الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 22:02

لماذا لا يتعلم الانسان العبر والدروس من تجارب التاريخ؟/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 08/08/14 08:16,  حُتلن: 09:38

د.صالح نجيدات في مقاله:

بإعتقادي أن غريزة الصراع والشر موجودة في نفس الإنسان منذ الازل منذ أن قتل قابيل اخيه هابيل وعليه سيبقى الصراع موجودا ما دامت الحياة

التاريخ مستمر ولا أحد يتعلم منه العبر والدروس الحكام يتغيرون بألوانهم وأشكالهم ولكن مسارحهم تعوم على بحر من الدماء والتاريخ يعيد نفسه قسرا و جبرا بثوب جديد ولون جديد وسلوك جديد في كل عصر من العصور

العنف يولد العنف فمن جاع سينقلب إلى قاتل مجرم شرس فهل غاية وجود الإنسان في هذا الكون للصراع والقتل ام ليعبد الله ويعمر هذا الكون؟ وأقل أقل أنواع هذا الصراع هي المغالطات والمجادلات الفكرية وإختلاف الآراء بين اثنين ثم يتعاركا بالأيدي ومن بعد يستخدما السلاح كما نرى على شاشات التلفاز

لماذا لا يتعلم الإنسان من تجارب التاريخ بأن الحروب هي قتل ودمار وويلات ومصائب وترمل نساء وتيتّم اطفالا وهي لوعة وألم وعليه تجنبها  وتفاديها ؟لماذا يخوض الانسان أولا الحروب وبعد القتل والدمار يفكر بالسلام؟ لماذا الحرب اولا وبعد ذلك يجرون مفاوضات للسلام والصلح ؟ لماذا لا يعكسون المعادلة بحيث يكون السلام اولا والحرب هي استثناء شاذ حتى يجنبوا البشرية الويلات والمصائب ؟ لماذا لا يتعلم الانسان من الحيوان الذي لا  يقتل ابناء جنسه؟ بإعتقادي أن غريزة الصراع والشر موجودة في نفس الإنسان منذ الازل، منذ ان قتل قابيل اخيه هابيل، وعليه سيبقى الصراع موجودا ما دامت الحياة. 

اذا استعرضنا التاريخ نرى على مر العصور حدوث الحروب والمعارك ، فنجد ملاين القتلى و أكثر منهم الجرحى ويزيد عليهم المشردون أضعافا مضاعفة والأرامل والأيتام ، فهل هذه صورة ألإنسان الحقيقة المغلفة بغشاء رقيق من ألأمن والسلام ؟ هل هذا هو الانسان الذي ارسل الله اليه الانبياء والرسل وانزل عليه الكتب السماوية ليهديه ويرشده الى طريق الخير؟ فكيف لو لم يرسل الله اليه الانبياء والرسل، تخيل ماذا سوف يفعل هذا الانسان بأخيه الانسان !!! فبالرغم من ان الله نهى  وأمر الانسان  ألا " يقتل " وأن لا يتبع سبل الشيطان، تراه بالرغم من كل هذا يقتل ولا يتقيد بأي قوانين ربانية أو وضعية.

للأسف التاريخ مستمر ولا أحد يتعلم منه العبر والدروس، الحكام يتغيرون بألوانهم وأشكالهم، ولكن مسارحهم تعوم على بحر من الدماء، والتاريخ يعيد نفسه قسرا و جبرا بثوب جديد ولون جديد وسلوك جديد في كل عصر من العصور. آثار الحروب الباقية على مر التاريخ يقال عنها أنها أثار حضارة تروي تاريخ أمم ، ولكنها هي قلاع وحصون ترسم صورة واضحة عن روح القتال المزروعة في بني الإنسان ، ولا تدل لشيء سوا أنها رمز الحروب ، فلو دخلت إلى أي قلعة حصينة وتفكرت بشكل التصميم لوجدت أنها صممت لفنون القتال بما في ذلك اختيار المواقع الجغرافية لها التي تناسب غاياتها.

لماذا يلجأ الإنسان للحروب ؟ هل بدافع حب البقاء أو حب السيطرة ، والأقوى هو الذي له الحق في الحياة، وما سواه يذهب للموت والى الجحيم ، والعجيب من كل هذا وما نراه في هذا الزمان المعاصر، حيث سخرت قدرة ألإنسان العقلية لصناعة أدوات الحرب والقتل و الدمار، بالوقت الذي كان مأمول به ومتوقع منه أن يوجه تصرفاته للسلم وأعمال البر، وبناء المصانع وتحسين الاقتصاد لرفاهية الانسان والقضاء على الفقر والعوز والذل والهوان.

أسباب الحروب أنواع ، منها حروب بسبب الإقتصاد وأخرى للسيطرة وبسط النفوذ، أو هي لأسباب دينية ومذهبية وطائفية، فمثلا هتلر أراد إبادة الشعوب السامية، التي وصفها بأنها حشرات ألأرض يجب فنائها ويجب فقط ابقاء العنصر الآري الذي ينتمي اليه ، وها نحن في الحروب المعاصره نرى أن أخطاء الماضي التي ارتكبت في الماضي القريب على يد المجرم هتلر تتكرر في الحروبات في كل مكان ولا يوجد اخلاقيات انسانيه ولا رحمه، والإنسان يرقص على دم اخيه الانسان طربا لقتله.
هكذا هي الحروب تبدأ بكلمة أو انتقاد أو من أجل فكرة متغلغلة في رأس مستبد ،أو مطامع ، لكنها لا تنتهي ببساطة بما بدأت به، هي كالنار أصلها شرارة وامتدادها حرائق و نهايتها قتل و دمار و أوبئة وأمراض وآثار وجروح نفسيه عميقة لا تمحوها السنين.

في الماضي البعيد، اعتمدت الحروب على قوة الجسد و ضربة السيف و طعنة الرمح ولكن المآسي في حروب هذا الزمان ، باستخدام آلة الدمار الشامل ، مثل الصواريخ التي تنطلق بضغطة زر من مسافات بعيدة ، أو الطائرات التي ترمي بحممها على السكان الابرياء فتقتل وتحرق الاخضر واليابس. الدول الغربية التي تدعي أنها حضاريه وحامية لحقوق الانسان صنعت آلة الحرب الالكترونية والمتطورة وصدرتها الى تجار الحروب وأصبحت اداة قتل ودمار وتشريد وتجويع وتركيع، وهذه الدول تحيك المؤامرات وتشتت الشعوب وتشعل الفتن لكي تستغل ثرواتها.

أن العنف يولد العنف، فمن جاع سينقلب إلى قاتل مجرم شرس، فهل غاية وجود الإنسان في هذا الكون للصراع والقتل ام ليعبد الله ويعمر هذا الكون؟ وأقل أقل أنواع هذا الصراع، هي المغالطات والمجادلات الفكرية وإختلاف الآراء بين اثنين، ثم يتعاركا بالأيدي ومن بعد يستخدما السلاح، كما نرى على شاشات التلفاز. أصبحت غطرسة القوى بهذا الزمان تقول، من ليس هو معنا فهو ضدنا ، فان قالتها أكبر الدول ، فقد قلدتها أيضا بعضا من صغارها، فإن كنت معنا سلبنا منك الإرادة والسيادة والكرامة، وأبقينا عليك لغاية واحدة فقط، أن تكون أنت أداة تنفيذ مرادنا، وإن لم تكن معنا، فالقتل و الذل و القهر مصيرك ومأواك، وفي كلتا الحالتين اقرأ على روحك السلام. أيها القادة، ايها السياسيون، كفى سفك دماء شعوبكم وتدمير أوطانكم وترمل نسائكم وتيتيم اطفالكم ،ابنوا بثمن شراء السلاح المصانع ليزدهر الاقتصاد ولنقضي على الفقر ،وكرسوا الاموال في تربية أبنائكم لتعيش الشعوب مع بعضها البعض بسلام ومحبه وتسامح.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة