الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 22:02

المؤامرة الكونية على الاسلام السياسي باتت واضحة جدا/ بقلم: النائب إبراهيم صرصور

كل العرب
نُشر: 21/06/14 13:46,  حُتلن: 15:21

النائب إبراهيم صرصور في مقاله:

الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة التحرير من قبضة الاحتلال الاسرائيلي ليس ارهابيا وإنما الذي يحرمه من حلمه هو الارهابي

لن يأتي اليوم الذي نتبنى فيه مصطلحات الجلاد في وصفه لضحيته خصوصا اذا كان الجلاد هو الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتصب الارض وانتهك العرض واستباح الدماء


لن يأتي اليوم الذي نقبل فيه ان تحدد اسرائيل لنا الايقاع بل نحن الذين نحدده بناء على رؤيتنا الاستراتيجية وقناعاتنا الايدولوجية الدينية والوطنية وعلى العالم ان يتقبل ذلك


( 1 )
كان من المفروض ان أزور الخميس 19.6.2014 بعض الأسرى الفلسطينيين بما فيهم نواب المجلس التشريعي المعتقلين في سجون كتسيعوت ونفحة ورامون، الا ان مصلحة السجون الإسرائيلية أبلغتني وبشكل مفاجئ مساء الاربعاء ان الزيارة ألغيت بناء على قرار الحكومة معاقبة الأسرى على ضوء الأحداث الاخيرة ..
قرار غبي بلا شك، ويدل على سادية غير مبررة ولا مكان لها تحت الشمس ..
اذا ظنت اسرائيل انها بجرائمها ضد الشعب الفلسطيني يمكن ان تكسر إرادته فهي واهمة.. وان ظنت أيضاً انها بحرمانها الأسرى من زيارات أهلهم وذويهم، وحرمانهم من حقوقهم المشروعة داخل السجون كما تفعل مصلحة السجون في هذه الأيام، يمكن ان تكسر إرادتهم فهي أيضاً واهمة ..
الشعب الفلسطيني اثبت على امتداد تاريخ الصراع ان احدا لن يستطيع قتل حلمه في الاستقلال وإزالة الاحتلال، وان انتصاره حتمي مهما طال الزمن وعظمت التضحيات، ومهما بلغ انبطاح قيادته التي لا تختلف في تفكيرها وممارساتها عن اي نظام عربي فاسد ومستبد . ..

( 2 )
الرئيس ابو مازن في خطابه في جدة يعبر في احسن الاحوال عن رايه الشخصي وراي مجموعة من المتنفذين حوله ....
اما الشعب الفلسطيني فلا علاقة له بما صرح به، ولا يعترف بالسياسة التي اعلن عنها....
كنت اتمنى لو ان الرئيس ابا مازن استغل الاوضاع الحالية لتقديم لائحة اتهام ضد حكومة اسرائيل التي ترتكب الجرائم اليومية ضد الشعب الفلسطيني ومنها الاعتقال الاداري الذي طال 200 من المعتقلين الاداريين الذين يخوضون اضرابا عن الطعام منذ 56 يوما، ويطالب المجتمع الدولي استثمار الاوضاع رغم مأساويتها لدحرجة صفقة تؤدي الى الافراج عن المستوطنين الثلاث، والمعتقلين الاداريين الفلسطينيين والمرضى، وتحويل الأزمة الى رافعة لِحَلٍّ قد يمهد ربما لانطلاقة عملية سياسية تضع المصلحة الفلسطينية فوق كل اعتبار .. بكلماته اخرى، كان باستطاعة ابي مازن قذف الكرة بذكاء في الملعب الاسرائيلي من غير ان يتنازل عن مبدأ الدعوة الى اخراج المدنيين من الطرفين الى خارج دائرة العنف والاستهداف ..
لماذا لم يفعلها ابو مازن ؟؟؟؟ !!!! ومن الذي يريد ان يدمر الشعب الفلسطيني وقضيته يا سيادة الرئيس، الاحتلال الاسرائيلي المجرم، ام من يقاوم الاحتلال ....
بدل ان يفعل ذلك انتفض في غير موضع الانتفاض ليوجه التهديدات لشعبه الفلسطيني ظنا منه أنه سيحظى من خلال ذلك بكملة شكر او تقدير من نتنياهو ...
لا أبالغ إذا قلت أنه لو حضر نتنياهو اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جده بالمملكة السعودية مؤخرا - واعتقد انه سيحضره قريبا جدا في ظل عمالة الانظمة العربية العلنية - لَما تحدث عن قضيته أفضل مما تحدث عنها ابو مازن، ولما دافع عن سياسته كما دافع عنها ابو مازن ...
الذي كان يجلس في الاجتماع هو ابو مازن .. نعم .... لكن الذي كان يتحدث هو .... وهذا مؤسف جدا .... يجب أن نصارح الجميع : الذي تعب يستطيع ان يخلي مكانه لغيره ...

( 3 )
لم اتفاجأ أبدا من ردة فعل مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الفاتر على خطاب الرئيس الفلسطيني ابي مازن المتهادن في مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية في جدة .. الجواب الصهيوني شكل صفعة مدوية لابي مازن وإهانة مزلزلة لكرامته ... بلغ استهتار نتنياهو بابي مازن الى درجة تجاهل معها خطاب ابي مازن رغم انه جاء معبرا عن نتنياهو وبينيت اكثر من تعبيره عن الشعب الفلسطيني المنكوب، مؤكدا على ان ابا مازن مطالب بإثبات حسن السلوك وان يدفع فاتورة عملية لا كلامية لإثبات نواياه، اول ملامحها اعلان الحرب على حماس، وإلغاء المصالحة معها .. فليهنأ ابو مازن بانبطاحه .. ولكن ليعمل لنا معروفا ولينبطح وحيدا، ولا يأخذن الشعب الفلسطيني معه ...

( 4 )
لا استبعد ان تكون الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني إنما تجري بتوافق إسرائيلي - مصري - سعودي وبعض الاوساط الفلسطينية ( دعم انقلاب السيسي واعتباره حدثا تاريخيا انقذ مصر من دمار محقق، ووضوح العداء للرئيس الشرعي محمد مرسي والاخوان المسلمين كمثال )، هدفها إسقاط واحدة من أعظم قلاع المقاومة للمشروع الصهيو - أمريكي في الشرق الأوسط والعالم ..
المتفحص لطبيعة سلوك هذه الأنظمة يرى الانسجام الكامل بينها وبين اسرائيل، خصوصا في حربها ضد حملة مشروع النهضة في وجه الهيمنة الإسرائيلية والغربية، والذي في جوهره يدعو الى التخلص من أنظمة الاستبداد والفساد العربية تمهيدا لوحدة الأمة جغرافيا وسياسيا، الامر الذي تخاف منه أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية الفاسدة ...

( 5 )
لماذا هذه لهجمة على النائب حنين زعبي، فهي في النهاية لم تقل الا الحق وان اغضب كل العالم ؟؟!! .. لا أقول ذلك إرضاء لأحد، ولكن صدعا بالحقيقة ...
لن يأتي اليوم الذي نتبنى فيه مصطلحات الجلاد في وصفه لضحيته، خصوصا اذا كان الجلاد هو الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتصب الارض وانتهك العرض واستباح الدماء والمقدسات، وما زال يسعى بشكل حثيث لقتل الحلم الفلسطيني في الاستقلال وكنس الاحتلال .. اما الضحية فهو شعبنا الفلسطيني المضطهد المشرد في كل زوايا الارض . أبدا لن يكون، شاء من شاء وأبى من ابى ..
اللامنطق في أن الاحتلال الاسرائيلي اذا مارس الارهاب وهو يمارسه بشكل منهجي ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، فهو ( حقُّ دفاعٍ عن النفس ) وإن ادى الى ارتكاب افظع الجرائم كما هو حال اسرائيل مع الفلسطينيين، أما اذا مارست الضحية شبه العزلاء عن النفس في وجه البطش الاسرائيلي ( الحق الذي يكفله القانون الدولي )، فهو ارهاب، واصحابه ارهابيون ....
هذا اللامنطق غير مقبول علينا اطلاقا، وسنظل بناء عليه نصدع بالحق في أن الاحتلال هو الارهاب، ومن يمارسه هم الارهابيون وان لبسوا البدلات وربطات العنق وعقدوا الاجتماعات في المكاتب المكيفة وتحت قرص الشمس، وان وقف معهم كل العالم بما فيهم ملوك ورؤساء الطوائف العرب ..

لماذا حلالٌ على الصهاينه قبل قيام دولة اسرائيل وبعدها ان يرفضوا توصيف الانتداب البريطاني لمقاتليهم بالإرهابيين، وهم الذي قتلوا المدنيين وفجروا الاسواق والفنادق، واعتبارهم ابطالا ما زلت اسرائيل تحيي ذكرى ( تضحياتهم !!!!! )، بينما يحرمون على الفلسطينيين اعتبار من يضحون بأرواحهم وحياتهم في سبيل حرية وطنهم ابطالا لا ارهابيين كما تريد اسرائيل ( مع الفارق طبعا ) ... الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة التحرير من قبضة الاحتلال الاسرائيلي ليس ارهابيا، وإنما الذي يحرمه من حلمه هو الارهابي وان كان ذلك دولة اسرائيل ... هذ حقيقة يجب الا نتردد في الحديث عنها علانية، لأنها الحقيقة وان اجمع العالم بما فيهم خونة العُرب على ضدها ...
لن يأتي اليوم الذي نقبل فيه ان تحدد اسرائيل لنا الايقاع، بل نحن الذين نحدده بناء على رؤيتنا الاستراتيجية وقناعاتنا الايدولوجية الدينية والوطنية، وعلى العالم ان يتقبل ذلك ان كان فعلا يؤمن بما يرفعه من شعارات العدالة والحرية والمساواة وحق تقرير المصير للشعوب التي تعيش تحت الاحتلال وعلى راسها الشعب الفلسطيني ..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة