الرئيس عبدالفتاح السيسي:

دولة مصر بعد 30 يونيو دولة تحترم الحقوق والحريات دون إقصاء

بلد كمصر إذا ما انخرطت في دائرة عنيفة من التطرف ستصبح خطرًا على العالم بأكمله

ما تشهده المنطقة من أعمال إرهابية يمثل دليلا على الأهداف الحقيقية لهذا التيار الذي حذرنا منه كثيرا

الشعب المصري صنع التاريخ مرتين وثار ضد الفساد ومصر عاشت لحظات فارقة في تاريخها ومرت بها بسلام

نحارب الإرهاب في سيناء منذ سنة و4 أشهر وإذا كان الإخوان قد استمروا في الحكم لعام آخر لتحولت سيناء إلى مكان مشابه لـ(تورا بورا)

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن استمرار حكم جماعة الإخوان المسلمين "كان سيدفع الولايات المتحدة للتفكير في تدمير مصر". وأوضح السيسي، في حديث لمجلة «تايم» الأمريكية، الأربعاء، ردًا على سؤال حول الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته من الحكم: "لقد تعاملتم مع التطورات في مصر على أنها حركة عسكرية، لكن الجيش لم يكن يفكر في عمل انقلاب، لقد كان المصريون هم من طالبوا بتغيير الهوية". 

واستطرد: "بلد كمصر إذا ما انخرطت في دائرة عنيفة من التطرف ستصبح خطرًا على العالم بأكمله، والولايات المتحدة نفسها كانت ستشعر بالحاجة لتدمير مصر". وتابع: "نحن نحارب الإرهاب في سيناء منذ سنة و4 أشهر، وإذا كان الإخوان قد استمروا في الحكم لعام آخر، لتحولت سيناء إلى مكان مشابه لـ(تورا بورا)، وكانت البلاد ستشهد حربًا أهلية، فالشعب المصري لم يكن ليقف ساكنًا، وأنصار الإخوان كانوا مستعدين للقتال".

السيسي في الأمم المتحدة

مؤيدون ومعارضون للسيسي
وفي سياق متّصل، حشدت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مؤيديه ميدانيا، ومعارضيه إلكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونقل التليفزيون المصري مظاهرات مؤيدة للسيسي أمام مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبيل إلقاء السيسي كلمة مصر أمام رؤساء وزعماء العالم. وأظهرت لقطات بثها التليفزيون المصري، وتابعها مراسل وكالة "الأناضول"، العشرات من مؤيدي السيسي، وبينهم إعلاميون مصريون معروفون من أمثال لميس الحديدي ويوسف الحسيني، وهم يرفعون علم مصر، وصور السيسي.

ورفع المؤيدون للسيسي لافتات مكتوب عليها عبارات من قبيل: "مكملين"، "معاك للنهاية"، "سيذهب الإخوان (المسلمين) وسيبقي الإسلام". في المقابل، دشن معارضون للسيسي هاشتاج "لا يمثل مصر" على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"توتير"، كتعبير منهم لرفض تمثيل السيسي لمصر في الأمم المتحدة بدعوي اعتباره " قائدا للانقلاب"، وفق وصفهم. 

فيما لم ترصد، اليوم، أي فعاليات مناهضة للسيسي أمام مقر الأمم المتحدة. وأعلن مصريون مقيمون بأمريكا رافضون لزيارة السيسي أنهم لن يتظاهروا أمام مقر الأمم المتحدة، في إشارة لتفويت أي فرصة للاشتباكات بين الجانبين المؤيد والمعارض. وقال بيان لصفحة "حملة دعم د.مرسي في أمريكا وكندا" على موقع "فيسبوك": "ليس هناك أي تجمع أو فاعلية أمام الأمم المتحدة فأي حضور أمام الأمم المتحدة سيضر أكثر مما ينفع"، في إشارة إلى الاشتباكات المتوقعة بين الجانبين. 

مختصر كلمة السيسي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن العالم بدأ يدرك ما جرى في مصر بخروج وانتفاضة الشعب المصري ضد قوى التطرف. وقال السيسي، في كلمته مساء الأربعاء أمام الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "ما تشهده المنطقة من أعمال إرهابية يمثل دليلا على الأهداف الحقيقية لهذا التيار الذي حذرنا منه كثيرا"، مضيفا أن "الإرهاب وباء لا يفرق بين مجتمع متقدم أو مجتمع نامٍ".

ووجّه السيسي التحية للشعب المصري الذي صنع التاريخ مرتين، قائلاً إن "الشعب المصري صنع التاريخ مرتين وثار ضد الفساد"، مؤكدًا أن "مصر عاشت لحظات فارقة في تاريخها ومرت بها بسلام، ورفضت الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين مصر، ورفض قوى التطرف التي قوضت دولة المؤسسات وعملت على شق وحدة الصف المصري"، في إشارة إلى جماعة "الإخوان المسلمين".

وأضاف "هذا التيار سبق وأن حذرنا منه كثيرًا"، مذكرًا بـ "الإرهاب الذي عانت مصر منه لسنوات في أواخر القرن الماضي". وتابع "أننا ملتزمون باستكمال خارطة الطريق وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها"، ودعا الحاضرين فى الدورة 69 للجمعية العامة إلى حضور المؤتمر الاقتصادي في مصر الذي يعقد في نوفمبر لتحقيق التنمية.

وقال السيسي إن "دولة مصر بعد 30 يونيو دولة تحترم الحقوق والحريات دون إقصاء"، مشددًا على أن السلطة الحالية تحترم القانون وحرية الرأي لجميع الشعب المصري". من جهة أخرى، اعتبر السيسي، أن الحل الوحيد لوقف الإرهاب في ليبيا يتمثل بوقف تهريب السلاح إلى هذا البلد وهو ما سيعمل على القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار. وأعرب عن دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في تحقيق الاستقرار والأمن ووحدة أراضيها، وعن أنها ستسعى إلى استعادة الأراضي العراقية التي احتلها تنظيم "داعش" الإرهابي. وأكد أن مصر تؤيد إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.