الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 12:02

تطبيق موديل ادلر في الصف/ سائدة بدران

كل العرب
نُشر: 12/10/14 17:36,  حُتلن: 11:27

سائدة بدران في مقالها:

يقوم هذا الموديل على مبدأ أن كل فرد من أفراد لا يرغب ان يكون فراغا أو أن يعيش في فراغ وبالتالي فأنّ لكل فرد احساس باطني دفين بداخله ليكون جزء من مجموعة ونظام أو اطار معين يشعر أن هذا الاطار هو اطاره وبأنه ينتمي لهذا الإطار

في كل ما يتعلق في الدروس التعليمية أو ما يدور في الصف من مشكلات عادة ما ينبع وجودها من وجود طالب او عدد من الطلاب لا يشعرون بالانتماء الى هذه البيئة ولا يجدون انهم أصحاب فائدة في الصف وبالتالي لا يشعرون بأية قيمة لوجوهم في الصف

دور المعلّم هو دور مركزي وفعذل هنا حيث عليه أن يعمل على خلق الإحساس باللإنتماء عند الطالب وأن يشعره أنه جزء من الصف ومن كل الحوار الصفي. بل ان يشعره أنه جزء مهم لا يمكن الاستغناء عنه

لا يمكن لأي معلّم النجاح في وظيفته كمعلّم اذا لم يتمكن في أن يحتوي بداخل شخصيته على قدرات اخرى غير القدرات التعليميّة او المامه بالمادة الدراسية

ادلر هو احد الباحثين في مجال علم النفس والذي أوجد موديل أطلق عليه اسمه، موديل ادلر. يقوم هذا الموديل على مبدأ أن كل فرد من أفراد لا يرغب ان يكون فراغا أو أن يعيش في فراغ وبالتالي فأنّ لكل فرد احساس باطني دفين بداخله ليكون جزء من مجموعة ونظام أو اطار معين، يشعر أن هذا الاطار هو اطاره وبأنه ينتمي لهذا الإطار.

كل هذا الاحساس او الشعور يدور أو يمكّن أن يتم تطبيقه من خلال العطاء او اداء مهمات ووظائف تمكّن الفرد- الانسان بأن يشعر بأنه صاحب قيمة وتكمن هذه القيمة في كونه يعطي. حيث ان العطاء يشعر الانسان بأهميته وجدوى لوجوده وكيانه. هذا الموديل يمكن تطبيقه في المدارس او في الصفوف المدرسية من خلال كل ما يدور بها.

- كيف يمكن أن يساعد موديل ادلر على حل المشكلات في جهاز التربية والتعليم:
في كل ما يتعلق في الدروس التعليمية أو ما يدور في الصف من مشكلات عادة ما ينبع وجودها من وجود طالب او عدد من الطلاب لا يشعرون بالانتماء الى هذه البيئة ولا يجدون انهم أصحاب فائدة في الصف وبالتالي لا يشعرون بأية قيمة لوجوهم في الصف. مما يؤدي الى كون الطلاب او الطالب في مثل هذه الحالة يبدأ بالإزعاج وعدم المشاركة في الدرس. هذا الازعاج الذي يقوم به الطالب والذي قد يكون كلاميا او خلق ضجة معينة في الصف وقد يكون من خلال افعال وسلوكيات اشكالية قد تصل في بعض الاحيان الى تصنيفها على كونها عنف، ينبع من كون الطالب لا يجد ذاته ولا ينتمي الى الصف.
وهنا يبدأ دور المعلّم الذي عليه أن يعالج مثل هذه السلوكيات بشكل موضوعي ومهني، حسب موديل ادلر فإنه على المعلّم ان يعي بيئة الطالب ومنشأه الذي جاء منه لكي يستطيع تفسير سلوكيات الطالب والأمر الاكثر أهمية أن يعي أن هذه السلوكيات السلبية التي بقوم بها الطالب ما هي الا ردة فعل او طريقته بالتعبير عن ذاته الضائعة أو التي لا يجدها في الدرس أو الحصة.

دور المعلّم هو دور مركزي وفعذل هنا حيث عليه أن يعمل على خلق الإحساس باللإنتماء عند الطالب وأن يشعره أنه جزء من الصف ومن كل الحوار الصفي. بل ان يشعره أنه جزء مهم لا يمكن الاستغناء عنه، ويكون ذلك من خلال اعطاء هذا الطالب وظائف معينة للقيام بها، هذه الوظائف التي تستطيع أن تخلق الشعور بالاكتفاء اولا عند الطالب عندما ينجزها والشعور بالعطاء وبأنه يملك ما يعطي للاخرين وللبيئة التي هو موجود بها، إنّ كل من احساس العطاء والإكتفاء يخلق عند الفرد وهو هنا الطالب احساس بالانتماء لبيئته وباحساس بأنه قادر على الفائدة والعطاؤ وبأن لوجوده معنى واهمية. وعندها عندما يصل المعلّم مع الطالب الى هذه المرحلة يكون قد نجح بخلق انسان جديد داخله ويكون قد نجح بأن يتخلص من معظم السلوكيات السلبية التي كان من الممكن ان يقوم او يستمر بها الطالب لو لو يفعا المعلم ذلك.

مراحل متقدمة
هذه السلوكيات السلبية هي عبارة عن مراحل تدرجيّة ان لم نستطع علاج مرحلة منها فأن الأمر يزداد سوء ليصل الي المرحلة التالية فالتالية وهي على النحو التالي:
1- حين لا يشعر الطالب بالنتماء الى الصف فإنه يبدا بكل السلوكيات الزائدة والتي ليست مسموحة في الدرس قد تبدأ بالكلام وتتطور الى أفعال سلبية أيضا.
2- اذا لم يتم معالجة المرحلة السابقة بطريقة مجدية، نصل الى مرحلة فيها صراع قوى ما بين الطالب والمعلّم.
3- ثم نصل الي مرحلة المشاعر السلبية جدا مثل الوصول الي مرحلة من الاحساس بواجب الانتقام من الطرف الاخر.
4- وهي المرحلة الاخيرة والتي تتمثّل باليأس المطلقمن ايجاد حل في هذه العلاقة بين الطرفين.

وحسب موديل ادلر فإنّ كل هذه المراحل ما هس الي نتيجة حتميّة لعدم احساس الانتماء عند الطالب ، بل ولشعوره بأنه فراغ ويحيا في فراغ ولا فائدة من وجوده.

الحلول الممكنة:
حسب موديل ادلر يمكننا تلخيص الحلول على النحو التالي:
1- وضع قوانين وحدود مفهمومة وواضحة بين الطالب والمعلّم، وتكون هذه القوانين بالمشاركة بينهما وبموافقة الطالب.
2- تطوير وتحفيز شخصية الطالب لكي يكون قادرا على العطاء في الصف وبالتالي الانتماء للصف.
3- خلق علاقة تبادلية وايجابية مع الأهل، لكي تمكّن المعلم من تطوير شخصية الطالب في اطار مبني على التفاهم وبموافقة الأهل دون وجود صراعات او تناقضات بين ما يقوله الأهل والمعلذم.
4- استبدال إمكانيات العقاب للطلاب بإمكانية الجائزة او الثواب، والتي من شأنها خلق احساس ايجابي وداعم عند الطالب من خلال دعمه بالأقوال والافعال وعدم ضحده او هدمه بالعقابات السلبية المهينة.

من هنا نرى انه على المعلّم أن يقوم بالعديد من الخطوات التنفيذيّة التي تساعده على تطبيق او الاستفادة من موديل ادلر،
أولها أن يعي المعلّم انّ كل ما يدور من تفاعلات وتغيرات في الصف لا يتطلب منه الإلمام فقط بالمادة التعليمية وحسب، بل على المعلّم ان يكون صاحب قدرات اخرى، قدرات انسانية وشخصبة تمكنه من فهم الطالب وبيئته ومتطلباته لكي يستطيع معالجته على النحو الصحيح والمجدي الذي يمكنه من تحفيز الطالب وشغله بمهام ايجتبية ودعمه لكي يشعر بالانتماء الي الصف والدرس وأيضا الى شخص المعلّم. على المعلّم أن يخلق بيئة ديموقراطية ولكنها ايضا بيئة تحتوي على القوانين والأنظمة التي على الطالب أن يسير بحسبها، وعلى الطالب أن يبدي موافقة ومشاركة على وضع وتطبيق هذه القوانين. حيث يعمل القانون على زسادة الفهم الذاتي عند الطالب للإمكانيات المسموحة لع وبالتالي يبدأ هو بالعمل وفق متطلبات البيئة وملاءمتها لقدراته. القانون ايضا يخلق احساسا بالإنتماء عند الطالب ، واحساس بالمشاركة والتفعال أكبر اذا كان هو جزء من وضع او الموافقة على هذا القانون.

كما ومن المهم بالنسبة للمعلّم ووفقا لمتغيرات العصر أن يعي أهمية خلق جو من المشاركة والتفاعل وليس الإملاء والحكم والأمر. فهو بذلك يتمكّن من حعل الطالب جزء من البيئة . ومن المهم ايضا ان يتعامل المعلّم مع الطالب بمنحه قدرة على الاختيار والمشاركة ، واشعار الطالب بأهميته وأن المعلذم يعتم برأيه وميوله ايضا.

إنّ مشاركة الطلاب تشعرهم بكونهم ناضجين وأصحاب قدرات عقلية وسلوكية وتجعل صورتهم الشخصية جيدة وايجابية أمام أنفسهم.
كما وعلى المعلّم ان يحفّز إمكانيات التبرّع أو المساعة الفعّالة الايجابية عند الطالب، مثل ان نجعله يساعد طلاب غيره، او أن يهتم بتزيين زاوية معينة أو استغلال وجود موهبه لديه في جانب معيّن. حسب موديل ادلر من المهم جدا اعطاء الفرد حرية الاختيار، فالفرد الطبيعي هو ذلك الذي يملك القدرة على الاختيار. حيث يمنح االاختيار الفرد شعورا بأنه صاحب قوة معيّنة وصاحب قدرات وتأثيرات على البيئة المحيطة به مما يؤدي بالتالي الى احساسه بالإنتماء الي هذه البيئة وشعوره بأهميته. ثم على المعلّم أن يكون صاحي قدرة على الدعم من خلال كلمات يقولها الطالب، الدعم وليس المفاخرة الشديدة والبارزة لشخص الطالب.

تحفيز الطالب
إن تحفيز الطالب يخلق صورة ايجابية عند الطالب عن ذاته على النحو التالي:
"أنا جيد"---->"أتوّقع وأتأمّل النجاح" -->"نجاح+ سعادة+ عمل المهمة"-----> "حب العمل والتفاعل+ تقبّل الاخرين"
تحفيز الطالب يعطيه القدرة والاحساس على انه قادر أن يتغلّب ويتفاعل ويتماشى ويتلاءم مع الواقع والبيءة والنجاح في كل ذلك.
المعلّم الذي يحفّز الطالب يستطيع تدريجيا محو صورة الفشل الملازم لبعض الطلاب والتي لا تمكنهم من تطوير ذاتهم لاحقا، حيث يصبحون عرضة للفشل كل الوقت لأنهم يتوقعونه ويتوقعون الاهانة من والتي بالتالي تسبب لهم الألم والمعاناة والانغلاق على الذات والعدائية وتشكيل صورة سلبية عن الذات.
كل ذلك يمكن معالجته من خلال كون المعلّم يحفّز ويدعم الطالب. 

الإستنتاج
لا يمكن لأي معلّم النجاح في وظيفته كمعلّم اذا لم يتمكن في أن يحتوي بداخل شخصيته على قدرات اخرى غير القدرات التعليميّة او المامه بالمادة الدراسية.
فشخصية المعلّم يجب ان تكون فعّالة وناشطة، وقادرة على تفهّم عالم الطالب وما يجري به، حسب المقال الذي قمت بمعالجته والذي يعتمد على موديل ادلر (هو موديل يقول بأهمية جعل الفرد ينتمي الي البيئة الموجود بها وتحفّز لإمكانيات العطاء لديه، كما ويرى بأهمية وضع القوانين المشتركة ما بين الطلاب والمعلم لكي يتمكنوا من خلق بيئة منظمّة تساعد على الانجاز التعليمي في الصف).
وفقا للمقال على المعلّم أن يعمل بمشاركة مع الأهل والطلاب، مشاركة ايجابية تتم وفقا لموافقة جميع الأطراف.
كما وعلى المعلّم أن يهتم بعالم الطالب وبيئته وخلفيته لكي يتمكّن من فهم سلوكياته وتصرفاته، وبالمطلق ومهما كان سلوك الطالب على المعلم عدم اعتبار هذا السلوك مهين او شخصي له بل عليه اتباع اسس التعامل الموضوعية والارشادية في تعامله مع طلابه.
وتعطي كاتبة المقال الاهمية الكبيرة لدور المعلّم في تحفيز الطالب وخلق صورة ايجابية عن ذاته، بداية من توكيله بمهام لكي يشعر بأهميته وقدرته على العطاء والإنتاج، وصولا الى دعمه وتحفيزه بالكلام أو الافعال لكي يشكّل صورة ايجابية عن ذاته والتي تجعله يتقبل هذه الذات ويتقبّل البيئة التي يتواجد بها ايضا.
ولذلك فأنا أرى أن دور المعلّم مهم ومركزي في كل ما يجري في البيئة الصفيّة والمدرسية، وان المعلّم يمكنه اتباع الخطوات التي جاء بها موديل ادلر لخلق بيئة ديموقراطية تراعي الطالب وشخصه وفرديته وحاجاته الخاصة، وتراعي أهمية ان يشعر الطالب بكينونته في البيئة الصفيّة وباهميته بالنسبة لهذا البيئة وبالتالي اهمية هذه البيئة بالنسبة له.

مقالات متعلقة