الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 08:02

ما بين حائط البراق وحائط المبكى.. نبكي/بقلم: علي رائف زبيدات

كل العرب
نُشر: 01/11/14 17:07,  حُتلن: 12:21

علي رائف زبيدات في مقاله: 

نجد من يبكي الأقصى لأنّهُ مصلّى للمسلمين وأحد أقدس مُقدساتهم الدينية ويبكي صمت الأمه الإسلامية ونجد آخرين يبكونه كونه فن هندسي معماري عربي فِلسطيني وتُراثٌ عربي يُمَسُّ كبرياءُهُ القومي اذا ما مُسَّ بِهِ

بين كُل هؤلاء يُحرق ويُنهب ويُهان رواده والمرابطين فيه على مرأى العالم أجمع وتُنتهك حرمته مرةً تلوَ الأخرى والبُكاةُ مازالوا يحاولون إقناع بعضهم البعض ما هو الدافع الاهم للدفاع عن الأقصى 

لنبتعد قليلًا عن تحليل النفسيات والسُلوكيات البغيضة ولنترك هذه المساحة المُقززة والمثيرة للأعصاب لما تُسببه من صُداع في الرأس وإشمئزازٍ حدَّ الغثيان وننتقل الى سؤال محوري يَهُم الجميع: هل قصرت الأحزاب العربية وقيادات المجتمع العربي في الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الدينية الخاصّة بنا؟

هُناك المشغول بقضايا عديده أنسَتْهُ قضية ثانوية كهذه لا تستحق منه طرفة عين وعليه الآن ان يترك الأقصى يُقسّم زمانيًا ومكانيًا وفق أهواء بعض المهووسين وأن يُهوَد بكل الاشكال الممكنة مثل تغيير أسم جميع مرافقه وأجزاءه بما في ذلك بعض أهمها مثل حائط البراق ليُحول الى المبكى!

حقًا ما بين حائط البُراق وحائط المبكى نبكي.. ولكنَ الدموع تختلفُ من باكٍ لآخر، البعض يبكي وتعتصره الآلام عمّا حلّ ويحل بأقدس مُقدسات العرب والمسلمين قاطبةً من تدنيس وحرق وتدمير ونهب وسرقْ وتقسيمٍ زمانيٍ ومكاني وتهويد للإسم والرواية. وحتّى بين من يذرف الدمع بسبب هول ما يحدث نجدُ اختلافًا!

فنجد من يبكي الأقصى لأنّهُ مصلّى للمسلمين وأحد أقدس مُقدساتهم الدينية ويبكي صمت الأمه الإسلامية، ونجد آخرين يبكونه كونه فن هندسي معماري عربي فِلسطيني وتُراثٌ عربي يُمَسُّ كبرياءُهُ القومي اذا ما مُسَّ بِهِ، عدا عن من يبكيه بسبب إغتصابِ حقٍ وحُريةٍ لمجموعةٍ دينيةٍ في مُمارسة عبادتها وطبعًا على صمتِ ما يُسمى بال "مجتمع الدولي" عن هذا الانتهاك السافر ! وبين كُل هؤلاء يُحرق ويُنهب ويُهان رواده والمرابطين فيه على مرأى العالم أجمع وتُنتهك حرمته مرةً تلوَ الأخرى ، والبُكاةُ مازالوا يحاولون إقناع بعضهم البعض ما هو الدافع الاهم للدفاع عن الأقصى. ونجِدُ أيضًا بين ابناء الشعب ذاتُه من يذرف الدموع على شرط أن تُصوره الكاميرا في حركةٍ هزليةٍ تبدو كمن يختبئ وراء العجز وقلة الحيلة أمام هول المنظر وهي في الحقيقة، قلة مسؤوليه واستهتار بالمُشاهد، وغالبًا نجد هذا النوع يشير بعد كلمة الأقصى اوتوماتيكيًا الى كنيسة القيامة وانتهاكات قُدسيتها مع انه لم يقرأ خبرًا كهذا ،طبعًا تُنتهك قدسية الكثير من المُقدسات الدينية المسيحية ولكن لم يقرأ خبر كهذا لأنّهُ غالبًا لا يقرأ شيًأ سوى ما كتبته مواقع الإعلام عن بطولاته وخطاباته التي ألقاها بعد عرض نفسه لخبير في علم "المكياج الإعلامي"، ليؤكدّ أنّه ليس طائفيًا !.

لنبتعد قليلًا عن تحليل النفسيات والسُلوكيات البغيضة ولنترك هذه المساحة المُقززة والمثيرة للأعصاب لما تُسببه من صُداع في الرأس وإشمئزازٍ حدَّ الغثيان وننتقل الى سؤال محوري يَهُم الجميع: هل قصرت الأحزاب العربية وقيادات المجتمع العربي في الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الدينية الخاصّة بنا؟

سؤال يسأله الجميع إمّا عن براءة وإمّا عن خُبث والقصد هو المُزاوده التي أصبحت جزء لا يتجزأ من أيديولوجيته التي صاغها منذ فتره ليست بالبعيدة والتي تقتصر على كلمتين :زاود و زاود .  قد يتردد البعض في الإجابة وُيتأتئ مُحاولًا إيجاد تبرير لأبطاله حاملي الميكروفونات او لرفاقه من الكوادر الثائرة التي وصلت حد الغليان أمّا من طفح كيله ووصل عنده السيلُ الزبى فتجده لا يتردد بإجابته مؤكدًا التقصير باحثًا عن سببِ مقنع له، وبعد بحثٍ طويل جابَ خلاله كل أرجاء وطنه يجد لكل حزب تبرير وتفسير!.
فهُناك المشغول بقضايا عديده أنسَتْهُ قضية ثانوية كهذه لا تستحق منه طرفة عين وعليه الآن ان يترك الأقصى يُقسّم زمانيًا ومكانيًا وفق أهواء بعض المهووسين وأن يُهوَد بكل الاشكال الممكنة مثل تغيير أسم جميع مرافقه وأجزاءه بما في ذلك بعض أهمها مثل حائط البراق ليُحول الى المبكى!.

فبزيارة تقوم بها كتلته البرلمانية للمسجد بعد ان تهدأ الأحداث تَهاب المؤسسة الصهيونية وكافة أذرعها الأمنية بما في ذلك مجموع المتدينين اليهود والمستوطنين وقوات الأمن الذين فاق عددهم منذ بداية العام وحتى الآن ال 6311 دنسًا دنسوا الحرم القُدسي وفق إحصاء أجرته مؤسسة الأقصى للوقف والتُراث. فهذا بسيط جدًا وعليه الآن ان يعمل على رفع مكانة المرأة مثلًا وكأن هده القضية الحسّاسة التي يجب ان يعمل عليها الحزب التقدمي الحقيقي تأتي هي وغيرها وفق ترتيبات في سلم الأولويات قبل قضية المقدسات الدينية على الرغم من وجوب ترتيبها الى جانب هذه القضية لا أعلاها !.

وعلى ذكر المرأة المُناضلة التي أُكنُ لها كل الاحترام والتقدير يراودني سؤال مُحير حبذا لو ساعدتني في الاجابة عليه : هل سخنين وإم الفحم والناصرة والنقب وغيرها من البلدان التي ارتوت شوارعها بالدماء تصلح ساحةً للنضال وباحات الأقصى لا تصلح سوى لعدد قليل منهن؟!
وهل سننجح بإيقاف الهجمات المسعورة التي تدنس هذه الباحات الطاهرة بدون نصف المُجتمع!! ، تفكير ساذج كهذا ليس أكثر من تخيلات هي أيضًا ساذجة

لنعد الى السؤال المركزي ونكمل جولتنا البحثية القيمة لنجد أنّ حزبًا آخر تخلف عن الرباط والنضال في هذه الساحات الطاهرة لأنه ببسطاة "مش فاضي" ، كانت جمله التقطتها أُذني من أحد قياديي هذا الحزب وفكرت بسبب عدم "فضاته" لأجد أنَّ كوادره "عم بتدير بالها على بعض" بعد فشل وانزلاقات في عديد من الأماكن وعليهم الآن اغلاق الثغرات وإعادة الحسابات او المُحاسبات –لا فرق-.

وهكذا تُترك الساحة لقيادات حركة او حركات انتهازيه وكوادر نظيفة ،مؤمنه ،ورعه وتقية ومستقلين مُرابطين . يُجيب على هذا السؤال أيضًا بعض القيادات المُناضلة فعلًا على الشارع لا في محطات الإعلام وامام الشباب لا امام الكاميرات بانَّ السبب هو عدم وجود هيئه قيادية موجِهه صادقه ومقبولة على الجميع في تلميح الى عدم انتخاب لجنة المُتابعة، وهي إجابه مُقنعه الى حدّ ما ولكن مؤخرًا بات تداولها كشماعه يُعلق عليها كل الأوزار منهكًا للتفكير ومشتتًا للتركيز نحو الأهداف الأساسية.
بينما كان رد القيادات الدينية على إختلافها مُثلجًا للصدر فالقيادة الدينية الاسلامية –غير المُحزبة- كانت على قدر المسؤولية رغم وجود بعض الشوائب ، وها هي القيادة الدينية المسيحية ترُد ردًا من صميم الموقف القومي العُروبي ،الأخلاقي والديني مثما ردت من قبل على إسخريوطي التجنيد وأشباههُ على إختلاف نوع جُبنهم وحقارتهم ، وغالبية القيادة الدينية للطائفة المعروفية كانت كذلك. وهكذا عبثًا نبحث عن إجابة حقيقيه صادقه ولا نجد الّا بعض التبريرات والتُرّهات لنرُدَّ عليه بأنها ليست أكثر من عُذر أقبح من ذنب.

سخنين

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة