الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 11:02

مي وملح /بقلم:ممدوح كامل اغبارية

كل العرب
نُشر: 30/05/14 09:31,  حُتلن: 09:37

ممدوح كامل اغبارية في مقاله:

300 أسير يخوضون الإضراب عن الطعام منذ شهر ونيف ضد سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني

لإنجازات وتجربه الإضراب تزودنا بدروس وعبر من الأهمية بمكان أن تتبصر بها وتتعلم منها القيادة السياسية الفلسطينية كي يكون العمل بحجم التضحية التي يبذلها الأسرى

 المجتمع الفلسطيني مُطالب بأن يشارك بزخم أكبر في فعاليات التضامن والضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية وذلك للرفع معنويات الأسرى ومنحهم وذويهم شعورا بالوجود والكرامة

تأمل القيادة الأمنية لدولة الاحتلال إذ تعتقل مناضلا فلسطينيا بأنها أنهت المعركة مع هذا المناضل بعد أن جردته من الحرية. لم ينتبه الوكلاء الصغار من العساكر والقيادة الأمنية أن سجن هذا المناضل ليست إلا بداية المعركة معه. بداية معركة أساسها إرادة النضال التي لا تنطفئ وبوسعها نقل المعركة إلى مستوى جديد وفي ميدانٍ آخر.

300 أسير يخوضون الإضراب عن الطعام منذ شهر ونيف ضد سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. يعانون من انتشار الأوساخ والرطوبة في الأقسام ومصادرة جميع أغراضهم ، حتى زجاجات المياه. منذ حوالي شهر هم يرتدون نفس الملابس بسبب عدم وجود ملابس للغيار ويبيتون ليلهم بلا حرامات ، بعد أن تم مصادرتها.. الزنازين أفرغت من جميع الأدوات الكهربائية وتم عزل الأسرى وحرمانهم من الفسحة وزيارات الأهل وإرسال الرسائل. حالياً ، الكثير من الأسرى يتنقلون على كراسي متحركة ووضعهم الصحي صعب للغاية بعد أن قاطعوا أخذ الفيتامينات وإجراء الفحوص الطبية لان أطباء السجون لا يتعاملون باحترام وإنسانيه معهم ويستخدمون العلاج للمساومة.

يخلق الأسرى مساحات نضالية جديدة على الرغم من كافة العوامل المقيدة والمذلة المفروضة عليهم .رغم الظروف المعيشية التي تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة الإنسانية في المعتقلات ، إلا أنهم استطاعوا أن يحققوا إنجازات مهمة داخل أسوار معتقلاتهم ، إنجازات جعلت السّجان مكبلا بقيوده الحديدية ، نفس القيود التي استهدفت قتل الروح المناضلة في الأسير الفلسطيني . هذه الإنجازات وتجربه الإضراب تزودنا بدروس وعبر من الأهمية بمكان أن تتبصر بها وتتعلم منها القيادة السياسية الفلسطينية كي يكون العمل بحجم التضحية التي يبذلها الأسرى.

أولا، الإتحاد قوة والتفرق ضعف :أي على القيادة السياسية ، مثلها مثل الأسرى في القضايا المفصلية أن تتناسى الخلافات الحزبية ولو مؤقتاً للوصول إلى أهدافها. فقد وصل الأسرى إلى الحقيقة الأهم وهي أننا أمام الاحتلال ولكي نتحرر منه لا نملك إلا أن نكون يداً واحدة وصوتاً واحداً . مطلوب من المجتمع الفلسطيني أن يقف على قلب واحد خلف خيار الأسرى بالحرية، وأن يبذل كل جهده لدعم إضراب الأسرى.

ثانيا ، وجود قيادة واحدة فقط للإضراب: وجود لجنة واحدة موحدة من كل الفصائل تقود الإضراب بإسم كل الأسرى هي بمثابة كلمة السر لنجاح الإضراب . الأسرى يعولون كثيرا على الوحدة والتصالح في الشارع الفلسطيني ورأب الصدع ، لأنهم يرون انه السبيل الوحيد لدعمهم، وإن التضامن الحقيقي الذي ينادي به الأسرى لن يكون إلا بوحدة تجمع كل الفصائل الفلسطينية والأحزاب الفلسطينية في الداخل وكل الجهات خلف برنامج واحد هدفه حرية الأسرى.

ثالثا، القدرة على المبادأة: لم ينتظر الأسرى كثيرا ولم يأبهوا بالمناخ العام بل قاموا بالمبادأة والمبادرة بالإضراب . لم ينتظر الأسرى الإداريين حتى يصبح المجتمع المحلي والدولي مؤيدا لخطواتهم بل انتقلوا مباشرة من دائرة الأسر والقهر والمفعول بهم إلى دائرة الفعل والتأثير ليقولوا للجميع اننا قادرون ولدينا أوراق ضغط وقوة أبسطها "امعاؤنا الخاوية" . 

العبء ثقيل وعلى الشارع الفلسطيني أن يكون على قدر التحديات. للأسف ما زالت فعاليات التضامن والمؤازرة الشعبية في بداياتها والأسرى ينتظرون منا أكثر وفعل جماهيري شعبي يرتقي للمستوى المطلوب. المجتمع الفلسطيني مُطالب بأن يشارك بزخم أكبر في فعاليات التضامن والضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية وذلك للرفع معنويات الأسرى ومنحهم وذويهم شعورا بالوجود والكرامة.

لا يملك المقال كل الإجابات ، إلا انه دعوة مفتوحة للبحث عن دور اكثر فعالية ومساندة للإضراب .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة