الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 19:01

على هامش مؤتمر سخنين لمناهضة التجنيد/ بقلم: الايكونومس صالح خوري

كل العرب
نُشر: 20/06/14 12:47,  حُتلن: 08:16

الايكونومس صالح خوري في مقاله:

كم كانت سعادتي مكتملة حينما رأيت الفسيفساء المميزة دينيا وأجتماعيا تكتمل ويتم أحتضانها في سخنين العامرة، نعم تحتضن أطياف الشعب الواحد المسلم الى جانب الدرزي والمسيحي

في هذه الظروف الشاذة تصلنا تصريحات هنا وهناك منها ما يجيز التجنيد وحتى يدعو له ومنها أن المسيحي ليس عربي فهو دين وقومية مما يجيز له التجند ضد أخيه العربي مثلا

لماذا يودونا أن نخدم في الجيش وأهلنا في الطرف الاخر من الحدود وهل سيتنازلون عن مصطلح يهودية الدولة إذا ما خدمنا في الجيش "لا سمح الله"؟ وهل سيسمحون لنا بل ويضمنون بقاءنا في أرضنا أذا تم ذلك

لا تتوقعوا منا أيها السياسيون سوى أن نكون جسورا للسلام العادل والتواصل البناء بينكم وبين أخوتنا من حولنا شريطة أن نشعر أننا متساوون فلا فرق بين مسلم ومسيحي ودرزي

الاخوه الاعزاء، احمد الله الذي جمعنا في سخنين، بلدي واهلي الذين اعتز به اينما كنت، وحيثما حللت، البلد الطيب المعطاء، بلد التحديات والكرامه والعروبه والاصاله. وكم كانت سعادتي مكتملة، حينما رأيت الفسيفساء المميزة دينيا وأجتماعيا تكتمل ، ويتم أحتضانها في سخنين العامرة، نعم تحتضن أطياف الشعب الواحد ، المسلم الى جانب الدرزي والمسيحي بالاضافة الى بعض الاخوه اليهود، يجتمعون لما فيه خير هذا المجتمع، ذو المصير والامل الواحد، في سبيل سلام حقيقي، يمنح كل ذي حق حقه، في تقرير مصيره بأحترام متبادل.

لا شك أيها الاخوة أننا في زمان لا نحسد عليه، محليا ومنطقيا، ( رغم أن كلمة منطقة هي أصلا من كلمة منطق) ولكن ، هل ما زال هناك منطق بما نرى ونسمع، وبما يسود من حولنا ، وأي زمان أصبحنا نعيش فيه؟؟ فالاخ يأكل لحم أخيه، في وقت لا يأكل الحيوان الحيوان، -معذرة للتعبير- ، وهل أصبح الدم سما أم ماء؟ حتى أصبحنا نحلل الحرام ونحرم الحلال، أي زمان هذا ؟ لست أدري.

في هذه الظروف الشاذة، تصلنا تصريحات هنا وهناك، منها ما يجيز التجنيد، وحتى يدعو له، ومنها ، أن المسيحي ليس عربي، فهو دين وقوميه !، مما يجيز له التجند ضد أخيه العربي مثلا ؟!، ونسمعها دعوة علنية، دون حياء أو خجل! وماذا عن ربيعنا العربي يا ترى ؟ ، فما شاء الله، ها قد أبيض للحصاد. هذا الربيع الذي جعل الاخ عدو لأخيه، وكذا الابن لأبيه، ناهيك عن سفك الدماء البريئة هنا وهناك، من رجال ونساء وأطفال. هل سيطرت شريعة الغاب على جو العلاقات الاجتماعية والانسانية والمحبة المتبادلة؟، هل تخلينا عن التسامح والمحبه والسلام التي هي رسالة السماء الى الارض، وهو القائل بلسان الملائكه :" المجد لله في الاعالي، وعلى الارض السلام".

أيها الاعزاء، لماذا يودونا أن نخدم في الجيش، وأهلنا في الطرف الاخر من الحدود. وهل سيتنازلون عن مصطلح ( يهودية الدوله)، أذا ما خدمنا في الجيش "لا سمح الله"؟؟ وهل سيسمحون لنا بل ويضمنون بقاءنا في أرضنا أذا تم ذلك ؟، وما هو مصير أخوتنا من المسلمين ، هل مصيرهم التهجير لأنهم عرب ؟؟ ( على أساس يهودية الدولة)؟". وللجواب نقول، لا ، وألف لا ، سنبقى معا، مسلمين ومسيحيين ودروز، فالدم واحد، واللغة واحدة، هي لغة الضاد، وستبقى كلمة عرب تجمعنا هنا، في أرضنا، في ملنا، في مثلث يوم الارض الخالد، في الجليل والجولان والمثلث وكل أرضنا العربية الاصيلة.
لا تتوقعوا منا أيها السياسيون سوى أن نكون جسورا للسلام العادل والتواصل البناء، بينكم وبين أخوتنا من حولنا، شريطة أن نشعر أننا متساوون، فلا فرق بين مسلم ومسيحي ودرزي، كما لا فرق بين عربي وأعجمي، ألا بالتقوى، ولا فك لأرتباط صلاح الدين الايوبي بنائبه القدير القائد المسيحي الارثوذكسي ، عيسى العوام، لنصرة العرب ضد الفرنجة.

نحن رجال الدين، ندعو للسلام العادل، ومحبة الاخر، فالاخر هو أنا ، ونحترم الانسان المجرد، أي لكونه أنسان، فالدين لله، والوطن للجميع، والدين لا ولن يفرق، فهو علاقتي وعلاقتك بخالقي وخالقك ، كما هو علاقة المسلم والدرزي واليهودي بخالقه على حد سواء ، بينما تربطنا العلاقه الاجتماعيه وشريعة الضمير، (أفعل لغيرك ما تريد أن يفعل لك) ، وهي في نظري الاساس للسلام والتعامل ، ولا نرضى بمحاكمة أخوتنا مشايخ بني معروف لمجرد زيارتهم لأهلهم ولمقدساتهم في سوريا،(والحمد لله على حلها بشكل عادل) ، كما لا نرضى لعرب النعيم، شمال سخنين، أن يعيشوا في جحيم، وأخوانهم وجيرانهم من اليهود أن يعيشوا في جنة النعيم، فهذا عار على القرن ال 21. وفي النهايه نقول، نحن رسل سلام ومحبة وتسامح، هكذا كنا، وهكذا نكون ، وهكذا سنكون بعون الله.

سخنين

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة