الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 22 / مايو 00:02

مقيدة بالبشر/ بقلم: سينا خالد غبن على العرب.نت

كل العرب
نُشر: 13/10/14 18:14,  حُتلن: 06:56

تركوني هنا وحيدة ، أسيرة في هذا البيت الذي اعتقدوا انه حريتي الأبدية ، تركوني و قفلوا على ذاتي غرفتها التي باءت تبوح بالخيانة ، تركوني أسيرة أحلامي ، و احبس طموحي بين أربع جدران أكل عليها الزمن ماضي ليس بالبشر أن يحملوه ، قيدوني في حب الشخص ذاته ، و عدم الاقتراب من جهنم العاشقين ، و لكن ما أنا إلا إنسان ، أو ربما جسد بلا روح ؟ آخذو حريتي رغم أنها لا زالت في يدي ، سرقوا أحلامي رغم إني لا زلت احلق في سماها ، قيدوني بالسلاسل و القيود رغم إني طليقة بالحياة ، منعوني من الاقتراب من سيجارتي بالرغم من أنها تحرقني يوما بعد يوم ؟ سلبوا مني الحياة رغم إني أحياها، قتلوني و حبسوني في تلك الزنزانات معتقدين مني الانتحار ، و لكني لست بالخرقاء ، لكي أوقع نفسي في شباك القدر . و بالرغم من أني داخل زنزانات ، قد شاهدت حيطانها إشكال و ألوان و ظالم و مظلوم . و لكن ما أنا إلا من هؤلاء..

و لكن لم استطيع تحرير ذاتي من ظلم ليس بالملموس؟
بل انه شعور يقودني إلى الدرجات النصفية من الجنون. إلا أن قلمي لم يستطيع فقد دخل في ثورة صامته مع ممحاة الأخطاء و خواطري هامت و قامت في مظاهرات في الجزء الأسفل في دماغي ، و شعري قال لم ادع الصمت يأكل الصمت بل سوف يقلبها إلى حرب عالمية في أعلى دماغي ، و أصابعي أجابت سوف نكتب ما يقول القلب ، و لكن لم أجد الجواب الذي سوف يقر به اللسان ، انه كالقطار الذي ربما يأتي أو لا يظهر ؟ لساني أنت من تقودني إلى الخطأ ، و دماغي أنت من يعيدني إلى نقطة الانطلاق ، و جسدي هو المظلوم فهو عبيد لأوامر القلوب قبل العقول ، و لكن لا زلت أتكلم و اصرخ و أنادي بأعلى صوتي إني أسيرة أحلامي التي يمكن تكون اللامستحيلة .

أسيرة محبوسة مقيدة أن أكون بشرا ، و لكن أريد أن أكون إنسان و لكن ليس بشرا ؟ من أنا لأكون دفينة في الماضي و جسد بالحاضر و دماغ في المستقبل ، أسيرة ذاتي بقيود السجن المؤبد ، متيمة ذاتي أن تبقى بشرا و لا تصبح كائن بلا روح أو ربما آلة مضى عليها زمن دفن أسرار البشرية ، أو قلب ينبض في المظهر و ميت في جوهره ، كم تمنيت أن أكون خردة في مصنع ، أو قبر فارغ من جثته و جثة هربت و هي ميتة ، أو سارق يتسلل للبيوت ليسلبها ، و لكن يمكن أن أكون فتاة ترسم الحياة بقلمها الذي لا يفارقها حتى في ارض الخيال، كم كانت أمنيتي صعبة في الحياة كانت هي أن امسك يراعي ليكون شراع لسفينتي التي غدر بها البحر و أغرقها ، أو ربما امسك قلم و ورقة و كل ما ارسمه أو امحوه يصبح حقيقة، يخرج من عالم الورقة التي رسمت عليها و يأتي هنا ليكون راسما لنا تفاصيل الحياة .

ولكن بين حقيقة أحلامي و سرابها خيط رفيع ، و يحدد لي أو أعيش السراب على انه حقيقة ، أو أعيش الحقيقة كما قرأتها في كتاب الحياة . كم تمنيت شرب الخمر أو النبيذ و نسيان ذكريات الماضي ، التي حفرتها في مذكرات الزمن البعيد ، لكي أنسى إني كنت يوما ما بشرا في الحياة ، و لكن حقيقة لم تتغير "سينا" وجدت بشر و سوف تبقى منهم .. سوف أبقى أسيرة أحلامي ، أسيرة أن أكون من مخلوقات غدارة ، مقيدة بالبشر ....

طرعان

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة