علي الزين في مقاله:

هودجسون غير خطة اللعب من (4-3-3) الى (4-2-3-1) فكان خطأ استراتيجيا في فريق لا يملك الخبرة اللازمة

اوج مستوى ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد يبدو انه صار خلفهما ومن المؤكد ان البطولة هي الاخيرة لهما مع المنتخب

استوعب الانجليز صدمة خروج منتخبهم من الدور الاول لنهائيات كاس العالم لاول مرة منذ عام 1958 وبدأوا التفكير بعقلانية لايجاد الحلول والاسباب التي اوصلت فريق المدير الفني روي هودجسون الى الهاوية.

لعل ابرز اصوات العقل في انجلترا هو هداف المنتخب السابق غاري لينيكر الذي انتقد تكتيكات هودجسون كاشفا انها السبب الرئيسي في الكارثة الكروية التي حصلت في بلاد الامازون مشيرا الى ان تغيير خطة اللعب اصابت فريقه بمقتل فأنكشف خط الظهر المهزوز اساسا.

من يتمعن بما قدمه منتخب «الاسود الثلاثة» في البرازيل يجد ان هودجسون غير خطة اللعب من (4-3-3) الى (4-2-3-1) فكان خطأ استراتيجيا في فريق لا يملك الخبرة اللازمة. الخطة تركت خط وسط انجلترا بعهدة لاعبين فقط هما القائد ستيفن جيرارد وزميله في ليفربول جوردان هندرسون فكانت كل هجمة مرتدة تشكل خطرا على الحارس جو هارت لأن لاعبين اثنين فقط لا يمكن ان يغطيا المنطقة امام المدافعين وفي ظل عدم قدرة جيرارد نفسه على صناعة اللعب وتنظيمه إذ بدا مرهقا وبعيدا عن مستواه فانكشف خط الظهر فلا لايتون باينز غطى مكان اشلي كول ولا غلين جونسون قام بواجباته فيما غاري كاهيل وفيل جاغيلكا حدث ولا حرج ويكفي ان نشاهد هدف ماريو بالوتيلي وهدف سواريز الاول لنعرف مدى سوء تقديرهما.

اوج مستوى ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد يبدو انه صار خلفهما ومن المؤكد ان البطولة هي الاخيرة لهما مع المنتخب رغم ان هودجسون يناشد قائد ليفربول عدم اعلان اعتزاله اللعب دوليا. في السابق كان خط وسط انجلترا مليء بالجهابذة كراي ويلكنز وبريان روبسون وبول اينس وبول غاسكوين ودايفيد بلات وهم كانوا يغطون سوء احوال المدافعين فيما يبدو ان جيرارد لا يستطيع ان يقوم بجميع الادوار بنفسه وهو في خريف عمره بالملاعب.

اما الحالة الايجابية الوحيدة فكانت حرص هودجسون على منح اللاعبين الشباب الفرصة كاملة مع بروز رحيم ستيرلينغ ودانيال ستاريدج وروس باركلي ومع ذلك رفع قلب الدفاع العملاق السابق تيري بوتشر الصوت في وجه هودجسون قائلا حسنا فعلت بمنح الصغار الفرص لكن كان يجب ان ترفع سماعة الهاتف وتتكلم مع جون تيري وترجعه عن اعتزاله اللعب الدولي لقيادة الدفاع المهزوز والخائف.

انجلترا ستعيش على هاجس الخروج المدوي حتى يقص "البريمييرليغ" شريط انطلاق منافسات موسم 2014-2015 عندها ستهدأ العاصفة، لكن هناك صوت خرج من ظلام الكرة الانجليزية الدامس قال كلمة بمرارة وضع خلالها اصبعه على الجرح وهو جيمي ريدكناب كاشفا اننا وصلنا الى مرحلة مثل استراليا نفرح لوجودنا في البرازيل فقط.

مهد كرة القدم صار رقما في المعادلة التنافسية لا اكثر ولا اقل ويكفي ان تنظر الى الاحصائية بين انجلترا والمانيا منذ بطولة امم اوروبا 1968 لتجد ان الالمان تفوقوا على نتائج انجلترا في 20 بطولة كبرى مقابل مشاركة وحيدة للانجليز حققوا خلالها نتائج افضل من الالمان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net