الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 16:01

في الذكرى الـ47 لهزيمة حزيران 1967 /بقلم:أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 05/06/14 09:17,  حُتلن: 10:28

أحمد عارف لوباني في مقاله:

 جلس جنود الجيش الإسرائيلي على ضفاف قناة السويس في الجنوب وعلى ضفاف نهر الأردن في الشرق وعلى قمم هضبة الجولان في الشمال

كلف الرئيس الأمريكي آنذاك جونسون سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة بنقل رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر تحدث فيها عن حسن نواياه تجاه مصر نافيا وجود اتجاهات غير ودية تجاهها

الخبر: بدأت حرب الأيام الستة حرب حزيران قبل 47 عاما عندما أعطى رئيس مصر آنذاك الراحل جمال عبد الناصر أوامر مفاجئة للجيش المصري أن يدخل شبه جزيرة سيناء ليطرد من هناك جنود الأمم المتحدة وليغلق بعد ذلك "مضائق تيران" أمام السفن التي ترفع علما إسرائيليا.

التعليق: بعد أسابيع من ذلك القرار، شنت  إسرائيل التي لم يمض على إعلان قيامها 19 عاما في الصباح الباكر من يوم الخامس من حزيران 1967 هجوما وصفته بالاستباقي ضد مصر وسوريا والأردن قضت في مستهله على معظم إمكانات سلاح الجو المصري على الأرض قبل أن تحتل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية، وهضبة الجولان السورية. انتهت الحرب بعد يوم من نشوبها!! وكان ذلك في ساعات الصباح المتأخرة من الخامس من حزيران 1967. حني اتصل رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي آنذاك "عيزر وايزمن" بزوجته وبشرها قائلا « انتهت الحرب انتصرنا » في تلك الانسة أحدثت إسرائيل أمام العالم الذي شعر بالمفاجأة وهي ابنة 19 سنة من عمر كيانها. احد الانتصارات العسكرية الكبيرة في التاريخ في 132 ساعة من القتال أبادت إبادة تامة أسلحة الجو العربية. عندما غربت الشمس في الشرق الأوسط في الثاني عشر من حزيران 1967. جلس جنود الجيش الإسرائيلي على ضفاف قناة السويس في الجنوب وعلى ضفاف نهر الأردن في الشرق وعلى قمم هضبة الجولان في الشمال. احتلت إسرائيل ما يقارب 110 ألف كيلومتر مربع زادت مساحتها بثلاثة أضعاف. وباتت تهدد العواصم العربية دمشق والقاهرة وعمان على ذمة الراوي. في ليلة الهجوم الإسرائيلي كان المشير عبد الحكيم عامر قائد القوات المصرية. رئيس الأركان يقضي ليلة حمراء!! في أحضان المطربة «وردة الجزائرية» وقائد سلاح البحرية شمس الدين بدران في أحضان الممثلة «برلنتي عبد الحميد«. وقائد الطيران البربري ما زال مخمورا باحتفاله بفوز فريق الأهلي على فريق الزمالك، في صبيحة السادس من حزيران 1976 بدأ«المهرج» احمد سعيد بتبشير اسماك البحر بجثث اليهود، وإذاعة بيانات الانتصار وعن سقوط 70 طائرة إسرائيلية. وليبشر جنود الجيش المصري بالحسناوات الإسرائيليات. بيانات الانتصار الخداعية الكاذبة مصحوبة بأغان وطنية مثيرة!!

الدور الأمريكي والسوفيتي في تضليل العرب قبل الحرب
الخبر: في هذه المقالة سوف نحاول تسليط الأضواء على الدور الأمريكي والسوفيتي في استدراج العرب إلى ذلك الفخ الذي دخل التاريخ باسم «نكسة حزيران» بموجب الخطاب التبسيطي العربي في حين انه كان بفخامته ومدلولاته بمثابة «هزيمة» ثانية لا تقل بأبعادها ونتائجها المدمرة عن نكبة هزيمة 1948.
التعليق: في 12 أيار 1967 أعلن إسحاق رابين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك. أن إسرائيل سوف تشن هجوما خاطفا على سوريا وذلك تحت ذريعة الرد على العمليات العسكرية التي كان يشنها الفدائيون الفلسطينيون على إسرائيل من الأراضي السورية. كما أعلن «ليفي اشكول» رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك. أن إسرائيل لا تستخدم القوة ضد سوريا. وقد ردت مصر على ذلك التهديد بإعلان حالة الطوارئ في القوات المسلحة المصرية التي بدأت بتحريك بعض وحداتها إلى سيناء بهدف الضغط على إسرائيل لتهدئة الموقف على الجبهة السورية. وفي 16 أيار 1967 قرر المشير «عبد الحكيم عامر» ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل فأصدر بواسطة رئيس أركان الجيش المصري محمد فوزي أمرا لقوات الطوارئ الدولية العاملة في سيناء إخلاء مواقعها. في أعقاب هذا التطور كلف الرئيس الأمريكي آنذاك جونسون سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة بنقل رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر تحدث فيها عن حسن نواياه تجاه مصر. نافيا وجود اتجاهات غير ودية تجاهها. وذكر جونسون في رسالته أن حكومة مصر والحكومات العربية تستطيع أن تتأكد بيقين وان تعتمد على أن الإدارة الأمريكية التي تعارض معارضة قوية وصارمة أي عدوان في المنطقة من أي نوع سواء كان مكشوفا أم في الخفاء.. وبأنها ستقف ضد أي طرف يبادر بالأعمال الحربية. ويذكر «محمود رياض» الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية المصري آنذاك. بأن تلك الرسالة الأمريكية والتعهدات الرسمية التي قدمت لمصر قد ساهمت في عملية الخداع الكبرى والتي قادت إلى الهزمية. ويشير محمود رياض إلى أن الأمر الذي لا شك فيه هو انه لولا الخداع الأمريكي لكان بمقدور عبد الناصر القيام بضربة وقائية كان من شأنها أن تحول دون كارثة 1967. لأنها كانت ستمكن سلاح الطيران المصري من تدمير جزء من السلاح الجوي الإسرائيلي وتحول دون تدمير الطائرات المصرية وهي داخل المطارات وعندما بدأت العمليات الحربية من جانب إسرائيل على ثالث دول عربية. قال «دين راسك» وزير الخارجية الأمريكي بأنه لا يعرف من هو الطرف الذي بدأ الحرب. لو افترضنا جدال بأن أميركا لم تكن تعلم أو على علم بساعة الصفر لبدء الحرب. فان أقمار التجسس الأمريكية كانت تعرف من هو الطرف الذي بدأ الحرب أما بخصوص الدور السوفيتي قبل اندلاع الحرب فكان هو الآخر موقف خداع وتضليل. حني أبلغت الاستخبارات السوفيتية جمال عبد الناصر أن حشودا إسرائيلية مكثفة تحتشد على الجبهة السورية متخذة مواقع الهجوم. ما يعني أن إسرائيل تحضر لهجوم كاسح على الجبهة السورية. لكن المؤسف أن عبد الناصر لم يتأكد من حقيقة التحذير بالوسائل الاستخبارية الخاصة. سيما وان بعض الاستطلاعات الدولية نفت الادعاء السوفيتي .
وشككت في المعلومة وحقيقة النوايا التي تقف خلفها. أهي الحرب؟ا أم الاستدراج؟ أم الابتزاز السياسي؟ أم الفخ المنصوب؟ لان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في ذلك الوقت كان فعال قادرا على نزع فتيل الحرب ومنع نشوبها لو أراد. سيما وانه كان أمام السوفييت فرصة ما يقارب شهر من تمرير المعلومة. عطفا واستنادا على موقفه أيام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. حيث كان ذلك الموقف الايجابي. لكن موقف السوفييت اتسم بالغموض منذ بداية الأزمة حتى وضعت حرب 1967 أوزارها. المهلة الوحيدة التي حرص عليها الاتحاد السوفيتي آنذاك ولم يتوان لحظة في تمريرها إلى مصر للإلحاح عليها أن لا تكون البادئة في الحرب.. مع نقل ضمانات إسرائيلية متكررة أن إسرائيل لن تكون أول من يطلق الرصاصة الأولى في الحرب. على ما يبدو أن الرئيس الراحل عبد الناصر لأسباب فوق مستوى معرفتنا، اتخذ المعلومة السوفيتية والأمريكية بان إسرائيل لن تبدأ بالهجوم أولا. أنها الخدعة «المؤامرة» الأميركية السوفيتية التي كانت احد الأسباب المهمة لهزيمة حزيران ولتفتح روسيا بعدها أبوابها لهجرة الروس لإسرائيل للاستيطان..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة