الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 22:02

ضربة حرة متفرجون منفعلون/ بقلم: مصطفى الآغا

كل العرب
نُشر: 17/06/14 08:36,  حُتلن: 08:41

مصطفى الآغا في مقاله:

يبقى أن ننتظر يوم الثلاثاء لنعرف ما الذي سيفعله الممثل العربي أمام بلجيكا، وهو مطالب بأن يفرح 400 مليون عربي؟

كل أربعة أعوام يعلو الصراخ وتكثر الأسئلة في كل الدول العربية التي لم تتمكن من الوصول إلى المونديال عن أسباب الغياب، ولماذا هم يتأهلون؟

المال ضروري وضروري جداً إضافة إلى المنشآت والاحتراف والرعاية الطبية والأهم وهو متوفر عندنا المواهب الكثيرة التي توجد في الشوارع والحواري

عددُنا، بصفتنا دولاً عربية، يبلغ ضعفي دول أميركا الجنوبية، ونصف عدد دول أوروبا وأفريقيا وآسيا تقريباً، ومع هذا لدينا ممثل واحد وحيد في المونديال، هو المنتخب الجزائري للمرة الثانية على التوالي، بينما لدى أميركا الجنوبية ستة منتخبات، ولدى أوروبا 13، ونحن انقسمنا بين طلياني وبرازيلي وإسباني وفرنساوي وأرجنتيني، مع اتفاق معظمنا على الوقوف خلف الجزائر (بالمعنويات والدعاء) لأننا جالسون في بيوتنا أو في المقاهي نتابع أكبر حدث كروي في الكون بوصفنا متفرجين، علماً بأن ما ننفقه على كرة القدم في بعض دولنا يفوق بكثير ما تنفقه بعض الدول المشاركة في المونديال على الصحة أو التعليم أو الدفاع.
وكل أربعة أعوام يعلو الصراخ وتكثر الأسئلة في كل الدول العربية التي لم تتمكن من الوصول إلى المونديال، عن أسباب الغياب، ولماذا هم يتأهلون ونحن نحاول ونحاول، وإن تأهلنا خرجنا من الدورين الأول أو الثاني؟

بالأمس هزت كوستاريكا «الفقيرة» عرش الأوروغواي بطلة العالم مرتين وبطلة أميركا الجنوبية 15 مرة وحاملة ذهبية كرة القدم في دورتين أولمبيتين والواصلة إلى نصف نهائي كؤوس العالم ثلاث مرات آخرها في النسخة الجنوب أفريقية، كل هذا وسكانها لا يتجاوزون ثلاثة ملايين نسمة، وهو ما يضع مليون علامة استفهام عن كرتنا نحن وليس كرتهم هم؟

فالتفوق الكروي ليس بالضرورة أن يكون أساسه مادياً، لأننا نملك المال (في دول الخليج حصراً)، ولكننا نتفوق على بعضنا البعض، أي خليجياً وربما آسيوياً، ولكن عالمياً نترك الساحة للفقراء مالياً مثل غانا والكاميرون ونيجيريا وتوجو وكوستاريكا (التي تأهلت لكؤوس العالم أربع مرات، وفي الأولى وصلت إلى الدورالثاني) وحتى الأوروغواي. والأكيد أن المال ضروري وضروري جداً، إضافة إلى المنشآت والاحتراف والرعاية الطبية، والأهم، وهو متوفر عندنا، المواهب الكثيرة التي توجد في الشوارع والحواري، وهو ما يوصلنا إلى نقطة ربما تكون حجر الزاوية، وهي (الفكر) الذي نتعامل به مع كرة القدم وكيفية إدارتها، وهو الذي يُبقينا ضيوف شرف في المونديالات، وإن حققنا فوزاً نظل نتغنى به 10 أعوام وربما 20 و30 عاما.

مونديال البرازيل بدأ باهتاً بافتتاح مدرسي، ثم انقلب مجنوناً بعد هدف الكروات وصافرات نيشيمورا الياباني، إلى خماسية الهولنديين في شباك أبطال العالم، مروراً بسقوط الأوروغواي والإنكليز، ويبقى أن ننتظر يوم الثلاثاء لنعرف ما الذي سيفعله الممثل العربي أمام بلجيكا، وهو مطالب بأن يفرح 400 مليون عربي؟ وأظنه ضغطاً هائلاً وغير عادل على 11 شاباً ليس لهم ذنب في ذلك سوى أن أشقاءهم العرب لم يعرفوا كيف يصلون إلى النهائيات «1 2 3 فيفا آلجيري».

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة