الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 16:02

حمدالله نشكر الله/ بقلم: د. سامي الأخرس

كل العرب
نُشر: 09/10/14 16:55,  حُتلن: 07:39

د. سامي الأخرس في مقاله:

الجميع باستمرارية الحالة العنادية حيث لم تتحرك القوى الفاعلة على الساحة بأي جهد غير الخطابات وبعض المحاولات الخجلى

رغم شراسة وهمجية العدوان إلا أنه لم يوحد الحالة بل تعمقت الأزمة من خلال التصريحات العنترية هنا وهناك وتبادل الاتهامات

المتوقع أن تباشر حكومة الوفاق بعض الخطوات للأمام مع الحذر بأن تكون اندفاعية لخروج الطرفين من المأزق وتعود ريما لعادتها القديمة 

منذ ثماني سنوات ونحن ندعو لفض الاشتباك الانقسامي بين شطري الوطن وفصيليه الأكبر " فتح وحماس" حيث مزقوا كل مكونات الفعل الفلسطيني لمصالح حزبية مقيته، ودون أي اعتبارات للحالة الوطنية، أو للحالة الإقليمة التي تصب في كل مصافها لصالح الكيان الصهيوني وقوى العدوان الدولية، وحاولنا جاهدين كشعب فلسطيني وقواه الحيه أن نعيد انحراف البوصلة سواء بالكلمة أو بالفعل، أو بغيرهما فكانت كل دعواتنا تصطدم بتزمت وعناد غير مسبوق في حالتنا الوطنية التاريخية، فكانت النتائج كارثيه على القضية الفلسطينية بشكل عام، وغزة بشكل خاص حيث أن الأخيرة دفعت فاتورة الإنقسام والتفرد والعناد من دماء أبنائها غاليًا سواء بالموت حصارًا أو بالحروب التي شنها الكيان ضد غزة وحصد بها الأخضر واليابس، بالرغم من قناعتنا وايماننا أن الكيان وعدوانيته لا يحتاج لمبررات لكي يشن حروبه العدوانية والهمجية على أي بقعة فلسطينية، فحال الضفة ليس بأفضل حال من غزة فعدوانيته اليومية ضد مدن وقرى الضفة الغربية أشرس من حروبه الموسمية ضد غزة وأهلها...

ورغم ذلك ساهم وساعد الجميع باستمرارية الحالة العنادية حيث لم تتحرك القوى الفاعلة على الساحة بأي جهد غير الخطابات وبعض المحاولات الخجلى التي لا حول ولا قوة لها... حتى كانت اللحظه الحاسمة واعلان حكومة التوافق الوطني في الشاطئ بعد مخاض عسير... وحينها لم يستبشر أكثر المتفائلين خيرًا وجميعنا قال تمخض الجبل فولد فأرًا ليس تشاؤمًا بقدر ما هو فقدان الأمل بعناد فتح وحماس، واستفادة كل طرف من الإنقسام، ووجود تيارات ترفض وتقاوم أي محاولات تقارب، إضافة للمعيقات الإقليميه والصهيونيه التي كانت تتلاعب بمصير وصالح القضيه الفلسطينيه لأجل مصالحها الإقليمية.
ورغم ذلك بدأت المحاولات مع العراقيل والمناوشات هنا وهناك، حتى كانت حرب 2014 " تموز" فأستبشر الجميع أن تكون هذه الحرب فاتحة خير على القضية الفلسطينية، وخاصة بعد خطاب الرئيس محمود عباس وتشكيل الوفد المشترك في القاهرة لمفاوضات وقف اطلاق النار، ورغم شراسة وهمجية العدوان إلا أنه لم يوحد الحالة بل تعمقت الأزمة من خلال التصريحات العنتريه هنا وهناك، وتبادل الاتهامات يمينًا وشمالًا، فأفسد الطغاة عمل السعاة.

إلا أن اعلان رئيس الوزراء رامي الحمد لله أن اجتماع حكومته سيكون بغزة يوم الخميس الثامن من أكتوبر 2014 وإن كان يحمل يأسا من جماهير شعبنا، ويتخذ الشكل البرتوكولي التجميلي فقط، وكأنه يقول: اقتسام الانقسام، إلا أن الحالة الراهنة تدعو للتفاؤل نوعًا ما بما أن خطوة متأخرة قادمة أفضل من لا شيء، خاصة وأن المقدمات توحي بأن هناك اقتسام على الطريق، بعد منح حكومة الوفاق جزء من الرواتب لموظفي حكومة حماس المقالة، وهي القضية الأكثر تعقيدًا في سلم القضايا المختلف عليها، والتي تقف حجر عثرة أمام انجاز عمل حكومة التوافق التي كان وزرائها كشاهد ومشاهد خلال الحقبة السابقة ولم يقفوا على رأس عملهم كحكومة اجماع وطني أو توافق وطني سوى بحسم من علاوات موظفي غزة العسكريين الذين استنكفوا بناء على قرار الرئيس أثناء الانقسام عام 2007.

مع هذه الزيارة فإن الواقع يحاكي أشياء في الخفاء ربما تكون ذات صلة وثيقة بالتقاسم من جهة وبالإعمار من جهة أخرى ...بينما على فرضية التوحد النهائي فالأمر لا زال يحتاج لخطوات عملية أكثر ايقاع وأكثر واقعية، مثل سلطات الوزارات والوزراء، والاتفاق على هيكلة الأجهزة الشرطية والأمنية والبلديات والمؤسسات، ووضع المصالحة المجتمعيه كأولوية من أهم الأولويات التي يجب انجازها والخلوص لحلول نهائية وجوهرية فيما يتعلق بهذه الاشكالية الكبرى ... مع الإعلان وبشكل قاطع عن تحديد موعد واجراء الانتخابات التشريعية وانتخابات المجلس الوطني من خلال الرئيس محمود عباس ومن غزة، فكيف نؤمن بمصالحة والرئيس لا زال بعيدًا عن غزة؟ وكيف نؤمن بأي خطوات والرئيس لا زال لا يمارس صلاحياته على الأرض في غزة؟!
انها المصالحة الطاحنة التي يمكن أن تكون لحظة فاعلة وليس لحظة تاريخية لأننا ما أكثر لحظاتنا التاريخية وما أقل منجزاتنا.... فالمتوقع أن تباشر حكومة الوفاق بعض الخطوات للأمام مع الحذر بأن تكون اندفاعية لخروج الطرفين من المأزق وتعود ريما لعادتها القديمة... ولكن الافتراض الفاعل في راهن اللحظة أن هناك اندفاعية للأمام للخروج من مأزق كبير وخطير لمؤسسة الرئاسة التي تقف على يمين حسم عملية التفاوض مع الكيان الصهيوني، ومأزق حركة حماس التي وجدت نفسها فيه بعد الانقلاب على حكم الرئيس المصري محمد مرسي وتضييق الخناق عليها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أبدع وتفنن في عقاب غزة وأهلها، بأساليب واجراءات لم يمارسها المخلوع حسني مبارك سابقًا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة