*تفاقم الحالة سيؤدي الى اخضاع الطفل للجراحة*وضعية الجنين  وعملية الولادة من اسباب الانحناء والالتفاف* العلاج الطبيعي والتمارين افضل الوسائل للحد من الظاهرة ومنع تفاقمها* على الاهل مراقبة حركات الاطفال خلال النوم واللعب* يجب عدم ابقاء الطفل على وضعية ثابتة

انحناء الراس والتفاف الرقبة لدى الاطفال او ما يعرف وفق المصطلح الطبي بـ"تورتيكوليس"، هي ظاهرة  وليس مرض وممكن ان تشخص لدى الجنين او تنجم خلال عملية الولادة او بسبب النوم غير السليم للمولود، نتحدث عن مصطلح يصف وضع غير متناسق لراس او لرقبة الطفل، وكذلك عن ضعف في العضلات التي تربط وتوصل الراس بالعمود الفقري والصدر، هذا الضعف والانقباض في العضلات يؤدي الى احناء الراس الى جهة الكتف المصاب والتفاف الرقبة الى الجهة المعاكسة. وفق الابحاث الطبية والاحصائيات، في البلاد من بين 100 حالة ولادة تشخص على الفور حالة واحدة تعاني من هذة الظاهرة، بخصوص المواليد والاطفال في المجتمع العربي في الداخل لا توجد ابحاث واحصائيات حول الظاهرة، لكن الحالة منتشرة، وهناك عدم ادراك ووعي من قبل الاهالي، ويتم التعامل مع الامر على انه عادي.
يقول نضال غرة المختص في تطور ونمو الطفل:" نتحدث عن ظاهرة وليس عن مرض لكن عدم معالجتها سيؤدي الى مضاعفات لدى الطفل، الظاهرة ممكن ان تظهر حتى لدى الجنين، او خلال عملية الولادة وذلك بسببشد رقبة الجنين، ايام بعد الولادة ممكن تشخيص الحالة، ان كان من قبل الطاقم الطبي او حتى من قبل الام التي في اغلب الاحيان تكون هي السباقة لتشخيص انحناء الراس والتفاف الرقبة لدى طفلها، وعدم ثبوت واستقرار راس الطفل خلال نومه او حتى عندما يكون في حضن امه،  راس الطفل يكون منحني وملتف ويلاحظ عدم ثبوت الرقبة واستقرار الراس في منطقة المركز، ويلاحظ ضعف في حركة الرقبة".

وتطرق غرة الى اسباب الظاهرة بالقول:" وضعية وحركة الجنين في الرحم ممكن ان تؤدي لبروز الظاهرة اليت ممكن ان تتفاقم خلال عملية الولادة وشد وسحب رقبة المولود، الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى ضعف في عضلات الرقبة وبالتالي الى انحناء والتفاف مستمر في الراس. الى جانب ذلك التعامل مع الطفل واسلوب نومه، او حتى في حالة اخضاع الطفل الى عملية جراحية في الرقبة، كذلك الامر ان اعتماد اي محفزات او اصوات من جهة واحدة ممكن ان تدفع بالطفل بالاستمرار بالنظرباتجاه تلك المحفزات، وعليه ينصح بتغير وضعية وحركات الطفل بين الحين والاخر وعدم تثبيته على وضعية وحركة واحدة لفترة طويلة، وعليه نشخص الحالة والظاهرة من خلال العين المجردة ومراقبة حركات الطفل ووضعية راسه ورقبته".
يضيف نضال غرة:" الطفل الذي يعاني من الظاهرة يلاحظ بان راسه منحني ورقبته ملتفة الى جهة واحدة، بحيث ان الطفل يعجز عن تحريك رقبته بانتظام الى الجهتين، ووضعية الراس ليست مستقرة ولا يتواجد في المركز، واذا ما لوحظت هذه الحالة للطفل ينصح الاهل بالتوجه مباشرة الى الطبيب المختص واخضاع طفلهم للفحوصات من اجل معالجة الظاهرة ومنع تفاقمها،لذا في البدياية ينصح الاطباء باجراء صور اشعة لراس ورقبة الطفل وبعدها اجراء صور "سي تيط، لتشخيص اذا ما حدث للطفل اي تغييرات في العمود الفقري للرقبة".
 واستعرض نضال غرة اساليب العلاج ومنع تفاقم الظاهرة موضحا:" بعد اجراء الفحوصات للطفل من قبل الاطباء المختصين في اغلب الاحيان يحول الطفل الى العلاج الطبيعي، بهدف اخضاعه للتمارين من اجل الوصول الى اداء متماثل ومتناسق في حركات الرقبة ووضعيه سليمة للراس. المعالج الطبيعي وبعد اجراء فحوصات اولية للطفل ومعاينة التقارير الطبية، يقوم المعالج المختص بتحديد نوعية وفترة العلاج وبالطبع يتم ملائمة التمارين واساليب العلاج وفق وضعية وقدرات الطفل على الحركة، العلاج الاساسي هو للعضلات والتي يتم تحريرها وشدها، وبالمقابل يتم ارشاد وتوعية الاهالي لكيفية التعامل مع الطفل واستمرار التمارين ومعالجة رقبة الطفل في البيت، والاهم يتم ارشاد الاهالي لكيفية اللعب مع الطفل ووضعيته خلال النوم ومساعدتة على القيام بالحركات السليمة".
يضيف نضال غرة:"الى جانب العلاج الطبيعي، هناك العلاج بالادوية والعقاقير والحقن، وفي حالة تفاقم الظاهرة يتم اخضاع الطفل الى عملية جراحية لتقويم عضلات الرقبة والفقرات، وعليه الوقاية هي افضل العلاجات".