هناك ما يمنع مصر من ذلك فأكدوا لى بشكل قاطع حرية مصر الكاملة في التعامل مع سيناء، فهي أرض مصرية ملك للمصريين وليس لأحد شبر فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذه الإجابة تتفق مع ما أنا مقتنع به قبل أن تثير تساؤلات صديقى الشكوك، وبالفعل زالت الشكوك وتأكدت قناعتي، ولكن ثارت التساؤلات محلها: لماذا لم نفعل ما كان ينبغي أن نفعل؟ لماذا توفقنا عند حدود الغناء لعودة سيناء ولم نكمل ما بدأناه من خطوات سابقة؟ لماذا لا تكتمل الجمل التي نبدأها بشكل رائع ونقف في وسط الجملة، ولا نكملها لنبدأ جملة جديدة.

هنا لا أنكر ما حدث على أرض سيناء من مشروعات مهمة ومحاولات جادة، ولكن ينبغي هنا أن نسأل: هل هذا يكفي؟ بدأنا في مشروعات لتأكيد اتصال الأرض المصرية جميعها: سيناء بالوادي، ولكن هل هذا يفي بالغرض؟ من المسؤول عن عدم استكمال خط السكك الحديدية الذي سرقت قضبان الجزء الذى بدأنا به ثم توقفنا، من المسؤول عن عدم استكمال البنية الأساسية بالمناطق السياحية الأخرى في سيناء غير شرم الشيخ؟ لماذا لم يتم تنفيذ مشروعات المطارات التي سبق الإشارة إليها؟ من المسؤول عن عدم تنفيذ مشروع استصلاح 400 ألف فدان وضعت هدفا منذ المرحلة الأولى من تحرير سيناء، وفي أي درج من الأدراج يرقد مشروع إنشاء 400 قرية في سيناء؟

إذا أردنا محاربة الإرهاب من جذوره فالحل هو تغيير المناخ الذي يترعرع فيه ويجد مؤيدين من بين أبناء المنطقة بسبب الحاجة أو اتقاء شر هذه الجماعات الإرهابية. تغيير المناخ المحيط يبدأ بالاعتراف بأن لدينا مشكلة وأننا لم نعمل على حلها وأن نبدأ باتباع الأساليب العلمية.

نقلا عن "المصري اليوم"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة