الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 06:02

الفلسطينيون وحدهم/ بقلم: هشام ملحم

كل العرب
نُشر: 18/07/14 08:26,  حُتلن: 08:28

هشام ملحم في مقاله:

مصر التي يحكمها اليوم خصم لـ"حماس" اسمه عبد الفتاح السيسي تختلف جذريا عن مصر 2012 التي كان يحكمها صديق للحركة اسمه محمد مرسي

كأن الحصار الذي تفرضه اسرائيل ومصر والبؤس الاقتصادي والمستقبل القاتم لا تكفي كي تودي الهجمات الاسرائيلية بأكثر من 200 فلسطيني معظمهم من المدنيين خلال ثمانية أيام

مرة اخرى يجد سكان غزة، المنطقة الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، أنفسهم ضحايا حرب عبثية بين اسرائيل الشرسة و"حماس" المتهورة. وكأن الحصار الذي تفرضه اسرائيل ومصر، والبؤس الاقتصادي والمستقبل القاتم لا تكفي، كي تودي الهجمات الاسرائيلية بأكثر من 200 فلسطيني معظمهم من المدنيين خلال ثمانية أيام . في السابق هاجمت اسرائيل غزة مرة كل سنتين. وبعد كل مواجهة كان يقتل مئات الفلسطينيين، ويسقط لاسرائيل عدد محدود جدا من القتلى من غير ان تحقق اسرائيل هدفها بالقضاء على قيادة "حماس" او تدمير كل ترسانتها الصاروخية . وبعد كل حرب واطلاق "حماس" مئات الصواريخ، تكتشف انها مثل اسرائيل عاجزة عن تغيير المعادلة العسكرية وحسابات اسرائيل.

تعثر مبادرة مصر لوقف النار موقت، وسوف يتم التوصل الى مثل هذا الاتفاق كما حصل في 2012. أحد أسباب الاخفاق هو ان مصر التي يحكمها اليوم خصم لـ"حماس" اسمه عبد الفتاح السيسي تختلف جذريا عن مصر 2012 التي كان يحكمها صديق للحركة اسمه محمد مرسي. قادة "حماس" يقولون، ويبدو انهم محقون، إنهم علموا من وسائل الاعلام بالمبادرة المصرية التي لم تناقش بنودها معهم، وهذا ربما يفسر الرد السريع من بعض قيادات "حماس" برفض المبادرة، خصوصا انها لا تعطي الحركة بسرعة ابرز مطالبها مثل الالغاء الفوري للحصار.

لا أحد يستطيع ان ينكر ظلم الحصار، والطريق المسدود امام الفلسطينيين في كل مكان، ولا احد يستطيع ان ينكر التحول اليميني – الشوفيني في السياسة الاسرائيلية (وآخر تجلياته حرق شاب فلسطيني)، لكن تهور "حماس" وخفتها السياسية والاخلاقية (مثل نفي مسؤوليتها عن خطف ثلاثة شبان اسرائيليين وقتلهم في الضفة، واسرائيل لم تقدم الادلة على ضلوع قادة "حماس" في العمل الشنيع، لكن الحركة قالت انها تقر الخطف) خدمت اسرائيل، وسهلت على نتنياهو شن حرب جديدة على القطاع.
الحقيقة النافرة والمؤلمة هي ان الفلسطينيين الان، وخصوصا في غزة يقفون وحدهم ضد الآلة العسكرية الاسرائيلية.

والمسؤولية السياسية والاخلاقية لـ"حماس" هي في عدم التفريط بأرواح الفلسطينيين، وقت تنظر فيه دول عربية رئيسية بالريبة وحتى العداء الى الحركة كحليف قديم لجماعة "الاخوان المسلمين" المتهمة بالارهاب في مصر وبعض دول الخليج. واشنطن لم تطالب بوقف فوري للنار لتعطي اسرائيل الوقت الكافي لتدمير صواريخ "حماس" ولكن من دون اجتياح بري. غزة تتعرض للقصف والعالم يتابع مباريات كرة القدم، والكثير من العرب والغرب يقولون ان خطر "داعش" واحتمال تفكك العراق وسوريا، ونفوذ ايران، كلها تحديات ضخمة وآنية تطغى على معاناة الفلسطينيين. الفلسطينيون يستحقون قيادات أفضل.

* نقلا عن "النهار" اللبنانية 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة