الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 00:02

المشهد الفلسطيني والعربي/ بقلم: خضر خلف

كل العرب
نُشر: 05/08/14 16:33,  حُتلن: 08:38

خضر خلف في مقاله:

الحرب كشفت زيف ذلك الطابور الخامس الذين هم أغبى من فهم التاريخ وقراءة سيرته رغم كل التأمر عجزت أيّ جهة كانت عن إيقاف هذا النصر

إن ما يعانيه شعب فلسطين اليوم هو ما أفرزته تبعات حروبكم أيها الحكام ، لقد عجزتم بدولكم وجيوشكم أن تحققوا القليل مما حققته المقاومة

أنا لست بصدد كتابة مقالة حول ما جرى بالحرب على غزة هاشم، فقط أريد أن استعرض فيها المشهد الفلسطيني والعربي وحالة جيش الكيان الصهيوني وفق المعايير ، لا اعتقد بان هناك من يستطيع أن يشكك بصمود المقاومة بعد الانتصار، وكذلك أقول إن الانهيار الذي أصاب جيش للاحتلال كان سريعا، إذا ما رجعنا إلى التكافؤ لقوات الطرفين، جيش الاحتلال وأبطال المقاومة على الأرض، نحن نعرف جيدا ما لدى جيش الاحتلال وما تقدمه أمريكا من دعم وعتاد، وبالرغم من هذا أنا لست بصدد ما جرى من معارك في القطاع ، المقاومة كانت تطلعنا على تقرير شامل شبه يومي لسير المعارك والعمليات والصدامات التي كانت تحدث بين المقاومة الباسلة وقطاعات الغزو ، نحن لسنا الآن بصددها ولكن فترة الصمود لشهر تقريبا أمام هكذا آلة عسكرية جوية وبرية وبحرية أنا لا أعتبره شيء عادي وقد يتفق كثير من المحللين العسكرين معي في هذا الرأي.

لقد عشنا ومنذ بداية الحرب الصمود الأسطوري لرجال المقاومة الذين أوقعوا الكيان الصهيوني بالخسائر الاقتصادية والسياسية وحاصروا الكيان جوا ومن ثم الهزيمة العسكرية التي أوقعوها بجيش الاحتلال الذي لا يقهر بقتل كبار ضباطه ، وقيام جيش الاحتلال " بحل أحد فصائل النخبة الكتيبة 51 من لواء جولاني العاملة على حدود قطاع غزة؛ بسبب تمردها على الأوامر العسكرية بالدخول إلى غزة ، وظهور أسلحة متطورة لدى المقاومة الباسلة، وإدارة الحرب و العمليات العسكرية بطريقة تعجز عنها جيوش العالم.

توضيحا منا لدائرة الفهم، التي يريدها مرتزقة الصهاينة، كانت ضيقة بحجم تأمرهم وخياناتهم، نسوا وتناسوا أنّنا أمام حرب قناعات أوّلا ومفاهيم، ومن ثمّة لا يمكن لدوائرهم وفضائياتهم الضيّقة والمفاهيم المنقوصة والقناعات المهزومة أن تشكّل بأيّ صورة كانت جزءا من منظومة فهم أو آلية ردّ، على هذا العدوان الغاشم ومن يقف وراءه أو معه.
نلاحظهم يذرفون الدمع في بخصوص دماء الشهداء والمصابين التي أسالها العدوان الصهيوني، ومن ثمّة يكون الخلاص خلاصهم، بوقف العدوان بدون ثمن ومهما كان الثمن ومهما كان الحال ، بان نقبل العيش بأي حال وبأيّ ثمن كان في تغييب النصر وتغيب تحقيق الحق لأّي حقّ .

كان الجميع يتآمر على غزة والمقاومة وعلى رأسهم ما يسمّى لفظا الشرعيّة الدوليّة من اجل تمكين الصهاينة من فرصة كسر هذه المقاومة الفلسطينيّة والإجهاز عليها

وبحمد الله خسر الصهاينة وفقدوا أيّ قدرة على الردع، وقصفوا الأطفال والنساء والشيوخ ألأبرياء في غزّة وسقط الشهداء والمصابين، لم يزد عدد الشهداء المقاومة سوى إصرارا على الانتقام من الصهاينة و استكمال مشروع المقاومة وذلك من خلال الإجماع الشعبي والإصرار القائم على تحصيل الحق، بلا أدنى شك المقاومة يؤلمها ما يسيل من دماء أهلها، لكنّ المقاومة لا تقبل بأي حال أن يستغل
هذا الدم وان أن يكون عامل ابتزاز بالتخلي عن النصر .
والأهّم هنا، أن الحرب كشفت زيف ذلك الطابور الخامس الذين هم أغبى من فهم التاريخ وقراءة سيرته، رغم كل التأمر عجزت أيّ جهة كانت عن إيقاف هذا النصر.
يجب أن تشكل هذه المراحل فرصة لتنقية الذات الفلسطيني من الشوائب. وعلينا أن نرجع للتاريخ وحرب 1967 وتُعرف أيضًا باسم نكسة حزيران وتسمى كذلك حرب الأيام الستة هي الحرب التي نشبت بين الكيان الصهيوني وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5 يونيو و10 يونيو 1967، وأفضت لاحتلال الكيان الصهيوني لكل من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي مع الكيان الصهيوني .
[1] وقد أدت الحرب لمقتل 15,000 - 25,000 إنسان في الدول العربية مقابل 800 في الكيان الصهيوني ، وتدمير 70 - 80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 - 5% في الكيان الصهيوني ، إلى جانب تفاوت مشابه في عدد الجرحى والأسرى.
[2] كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.
لم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا يزال الكيان الصهيوني يحتلّ الضفة الغربية كما أنه قام بضم القدس والجولان لحدوده.

وكان من تبعاتها أيضًا نشوب حرب أكتوبر عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ «الأرض مقابل السلام» الذي بنص على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب الكيان الصهيوني ، ومسالمتهم إياها، ولم يتحقق شيء ملموس على ارض الواقع وإنما زاد في المشروع الاستيطاني.

رغم أن دول عربيّة عديدة باتت تقيم علاقات منفردة مع الكيان الصهيوني سياسيّة أو اقتصادية وتآمرية على القضية الفلسطينية .

إن ما يعانيه شعب فلسطين اليوم هو ما أفرزته تبعات حروبكم أيها الحكام ، لقد عجزتم بدولكم وجيوشكم أن تحققوا القليل مما حققته المقاومة .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة