الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 23:01

في مونديال الجماهير العربية واعضاء الكنيست العرب من يفوز؟/ بقلم: بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 04/07/14 08:14,  حُتلن: 08:12

بلال شلاعطة في مقاله:

الرسالة الاعلامية لأعضاء الكنيست اصبحت منفردة وفق مدونات تكتب في صفحات التواصل الاجتماعي كل على حدة

على اعضاء الكنيست العرب ان يتجاوبوا مع تطلعات المجتمع ورؤيته وان لا يفتحوا بابا لجهات متطرفة سياسيا لتفترسهم اعلاميا لان هذا ما يحدث في المرحلة الحالية 

على التمثيل أن يكون مرآة المجتمع وليس منقطعا عن المجتمع لأنه عندها ستتشكل حالة انفصال سياسية ما بين مدرستين مدرسة الجماهير العربية ومدرسة الاحزاب العربية

احد اهداف التصريحات الاعلامية هو الحصول على صدى اعلامي وبالتالي كسب تأييد الجماهير وهذا أحد قواعد المنطق في السياسة ولكن فقدان الاجندة الاعلامية الموحدة يمكن ان تؤثر سلباً على وضعية الجماهير العربية

يمر المجتمع العربي في البلاد بمرحلة حساسة جداً وكنت اقول مفصلية. وذلك بدا واضحاً من خلال تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو اتجاه القيادة العربية في البلاد على اثر مقتل ثلاثة شباب يهود من المستوطنين. في هذه القضية بالتحديد يجب طرح العديد من الاسئلة والتي تتمحور حول أداء أعضاء الكنيست الاعلامي حول هذه القضية والتي تعتبر مؤثراتها وانعكاساتها حساسة على وضعية الجماهير العربية في البلاد وللأمد البعيد.

على ما يبدو ووفق متابعتي لقضايا جوهرية تتعلق بالحراك الاعلامي لاعضاء الكنيست العرب كنت أقول هنالك تقصير في الاداء الاعلامي والامر اصبح واضحاً بعد دخول شبكات التواصل الاجتماعي مما يعني أن الرسالة الاعلامية لأعضاء الكنيست اصبحت منفردة وفق مدونات تكتب في صفحات التواصل الاجتماعي كل على حدة. عدم التجاوب مع مطلب الوحدة للجماهير العربية وحتى هذه اللحظة هو الذي ادى بالتالي الى ترسيخ مفهوم انقسامي ومنفصل عن الواقع في مدونات يكتبها اعضاء الكنيست العرب وحتى في حيثيات القضايا السياسية والتي من الحري ويجب ان يكون متفقاً عليها وعلى حراك اعلامي موحد لأن هذا سينعكس على باقي فئات وقطاعات الجماهير العربية في البلاد.

على ما يبدو أيضاً لا توجد اجندة اعلامية للأحزاب العربية، ضف على ذلك ان تصريحات اعضاء الكنيست العرب تصدر دون التنسيق مع زملائهم الاخرين من باقي الاحزاب مما سيؤدي بعضو الكنيست العربي وهو احتمال قائم ان يبقى وحيدا اذا ما اتت نتائج تصريحاته بعكس توقعاته الجماهيرية الواسعة.

لا شك ان احد اهداف التصريحات الاعلامية هو الحصول على صدى اعلامي وبالتالي كسب تأييد الجماهير وهذا أحد قواعد المنطق في السياسة، ولكن فقدان الاجندة الاعلامية الموحدة يمكن ان تؤثر سلباً على وضعية الجماهير العربية. كنت قد طرحت في مقال سابق قضية اقامة لوبي اعلامي مهني موحد لأعضاء الكنيست مع ان المهمة صعبة حتى وبالرغم من وجود انقسام حول وضعية ومكانة الاحزاب العربية فالوضع القائم يؤشر بشكل واضح انه لن يكون هنالك قائمة عربية واحدة لخوض الانتخابات في المرحلة المستقبلية وهنا نقف عند السؤال التالي: هل الاحزاب العربية تتجاوب مع رغبات الجماهير والتي تقول ووفق العديد من الاستطلاعات والابحاث انهم يؤيدون مطلب الوحدة وذلك في ظل رفع نسبة الحسم؟ اذا كان مفهوم الديموقراطية واضحاً واستملاك الشرعية واضحاً وهو حكم الشعب ومن الشعب والى الشعب؟ لم لا يتحقق مطلب الوحدة؟ هل هو عملية فرض استراتيجية عمل معينة وضد رغبات الجماهير؟

المجتمع العربي في البلاد يتوق وفي مجمله لتطوير حالته الاقتصادية والاجتماعية وتقرير الفقر والمعطيات التي تصدر من مؤسسة التامين الوطني لا تؤشر بخير. على الاجندة السياسية لأعضاء الكنيست العرب أن تتماهى مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي للجماهير العربية. هذا طبعا عدا عن وضعية الشباب في المجتمع العربي وضرورة دعمه من خلال توضيح الاجندة الاجتماعية والتي عليها ان تكون مشتركة لجميع الاحزاب.

المرحلة حساسة ويجب ان تكون هنالك بوصلة ولكن وعلى ما يبدو يفتقد هذا المجتمع لهذه البوصلة والمستقبل لا يبشر بخير. الاجندة المهنية والمتفق عليها هي احدى الاسس القوية والمتينة لكل مجتمع والتي يطالعها المجتمع وحتى انه يتابعها من خلال اداء اعضاء الكنيست العرب. على اعضاء الكنيست العرب ان يتجاوبوا مع تطلعات المجتمع ورؤيته وان لا يفتحوا بابا لجهات متطرفة سياسيا لتفترسهم اعلاميا لان هذا ما يحدث في المرحلة الحالية وذلك نتيجة لانقسامهم الواضح ولعدم التجاوب مع رغبة الجماهير.

محور اخر يجب التدقيق عليه وهو ان التغيرات الاقليمية والجيوسياسية تؤثر علينا وعلى وضعيتنا وعلى كيفية التعامل معنا من قبل المؤسسة ومن هذا الباب وبالتحديد وجب صياغة طرق وآليات عملية والتي من خلالها يبرز التداخل الاجتماعي والسياسي لأعضاء الكنيست العرب ولكن في منظومة الوحدة وفي منظومة التعامل مع المؤسسة سياسيا ودبلوماسياً ، مما يعني ان الركيزة السياسية المتبعة للأحزاب أكل عليها الدهر وشرب في ظل ما يحدث في العالم العربي وحتى في العالم الغربي. على الاجندة الاعلامية ايضاً ان تتغير وفق متغيرات الفترة الحالية فما يحدث في سوريا والعراق ومصر والاردن له تبعاته ولا شك انه يؤثر وسيؤثر علينا هنا في البلاد.

على اعضاء الكنيست العرب ان يبدأوا بالبحث عن طرق ووسائل عملية ومن ثم استثمار التصريحات الاعلامية في الطريق الى زيادة تدعيم وتطوير هذا المجتمع وباعتقادي يمكن فعل ذلك حسب متطلبات الفترة الحالية. لا شك ان الخطوات المستقبلية هامة في صياغة اجندة اعلامية تحمل طابعاً اجتماعياً سياسياً افضل من طابع سياسي منفصل فقد اثبت الحراك في العالم العربي والخليج العربي ان الحراك السياسي ليّن ويمكن ان يتماشى مع تغيير في الابطال والفصول وجمهورية مصر العربية خير مثال على ذلك. هذا هو النموذج العالمي في خلق الرواية والمدرسة في علم السياسة والسياسة بطبيعتها متغيرة وهذا ما ينطبق على وضعية الجماهير العربية في البلاد.

الانقطاع ما بين القضايا السياسية والاجتماعية يؤثر على تركيبة المجتمع العربي وعلى طرق تعامله مع اداء القيادة وبالتالي يمكن ان يولد شعورا بخيبة الامل لدى الجماهير العربية. وفي هذه الحالات التي ذكرتها على اعضاء الكنيست العرب ان يفكروا جيدا ما هي خطواتهم المستقبلية ولكن دون ان تكون خطواتهم منفصلة لانهم في موقع مسؤولية واخذوا قوى التشريع من الشعب وعليه عليهم ان يتجاوبوا ومن خلال قوة التشريع هذه مع الشعب وما غير ذلك لن يختلف عن مبنى بيروقراطي هرمي فيه مهمات واداء مهام ليس اكثر دون الرجوع لقواعد ومفهوم الديموقراطية في هذا المجتمع، وزيادة على ذلك يجب استثمار القضايا الاجتماعية والسياسية مع بعضها البعض لأنها تشكل صمام امان لمستقبل الجماهير العربية وفي طريقة تعاملها مع المؤسسة وهذا ما تفتقره الاحزاب العربية حتى الان في منظار التمثيل ونظرية المرآة المجتمعية. على التمثيل أن يكون مرآة المجتمع وليس منقطعا عن المجتمع لأنه عندها ستتشكل حالة انفصال سياسية ما بين مدرستين مدرسة الجماهير العربية ومدرسة الاحزاب العربية. واجزم بشكل قاطع أن انتخابات الكنيست القادمة ستحمل العديد من المفآجات لأعضاء الكنيست العرب وللأحزاب العربية. سننتظر ونرى.

الكاتب هو إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة