الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

المرأة والطلاق - بقلم: المحامية ريم شداد - قبطي

كل العرب
نُشر: 24/08/14 12:34,  حُتلن: 15:22

المحامية ريم شداد قبطي:
بخلافٍ عن مجتمعات اخرى ففي المجتمعات العربية ما زال الزواج مؤسسة تتبع القوانين الاقتصادية المبنية على احتياجات المرأة الى الزواج

ما زالت معظم أسباب الطلاق في المجتمعات العربية عادية وتقليدية من اهمها الزواج المبكر للفتيات وإنجاب اطفال في السنه الاولى من الزواج الى جانب مشاكل اخرى

هنالك نساء ينتابهن شعور بالفشل كون أزواجهن لجأوا الى نساء اخريات فينتابهن شعور أنهن غير جذابات او غير جميلات مما يفقدهن الشعور بالأمان وتتضائل ثقتهن بذاتهن وتضمحل

هناك عوامل اخرى لشعور المرأة بالفشل، هو معاودة فرض سيطرة الاسرة مرة اخرى على الابنة المطلقة وتعاملهم معها تعامل القاصر وكأنها بحاجة الى حماية مما يزيد شعور المرأة بالنقص والضعف

الاضطرابات النفسية عند المرأة تتفاوت من امرأة لأخرى وهذا يتبع شخصية المرأة ويتبع ظروف حياتها الاقتصادية، ومكانتها الاجتماعية، وتربيتها الاساسية على يد الاسرة وتأثير المحيط الذي ترعرت به

الطلاق ظاهرة عادية آخذة في الازدياد والشيوع. الظاهرة متواجدة في شتى مجتمعات العالم الا أن الأسباب المؤدية لها تختلف من مجتمع الى آخر والأمر يتعلق بمراحل الزواج المختلفة ونظرة المجتمع والأفراد لمفهوم الطلاق والمرأة المطلقة. 

بخلافٍ عن مجتمعات اخرى ففي المجتمعات العربية ما زال الزواج مؤسسة تتبع القوانين الاقتصادية المبنية على احتياجات المرأة الى الزواج، لذلك نرى الكثير من الفتيات عزباوات لان منظورهم الى هذه المؤسسة مادي كون ان المرأه لم تحصل على استقلاليتها كفرد ولن تتحرر اقتصاديا.  من الطبيعي، أن لا لوم على الفتاة لانها تشبعت على هذه الفكرة، والمفهوم بطبيعة الحال قد يكون مختلفًا عند بعض الافراد، الا ان بالغالب المنظور المادي قد طغى على مفهوم الزواج الهادف الى الإشباع العاطفي والشعوري اساساً.

برأيي ما زالت معظم أسباب الطلاق في المجتمعات العربية عادية وتقليدية من اهمها الزواج المبكر للفتيات وإنجاب اطفال في السنه الاولى من الزواج. والمثير برأيي ان تحدثنا عن المشاكل الاقتصادية بين الزوجين فتمتنع المرأة عن تقديم دعوى طلاق على الرغم من ان هذا الجانب يؤدي الى تدمير العلاقة الزوجية فعلى عكس المتوقع من احتمالية حدوث الطلاق مع تفاقم الحالة المادية يستمر الزواج لكن بصورة منفصلة. باعتقادي العامل هو الخوف من العواقب المادية التابعة للطلاق ، لربما تكاليف اجراء الطلاق الباهظة وما يتبعه من خسارة بيت الزوجية، او ازمه السكن وارتفاع أسعار الشقق السكنيه.

هناك أزواج ترى نفسها في مراحل متقدمة من حياتها ولم تفـِ العلاقة الزوجيه حقها لان جل اهتمامها يرتكز حول الأبناء ، وعند بلوغ الأبناء واستقلالهم لم يعد ما يجمع هذان الزوجان، ويفترقان. وهناك أزواج حصل بينهم طلاق في منتصف العمر .. هؤلاء يقيمون حسابات نفسية ويعيدون تقييم الجوانب المختلفة في حياتهم وللعلاقة ، الى ان يجد احد الاطراف ان الآخر لا يعطيه الإحساس بالدفء والمتعه ولا يكمّله . او ان الفجوة العقلية في تزايد مستمر مما يدفعه الى اتخاذ قرار بالانفصال. أسباب الطلاق عديدة وكثيرة لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تؤثر واقعة الطلاق على المرأة ؟ كما ارى ان واقعة الطلاق على المرأة ونفسيتها صعبة جداً وربما تأثيرها يكون اصعب من موت الزوج. مجتمعاتنا العربية هي مجتمعات رافضة لفكرة الطلاق وتنظر بمنظور سلبي جدًا للمرأة المطلقة التي تعالت على مشاعرها وعانت وتحملت أقصى انواع العذاب الجسدي او النفسي او المادي. يأتوني نساء ويبسطن شعورهن بالفشل حتى ان كانت هي البادئة للطلاق، شعورها بالفشل باختيارها شريك غير مناسب او شعور بالفشل لعدم استقلاليتها ماديا او سبب كونها غير قادرة ان تجد من يحبها ويعاملها معاملة حسنة او خوفها في ارتباطها بشخص وتكرار ما مرت به في علاقتها السابقة.

لكن ما يزيدني استغرابا هو شعور المرأة بالفشل النابع من تضييع الفرصة في الاحتفاظ على زوجها بسبب شعورها بأنها لربما هي من كانت المحور الرئيسي للخلافات والنزاعات. هنالك نساء ينتابهن شعور بالفشل كون أزواجهن لجأوا الى نساء اخريات فينتابهن شعور أنهن غير جذابات او غير جميلات مما يفقدهن الشعور بالأمان وتتضائل ثقتهن بذاتهن وتضمحل . بشكل عام المرأة المطلقة تنعزل وتتقوقع على ذاتها لفقدانها مكانتها ومركزها وأسلوب حياتها التي تعودت عليه. انعزالها عن المجتمع في الغالب لفتره، بسبب شعورها بأنها فريسة سهلة ولان احتياجها لرجل يجعلها عرضه الاستجابة لأي مبادرة من طرف اي رجل . هناك عوامل اخرى لشعور المرأة بالفشل، هو معاودة فرض سيطرة الاسرة مرة اخرى على الابنة المطلقة وتعاملهم معها تعامل القاصر وكأنها بحاجة الى حماية مما يزيد شعور المرأة بالنقص والضعف.

نهايةً أقول ان الاضطرابات النفسية عند المرأة تتفاوت من امرأة لأخرى وهذا يتبع شخصية المرأة ويتبع ظروف حياتها الاقتصادية، ومكانتها الاجتماعية، وتربيتها الاساسية على يد الاسرة وتأثير المحيط الذي ترعرت به. لكن ، وبشكل عام ما طرحته أعلاه هو ما يكون حقيقه بين غالبيه النسوه وهناك من تلجأن الى المعالجات النفسيه لمعاودة تعزيز ثقتهن بذاتهن والسيطره على شعور الخوف والفشل او شعور اليأس والاحباط، ليستطعن بناء حياتهن من جديد واثبات ذاتهن لنفسهن ولأُسرهن والمجتمع ككل.

مقالات متعلقة