فاطمة عيسى :

أنا اعمل في البلدية منذ 30 عاما وخلال تلك الفترة الطويلة لم تواجهني اي مشكلة مع أي رئيس بل كنت اؤدي عملي بإخلاص وأمانة تامة

ما حصل أن ابني كان يعاني من مرض، وبسب ذلك نقلناه الى المستشفى وطلب من الطبيب أن ابقى الى جانبه وحصلت منه على اجازة مرضية مدة اسبوع كامل وابلغت البلدية بالامر

عندما عدت للعمل طلب مني الحضور لجلسة خاصة من خلالها ابلغوني بلأن البلدية استغنت عن خدماتي ووضعوا امامي خيارين، اما ان احصل على تقاعد او لأن انتقل للعمل في احدى المدارس في المدينة

مدير قسم الصحة عارف عيسى:

السيدة المذكورة في الفترة الاخيرة لم تتواجد في العمل مدة ثلاثة اسابيع بحكم أن ابنها كان مريضا

بعد أن تغيبت العاملة طلب مني أن احدد لها جلسة كي اسجل تقريرا شاملا حول القضية وبالفعل هذا ما قمت به مع الاشارة الى ان العاملة المذكورة سبق وان كررت نفس العمل

عندما جلست مع العاملة لم يكن هنالك اي اقتراح لطردها من العمل بل كان لدينا النية بنقلها للعمل في احدى المدارس وعندما اقترحت عليها هذا الاقتراح رفضت

مع كل ذلك البلدية لم تتسرع في اتخاذ اي قرار بل جلسنا معها مرة اخرى وجلس مها المستشار القانوني للبلدية وكانت مصرة على نفس الموقف

تعيش فاطمة عيسى ابنة مدينة كفر قاسم حالة من الألم والحزن الشديدين بعد صدور قرار بحقها بوقفها عن العمل في مبنى البلدية بعد أن قضت مدة 30 عاما من العمل في خدمة البلدية في مجال النظافة، بحسب ما أفادت به عيسى.

فاطمة عيسى

فاطمة عيسى مرت بظروف نفسية قاسية جدا، وفقا لأقوالها، فقبل اربعة سنوات توفي زوجها بعد معاناته من مرض، كما فقدت ابنها في حادث طرق مؤلم، حتى بقيت هي الوحيدة المسؤولة عن بيتها واعالة اطفالها، ناهيك عن ظروفها القاهرة.

تحدث مراسلتنا مع فاطمة عيسى التي واجهت صعوبة في اخراج الكلمات لتعبر عما حصل معها، ومع كل ذلك قالت:" أنا اعمل في البلدية منذ 30 عاما، وخلال تلك الفترة الطويلة لم تواجهني اي مشكلة مع أي رئيس، بل كنت اؤدي عملي بإخلاص وأمانة تامة دون اي تقصير، لكنني استغربت من قرار البلدية عندما ابلغوني انه سيتم توقيفي عن العمل بدون اي سبب مقنع". وتابعت قائلة:" ما حصل أن ابني كان يعاني من مرض، وبسب ذلك نقلناه الى المستشفى، وطلب من الطبيب أن ابقى الى جانبه مدة لا تقل عن 10 ايام على الاقل، وحصلت منه على اجازة مرضية مدة اسبوع كامل وابلغت البلدية بالامر، لكن عندما عدت للعمل طلب مني الحضور لجلسة خاصة من خلالها ابلغوني بلأن البلدية استغنت عن خدماتي، ووضعوا امامي خيارين، اما ان احصل على تقاعد او لأن انتقل للعمل في احدى المدارس في المدينة، عندها قلت لهم كيف لي أن انتقل بعد هذه الخدمة الطويلة وفي هذا العمر، وأن ما اتعرض له يعتبر ظلم وعمل غير انساني".

توجهات متكررة
وتابعت قائلة:" بعد أن سمعت قرار البلدية عدت الى البيت وانا حزينة وقلقة جدا بسبب الوضع القاسي نمر به، وبعد يومين عدت الى البلدية مرة اخرى، وسألتهم عن سبب القرار الذي اتخذ بحقي، وكانت اجابة احد الموظفين " نحن من نقرر من نشغل في البلدية"، وشرحت له عن وضعي في البيت، لكن لم اجد اذانا صاغية، بل قال لي "افعلي ما شئت، فإما أن تنتقلي لمكان اخر او تخرجي للتقاعد، بشرط أن لا تعودي للعمل في مبنى البلدية". وعدت الى البيت وانا ابكي وتكاد دموعي لا تتوقف من شدة الالم".

وزادت فاطمة:" بعد ثلاثة ايام لم اقطع الامل، بل توجهت للبلدية مرة اخرى، وجلست مع الرئيس المحامي عادل بدير، لكن توجهي باء بالفشل، ووجدت أنه كان هنالك اصرار على القرار، حتى أنني استغربت من اسلوب التعامل معي، وحتى هذا اليوم غير واضح لي لماذا في هذه الفترة بالذات قرروا اتخاذ قرار ظالم بحقي، مع العلم انه لو كان اي تقصير في العمل من طرفي لما تمسكت بي البلدية مدة 30 عاما، والجميع يشهد على حسن عملي وامانتي". واردفت قائلة:" لم اتوقع من البلدية أن تتصرف معي بهذه الطريقة، بل كنت معتقدة انه قد يتم تكريمي في يوم من الايام. فأنا كل يوم احضر الى للعمل من الساعة السادسة والنصف صباحا حتى الواحدة والنصف ظهرا، واقوم بتنفيذ كل ما يطلب مني بالحرف الواحد بل اكثر من ذلك، والغريب في الامر انه بعد يومين من توقيفي عن العمل البلدية احضرت عاملة بديلة، مع العلم ان البلدية السابقة لم تعاملني بهذه الطريقة".

تعقيب البلدية
وصرح مدير قسم الصحة عارف عيسى حول هذا الموضوع:" السيدة المذكورة في الفترة الاخيرة لم تتواجد في العمل مدة ثلاثة اسابيع، بحكم أن ابنها كان مريضا، وقد طلبت التغيب عن العمل مدة 5 ايام، لكنها عادت بعد ثلاثة اسابيع". ثم قال:" الجميع يعلم ان وضع البلدية حساس، ودائما يحضر اليها زوار عند الرئيس، الامر الذي يحتم تواجد عاملة لتحضير التضييفات، لكن بعد أن تغيبت العاملة طلب مني أن احدد لها جلسة كي اسجل تقريرا شاملا حول القضية، بالفعل هذا ما قمت به، مع الاشارة الى ان العاملة المذكورة سبق وان كررت نفس العمل".

وأضاف قائلا:" احد المسؤولين في البلدية اقترح على العاملة المذكورة وعاملة اخرى حل جذري وهو تقسيم العمل بينهما، اي ان عاملة تعمل حتى الساعة الثانية عشر ظهرا، ومن ثم يتم استبدالها بعاملة اخرى حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا، لكن الاقتراح رفض". وقال ايضا:" عندما جلست مع العاملة لم يكن هنالك اي اقتراح لطردها من العمل، بل كان لدينا النية بنقلها للعمل في احدى المدارس، وعندما اقترحت عليها هذا الاقتراح، وقالت لي بالحرف الواحد "اذا كنتم تريدون نقلي للعمل في المدرسة، فالافضل ان تحضروا لي مكتوب فصل من العمل"، ومع كل ذلك البلدية لم تتسرع في اتخاذ اي قرار، بل جلسنا معها مرة اخرى، وجلس مها المستشار القانوني للبلدية، وكانت مصرة على نفس الموقف".

مدير قسم الصحة عارف عيسى