الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 07:01

معرضان جديدان في متحف مدينة حيفا

كل العرب
نُشر: 12/05/14 13:56,  حُتلن: 15:55

سيتم إفتتاح معرضين جديدين الأول بعنوان طبقة واحدة – نضال واحد والثاني بعنوان "مُستأجر العمّال"

عممت سامية عرموش محاميد، الناطقة الرسمية بلسان بلدية حيفا للاعلام العربي بيانا صحفيان جاء فيه ما يلي:"يحتضن متحف حيفا، معرضان جديدان الأول بعنوان طبقة واحدة – نضال واحد، والثاني بعنوان "مُستأجر العمّال"، حيث يعكس كل منهما رؤية واقعية بقالب فني".

 

طبقة واحدة – نضال واحد: نظرة حيفاوية على طبقة العاملين/ات
وزاد البيان:"وقال إفرات لفين ورافي (رفائيل) كيمحي، أمينا المعرض:"يقدّم هذا المعرض للمتمعّن/ة فيه فرصة لبحث مسائل طبقيّة عبر أشكال تعبير بصريّة. فرضية العمل التي انطلق منها أمينا المعرض هي أنّ حيفا تتيح إلقاء نظرة خاصة على طبقة العاملين في إسرائيل. يدور في المدينة صراع طبقيّ مستمرّ بين قوى رأس المال-السلطة وبين طبقة العاملين/ات. تحوّلت خلال هذا الصراع أحداث محلية إلى أحداث مفصليّة مبلورة في الوعي الجماعيّ- بدءًا من مراحل تحويل حيفا في فترة الحكم البريطاني إلى مركز صناعيّ ولوجيستيّ، مرورًا بمراحل التردّي التي مرّت بها المدينة منذ سنوات الثمانين تحت نظام الخصخصة الإسرائيليّ، وانتهاءً بالصراعات الراهنة ضد سيطرة رأس المال على ممتلكاتها ومقدّراتها الإستراتيجيّة.

بالنسبة إلى المشاركين/ات في المعرض، مدينة حيفا هي حقًّا "حمراء" – طليعيّة. تتقصّى الأعمال الفنيّة حلبة الصراعات الطبقيّة المختلفة – من توثيق متأخّر لإضراب البحّارة وحتى العمل الإبداعيّ السياسيّ-الشخصيّ لعامل شركة مقاولة في ميناء حيفا اليوم. إنّ ترهّل سيطرة الهستدروت في الحيّز المدينيّ الحيفاويّ تُقدّم في المعرض من خلال نظرة راهنة على بيت الهستدروت في شارع هحلوتس. وتتجلّى في المعرض نظرة واعية على موجة الهجرة الكبيرة من دول الاتحاد السوفييتي سابقًا في أوائل التسعينات، من خلال عمل يعكس لقاء العاملين/ات المهنيّين والمتعلّمين بسوق عمل صغير واستغلاليّ، وما أعقب ذلك من أزمة هويّة. كما تقدّم في المعرض أعمالٌ تتوقّف عند العلاقة بين الصراع الطبقيّ والصراع القوميّ، إلى جانب عمل يُعاين تعقيدات رموز النقابات المهنيّة والمكانة المهنيّة لـ"منتِج" هذه الرّموز. إنّ جميع هذه الأعمال تستدعي نقاشًا أقدامه ثابتة في السياق التاريخيّ أمّا وجهه فيتّجه نحو التطوّرات الطبقيّة المعاصرة في أوساط الجماهير في البلاد والعالم".

"مُستأجر العمّال": نظرة على أجيري اليوميّة في إسرائيل
وأضاف البيان:"وقال امناء المعرض في كلمة حول المعرض:"إنّ التعاطي مع العمل بالأجرة، وخصوصًا مع أجيري اليوميّة، يشغل الثقافة الإنسانيّة عامةً، والثقافة اليهوديّة خاصةً، منذ آلاف السنين. لقد ورد في التوراة: "لاَ تَغْصِبْ قَرِيبَكَ وَلاَ تَسْلُبْ، وَلاَ تَبِتْ أُجْرَةُ أَجِيرٍ عِنْدَكَ إِلَى الْغَدِ." (سفر اللاويين 19، 13). قال راشي (الحاخام شلومو بن إسحاق): "الظالم – هو مَن يَسلبُ أجرة الأجير". ليس للأجير في زمننا إلا جسمه هو وعمل جسمه. لا يملك أدوات عمل لتنفيذ عمله، وهو يُستأجَر للعمل من يومٍ إلى يوم. أجرُه مُتدنٍّ، ولذلك يجب دفعه فورًا. في كلّ مكان يحتكر فيه جزءٌ من المجتمع وسائل الإنتاج، يُجبر العامل، سواء أكان حرًّا أو مستعبدًا، على زيادة وقت العمل بما يتجاوز ما هو مطلوب لأجل معيشته هو، وذلك لأجل إنتاج وسائل معيشة لمَن يحتكر وسائل الإنتاج – كما قال كارل ماركس. سوق العمل، ساحة السوق، ساحة الحناطير (في حيفا) – هذا هو المكان الذي تُنفّذ فيه صفقة التبادل، المكان الذي يتحوّل فيه القريب إلى قوّة عمل فقط. اللاعبون من كلا الجانبين يتبدّلون: مهاجرون يهود من الغرب أو من الشّرق، فلسطينيّون محلّيون أو من المناطق، مهاجرو عمل من رومانيا، بلغاريا، الصين، لاجئون من إريتريا ومن السّودان- وكلّ ذلك خاضع للتغيّرات التي تحلّ بالسوق. ما هو يوم العمل؟ ما هي حصّة الوقت التي يجوز لرأس المال أن يستهلك فيها قوّة العمل التي دفع قيمتها اليوميّة؟ إلى أيّ حدّ يُمكن تمديد يوم العمل، بما يتجاوز وقت العمل المطلوب لغرض تجدّد قوّة العمل؟ كم يدفع مقابل ذلك؟ ما هي أجرة العمل؟ هكذا وردَ في التلمود:"مَن يستأجر عمّالاً ويقول لهم (اعملوا) في الوقت المبكّر أو المتأخّر فليس له أن يجبرهم في المكان الذي لا يعتادون فيه (العمل) في الوقت المبكّر أو المتأخّر. وإذا كانت (عادة) المكان أن يُطعم (صاحب العمل العمّال) فليُطعم، أو يمدّهم بالحلوى، فليمدّهم كلٌّ تبعًا لعادة المدينة. وقد حدث مع رابي يوحنان بن ماتيا أنه قال لابنه: أخرجْ واستأجرْ لنا عمّالاً. فذهب وحدّد لهم طعامًا، وعندما أتى أباه قال له: بنيّ، حتى لو صنعت لهم وجبة سليمان في زمنه فإنك لم تتمَّ واجبك نحوهم، لأنّهم أبناء إبراهيم، وإسحاق ويعقوب. وإنما، قبل أن يبدأوا في العمل أخرج وقل لهم: على شرط أنني (سأطعمكم) خبزًا وبقولاً فقط". (بابا مصيعا، الفصل السّابع) الالتزام الأخلاقيّ يقتضي إلغاء التغريب، لأنّ العامل هو القريب الذي أحببته مثل نفسك، وأنت وهو ابنان لأب واحد. الالتزام القانونيّ هو سلوك الدولة – ثمرة النضال السياسيّ المشترك لطبقة العمّال" إلى هنا نص البيان.

مقالات متعلقة