الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 14:01

بوابة التاريخ -10 حضارة الأندلس نهاية المطاف

أماني حصادية -
نُشر: 12/05/14 12:29,  حُتلن: 13:16

في رحلة جديدة عبر بوابة التاريخ أصر الجد العالم فاضل أن يعطي حفيديه درساً بعد انبهارهما بحضارة الأندلس فقال:
- رحلة اليوم يا أبنائي رحلة الإبداع والأوجاع
فقالت رغد :
- لا يا جدي أنا لا أحب الأحزان ، نريد أن نرى حضارة أمتنا في عصور قوتها .
فقال سند :
- لماذا يا رغد إنها سنة من سنن الله ، إن الأمم والدول لها أعمار ولها شباب وشيخوخة ، والمهم أن نفيد من التجارب ونتعلم من الأحداث .
أعجب الجد بكلام سند فمسح على رأسه قائلاً :
- صدقت يا سند ، والله تعالى يقول في كتابه العزيز : "وتلك الأيام نداولها بين الناس"
رغد :
- صدق الله العظيم ، وأين ستكون رحلتنا اليوم ؟
الجد :
- في وادي آش وبسطة حيث عاش أجدادنا بعد سقوط دولتهم فراراً من أذى النصارى القشتاليين
دخل الجد والحفيدان إلى بوابة التاريخ وحدد منتصف القرن التاسع الهجري على مسطرة الزمن وعين على الخريطة أسبانيا الحالية وبالتحديد مدينة وادي آش، ليجد الجميع أنفسهم في منطقة من الجبال الطينية سهلة النحت ويروا فيها عجبا .
صاح سند : ما هذا يا جدي إنها كهوف محفورة في الجبال ولكنها في غاية الجمال.


صورة توضيحية 

رغد : كيف وصل المسلمون إلى هنا ؟
الجد : جاءوا هنا فراراً بدينهم من بطش النصارى القشتاليين الذين اضطهدوا المسلمين وقتلوا الكثير منهم ، لقد زاد عدد هذه الكهوف على الألفين .
سند : ولكن المسلمين لم يسيئوا إليهم حينما حكموهم طوال ثمانية قرون ولم يجبروا أحداً من النصارى على ترك دينه أيكون هذا جزاؤهم ؟
الجد : يا بني إننا نعامل الناس بديننا وما يمليه علينا من أخلاق .
رغد : وهل استسلم المسلمون للعيش هنا ولم يدافعوا عن حقوقهم
الجد : لا يا ابنتي ، فلقد قاموا بعدة ثورات بعد سقوط غرناطة مثل ثورة محمد بن أمية وغيرها .
تجول الجد والحفيدان داخل الكهوف ليروا فيها إبداعاً معمارياً فريداً واستثماراً للجبل في نحت بيوت تنطق بالجمال ، مما أثر في أنفسهم فقال سند :
ولكن يا جدي ما حول المسلمين إلى هذه الحال بعد عز دولتهم ؟
فتنهد الجد قائلاً :
إنها الفرقة والاختلاف يا سند ، لقد تنازع الأمراء فيما بينهم حتى تقسمت الدولة إلى دويلات صغيرة تستعين كل منها بأعدائها لتكيد لبقية الدويلات ، وانتهز النصارى القشتاليون هذا التنازع حتى أسقطوا الدولة واضطهدوا المسلمين وعذبوهم حتى أرغموهم على إخفاء دينهم وتغيير أسمائهم .
لقد كانت لقطة حزينة كل الحزن حين سلم أبو عبد الله محمد الثاني عشر آخر ملوك الأندلس المسلمين غرناطة لجيوش النصارى بقيادة فردناندو وإيزابيلا ملوك قشتالة وأراجون ونظر إلى مدينته ومهد صباه وهو يبكي فقالت له أمه :

ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً = لم تحافظ عليه مثل الرجال.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة