الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 10:02

فاتورة معركة العاشر من رمضان/ أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 09/07/14 20:57,  حُتلن: 07:56

أ / محمد خليل مصلح

الدخول الى غزة حرق لكل المراحل حرق سفن العودة الى الوراء

الثمن باهظ على الصعيد الشخصي لرجالات دولة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو لذلك الكل يحسب لتلك المرحلة حساباتها الخطيرة

قد تشكل معركة العاشر من رمضان ادق المراحل وأخطرها على مستقبل دولة الاحتلال في ظل الدعوة الى تدمير اتفاقية اوسلو لا نملك ما ندفعه كثمن لجلب الهدوء في ظل وجود غزة تحت سلطة حماس إلا العودة الى احتلال غزة

عندما يقع المحظور ؛ ضرب عمق العدو، حيفا وتل ابيب والقدس وبؤر حساسة امنية كديمونا ؛ الوزير في لجنة الامن في الكنيست اتمنى ألا تضرب حماس تلك المدن ؛ على تقدير ان العودة بعد ذلك متعذرة والمحظور يقع ؛ المعركة ستتسع وستتدحرج الى ابعد الحدود الحرب الكاملة امنية وعسكرية واقتصادية ونفسية وإعلامية ؛ وهذا واضح جدا من الاحاديث الصادرة من كل الاطراف ؛ اسرائيل تراقب الصحف الاجنبية وكيفية تغطيتها للحرب على غزة ومن جهة المقاومة والسلطة هناك تفاوت في الخطاب السياسي ما زالت المقاومة متقدمة جدا على خطاب الرئاسة والسلطة لكن لم يقع المحظور من السلطة بعد فخطاب الرئيس قي مؤتمر هآرتس للسلام كان خطابه ملتزم حمل الاحتلال المسؤولية دون ان يشير الى المقاومة كعادته ؛ خطاب مشعل حمل في طياته فهم دقيق للمعركة ورؤية سياسية للمستقبل ؛ خطاب واعي للظروف المحيطة بحالتنا وما تحمله لدولة الاحتلال من مخاطر وتعقيدات ؛ تغير في المعادلة والأدوات والآليات .

جدعون ساعر الوزير الاسرائيلي ؛ " لقد جررنا الى الحرب " ؛ هكذا وصف الوضع ، الحلول الامنية متعذرة كما يريدها البعض من حكومة نتنياهو في أيام أو اسابيع ؛ المشكلة سببها السابق الانسحاب من غزة ، والعودة الى احتلال غزة أو محور فيلادلفيا ضرب من الجنون ؛ هكذا حال حكومة نتنياهو الحاجة الى الوقت لمعالجة الوضع المعقد ، الهدوء يتعذر عودته دون ثمن باهظ خاصة بعد الانجرار الى المعركة ؛ لكن دون الوقوع في فخ غزة .

الدخول الى غزة حرق لكل المراحل ؛ حرق سفن العودة الى الوراء ؛ الثمن باهظ على الصعيد الشخصي لرجالات دولة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو ؛ لذلك الكل يحسب لتلك المرحلة حساباتها الخطيرة ، وإن كانت غير مستبعدة في حالة الضغوطات التي يتعرض لها نتنياهو تحت وقع الضربات الصاروخية للمقاومة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء لدولة الاحتلال ؛ ضرب المدن الهامة والمركزية ؛ حالة القلق والهوس الامني والنفسي والشلل الذي يصيب دولة الاحتلال ، والمطالب الملحة من مركبات المجتمع الصهيوني الذي اظهرت حالة التناقض في الرؤى السياسية ؛ حيث يجهر اليوم في ظل رئيس اسرائيلي منتخب لا يؤمن بحل الدولتين ؛ ما ينتفي معه بقاء السلطة الفلسطينية وأجهزتها ؛ حيث لا نستبعد بعد هذه الحرب بدعوة اطراف اليمين الاسرائيلي بتدمير سلطة عباس ، والقضاء على كل افرازات عملية السلام " أوسلو " والعودة الى نقطة الصفر الصراع على الوجود بالنسبة لنا ولهم تأمينا لحديث مشعل انهم لن يجدوا غدا من يتكلم عن الحلول السياسية المطروحة اليوم .
معركة العاشر من رمضان بكل مضامينها التاريخية تدشن لمرحلة جديدة تتميز عما سبقها في الصراع مع دولة الاحتلال ؛ سينتهي معها كل المصطلحات والعناوين والمبادرات الاقليمية والدولية والإسرائيلية ؛ المبنية على حل الدولتين لشعبين بحدود 67 او الفصل العنصري والانسحاب الاحادي ولن يبقى إلا الدولة الفلسطينية الواحدة وعاصمتها القدس.

ما هو الثمن
قد تشكل معركة العاشر من رمضان ادق المراحل وأخطرها على مستقبل دولة الاحتلال في ظل الدعوة الى تدمير اتفاقية اوسلو ؛ لا نملك ما ندفعه كثمن لجلب الهدوء في ظل وجود غزة تحت سلطة حماس إلا العودة الى احتلال غزة ، وهذا له تداعيات كثيرة على المنطقة ؛ مع حقيقة انه لن يجلب الهدوء الى اسرائيل ؛ الوضع معقد جدا و تكتيكات نتنياهو بتوجيهاته الى الجيش "بخلع القفازات " وتوسيع رقعة العملية العسكرية ضد حماس والاستعداد لغزو بري على غزة .. بحسب اقوال المصدر الإسرائيلي وضعت على طاولة المشاورات الأمنية على لسان الوزير نفتالي بينت " ؛ لن تغير في وجهة وخطورة المرحلة ولا التعقيدات الامنية والمراهنات الخطيرة على مستقبله السياسي وتبقى الفاتورة مفتوحة .
عشرات الالاف من الصواريخ في حوزة حماس ولهذا مغزى كبير جدا ؛ الوقت الذي يراهن كل الاطراف المحاربة عليه ؛ وقوة الصبر والتحمل ؛ الجبهة الداخلية الحصان الاسود في المعركة قبل ان يعلن أي طرف خضوعه لشروط الطرف الآخر خاصة شروط المقاومة بسقفها العالي جدا بالنسبة للاحتلال او شرط الاحتلال صفر من الصواريخ على اسرائيل وهذا هدف مستحيل.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة