الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 13:02

أحن إلى أريج البرتقال/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 15/06/14 16:43,  حُتلن: 08:05

أحن إلى العصافير الوديعةِ في البلادْ.
وإلى أريج البرتقالِ
يفوح في سعة الفضاءْ.
أحن إلى حصادٍ كالحصادْ.
وإلى نساءٍ يخترعن الخبز والأبقالَ
مما طاب في حقل قريبْ.
أحن إلى الحفاوةِ
في المنازل والمزارعِ
كلما مر المسافر والغريبْ.
وإلى المساجدِ والكنائسِ تلتقي
عبر المسافة بين أذني والسماءْ.
جرسٌ يدق مع الصباحِ
ويلتقي بصدى المآذن في المساء.
رقصٌ وشبّابٌ
وعرسٌ للقريب وللبعيدْ.
والناسُ .. كل الناسِ
في عيد سعيدْ.

سنّوا قوانين الإقامة والسفرْ
وضعوا قوانين البحارْ.
ومحا أبي شكلَ الطريقِ
إلى الموانئ والمطارْ.
وأبي يذود عن البلادِ
بلا عتادْ.
أما أنا
فوجدت نفسي في الربيعِ
بلا ربيعْ.
ووجدت إبناً للشتاءِ
يقيم في أحضان صيفْ.
أحن إلى الحواكير الوديعةِ في البلادْ.
وأبي يسافر في البلاد على جوادْ.
يقاوم دون لأيٍ كل غزوات الجرادْ.
وأنا أفتش عن بلادي
في البلادْ.

أحن إلى حصادٍ كالحصادْ
البدر يرقبنا
ونسهر فوق بيدرْ.
وتجمعنا الفريكةُ والقليةُ
ثم نسهرْ.
ومع الصباحِ
يجيء خبز الصاجِ والزعترْ.

أحن إلى كنوز الحرِ ..
ما أحلى سلال التين والصبارِ
في صيف البلادْ!
أحن إلى حصادٍ لا يغيبُ
ولا يعادْ.
أحن إلى الصبايا عند عين الماءِ ..
إذ تعلو الجرارُ على الجدائل.
الآلةُ الكبرى
تمزق لحمة الأرض الوديعةِ
ثم تفتك بالسنابل.
ويهربُ من مزارعنا القطا
وتبتعد البلابل.

أحن إلى منازلنا القديمةِ
في الزقاقْ.
وإلى حصانٍ لم أعد ألقاهُ
إلا في الأمارةِ والسباقْ.
أحن إلى بلادٍ دون نفطٍ
أو نفاق.
أحن إلى بلاد الشام
يسكنها الحمامْ.

 نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة