الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 14:01

هيا لنستمتع بقصة بوابة التاريخ -14- حضارة المسلمين الطبية

أماني حصادية -
نُشر: 02/07/14 09:44

كانت أشواق سند ورغد تسابقهما إلى مختبر الجد العالم فاضل، فقد باتا يحلمان طول الأسبوع بما سوف يجدانه في مارستان نور الدين محمود بدمشق، فقد أبهرهم ما شاهداه من روعة المعمار والمساحة الكبيرة التي بُني عليها، كما أن فكرة بنائه بينت لهم عظمة أجدادهم وكيف أن تفكيرهم انصب على إسعاد البشر من حولهم وتكريم الإنسان وهذه إحدى سمات الإسلام ديننا الجميل.
انطلق الجد والحفيدان مرة أخرى عبر بوابة التاريخ إلى دمشق حيث المارستان النوري بعد أن ارتدوا الزي الدمشقي القديم واستأذنوا في الدخول فرحب بهم الحارس .


صورة توضيحية

تجول الثلاثة في أقسام المارستان فانبهروا بما شاهدوا وقال سند:
انظر يا جدي؛ كأنها إحدى المستشفيات الحديثة، فهذه قاعة الأمراض الباطنة وهذه قاعة الجراحة، وقسم للعيون يسمونه "الكحَّالة"، كما أنهم لم ينسوا أقسام الحمَّى وتجبير العظام وغيرها.
فرد الجد:
والأعجب من ذلك يا سند نظام العمل، فأقسام الرجال غير أقسام النساء، حتى صرف الدواء ينقسم إلى قسمين : من يُداوى داخل المارستان ومن يصرف الدواء ليتناوله في بيته، حيث إن الصيدلية والتي يسمونها "شرانجاناه" لها مسئول يسمى شيخ شرانجاناه المارستان .
فقالت رغد:
أما أنا فأشد ما يعجبني يا جدي هذا المدير الفني المشرف على الأمور الطبية الذي يسمونه "الساعور" وهي كلمة سريانية تعني متفقد المرضى فهو لا يكف عن المرور على الأقسام ومتابعة الأطباء في عملهم، وزاد من عجبي أن هناك مديرا آخر وهو المدير العام وكان يقال له ناظر المارستان وهي من الوظائف العالية التي كانت تحظى بالإحترام والتقدير من السلطة والمجتمع، نحن في دولة عظيمة بكل معنى الكلمة.
وانتقل الجد وحفيداه إلى مكان آخر بالمارستان فوجدوا طلابًا لهم زي يميزهم عن غيرهم وقد تحلقوا حول أستاذ يُدرِّس لهم الطب فسمعوا الأستاذ الطبيب يقول:
هذا يا أحبابي هو الجانب النظري في تطبيب مرضى الصدر، وسوف ننتقل الآن إلى قاعة أمراض الصدر لتمارسوا ذلك عمليًا ولتتدربوا على تشخيص الداء ووصف الدواء.
فصاح سند:
يا الله ؛ إنه مستشفى تعليمي أيضًا
فقال الجد:
نعم يا سند من هنا تخرَّج أعظم الأطباء في تاريخ البشرية ، فابن النفيس من أطباء هذا المارستان وقد درس على يد العالم الكبير "الدخوار" والعالم كله يعرف لابن النفيس فضله واكتشافاته التي أضاءت الطريق لمن جاء بعده.

وهنا انطلقت صفارة الإنذار ليعودوا جميعًا إلى مختبر الجد فاضل فخورين بأمجاد الأجداد عاقدين العزم على مواصلة الجهد لإعادة هذه الصورة الرائعة للحضارة الإسلامية.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة