الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 16:02

ما قصة السيسي مع بنغازي وغزة؟/ بقلم: محمد القيق

كل العرب
نُشر: 21/05/14 15:27,  حُتلن: 08:50

محمد القيق في مقاله:

لعل السيسي وكيل معتمد لدفن حلم شعوب عربية حرة وإن لم يكن بشخصه فنموذجه الآن يتطاول في بلدان الربيع العربي ليكون ما يحدث في ليبيا مؤشرا دقيقا على ما تناولته وسائل إعلام العار في مصر عقب انقلاب الدموية هناك

لا يخفى على أحد ما تم مكره للثورات العربية غير أن السيسي الآن ليس جنرال الحرب إنما لبس قناعا آخر هو الأخطر حيث دخل إلى الحلبة السياسية

في ملف المصالحة تكتيك حمساوي كبير يعتبر صفعة قوية في وجه مخططات كانت أبرمت للقطاع من الاحتلال الصهيوني الذي يستخدم أحجار شطرنج كثر في المنطقة

توسعت ثورة 30 يونيو التي تخلصت من عدل وديمقراطية ثورة 25 يناير لتدوس من خلال جنرالات المجازر على رقاب الشهداء ليس في رابعة العدوية والنهضة وربوع مصر فحسب وإنما تعدت ذلك لتطال ليبيا؛ فهناك ثورة خلعت ديكتاتورا فيجب أن تكون ثورة مضادة للتخلص من العدل والديمقراطية، فجاء جنرال الدم هناك يكشف قناعه ومن خلفه، فالسيسي له ثأر كبير مع بنغازي وغزة وهو بين فكي كماشة شعوب حرة تخلصت من فرمانات أمريكا وروسيا ومن لف لفيفهما لتصبح الآن معادلة تحمل الوجوه المتنوعة لمرحلة مقبلة.

لعل السيسي وكيل معتمد لدفن حلم شعوب عربية حرة؛ وإن لم يكن بشخصه فنموذجه الآن يتطاول في بلدان الربيع العربي ليكون ما يحدث في ليبيا مؤشرا دقيقا على ما تناولته وسائل إعلام العار في مصر عقب انقلاب الدموية هناك حينما طالبوا وبشكل مفاجئ فرعونهم السيسي بأن يهاجم بنغازي ويقصف أهل ليبيا وشعبها ويهاجم غزة ويقصف أهلها ويدمر مقاومتها، نعم بالفعل نفذ السيسي ومن معه مخططا بدأ في ليبيا بعد شهور من دعوة الإعلام هناك فمتى ستبدأ الحرب على غزة أيضا إن كانت الدعوات ليست عبثية وتلبيته ليست صدفة؟؟ خاصة أنه وبالصدفة تنبأ الإعلام الصهيوني أيضا بخطوات إقليمية للسيسي.

لا يخفى على أحد ما تم مكره للثورات العربية غير أن السيسي الآن ليس جنرال الحرب إنما لبس قناعا آخر هو الأخطر حيث دخل إلى الحلبة السياسية؛ وبالتالي في حال تمت الانتخابات المزورة المرتقبة ليكون الرئيس فهو من سيصدر القرار تلو القرار لدفن أحلام شعوب طالما تمنت الحرية والكرامة ليس ابتداء بمصر وانتهاء بغزة وليبيا وتونس فيما بعد.

تجربة أخرى للجيش المصري هذه المرة في ليبيا حيث باتت التدخلات تأخذ منحى خطيرا جدا في تعدي الحدود؛ فليس مستغربا أن تكون حدود غزة مهمشة حينما تفتح النار على الشعب الفلسطيني بسيناريو آخر مختلف كثيرا أو قليلا ليس مهما بقدر ما هو مهم أن ما أفصح عنه الإعلام المصري بعيد الانقلاب من مهاجمة بنغازي وغزة بدأت ملامحه.

في ملف المصالحة تكتيك حمساوي كبير يعتبر صفعة قوية في وجه مخططات كانت أبرمت للقطاع من الاحتلال الصهيوني الذي يستخدم أحجار شطرنج كثر في المنطقة؛ فذهاب حماس للمصالحة في هذا التوقيت هو بالفعل أبرع عمل سياسي قامت به؛ فهي تخبئ مقاومة نارية فيما بعد ولم تترك الحكم فشلا بقدر ما هو تسليم الكرسي من فئة منتخبة إلى فئة لديها أوراق إقليمية قوية مؤقتا إلى أن تتغير الأحوال والأوضاع الإقليمية التي أراها قريبة جدا. وبالتالي غزة "فلتت" من أنياب السيسي من خلال مصالحة بهذا الشكل غير أن هذا لا يعني أنه لا يحتمل ولادة سيسي في فلسطين يكشف عن قناعه ولو بعد حين في ظل تطورات ليبيا أو ما يحضر لتونس، فالاستنساخ لنماذج الجزارين هو ما تعلمه العرب من التجربة العلمية على استنساخ العجلة "دولي".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة