الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 10:02

تدفيع الثمن لضعف القيادة العربية في اسرائيل/خالد وليد كامل

كل العرب
نُشر: 07/05/14 18:35,  حُتلن: 08:12

خالد وليد كامل:


هذا الخريف العربي الذي رمى بالشرق الاوسط في دوامة من الفوضى وزجّ به في هرجٍ ومرج ٍ سياسي, منح اسرائيل وقتا اضافيا لترك الخديعة (النووية) الايرانية والاشتغال بما أهم ألا وهو "كينونة الدولة"

علا مجدداً العنوان "تاج محير"، حيث تحاول شرذمة من شر الذمة اليهودية فرض يهودية الدولة بشكل فعلي وذلك من خلال إحياء سياسة التطهير العرقي وتسعير الارهاب اليهودي على قرانا العربية وإنتهاك ممتلكاتنا واستباحة مقدساتنا

قيادة الوسط العربي ووجهائه، واجبكم ان تحموا ابناء جلدتكم من كل سياسة تمييز عنصري او عمل ارهابي مسلط عليه، انتم رعاة هذا الوسط ومسؤولون عن رعيتكم

عليكم ان تمارسوا ضغوطا عمليّة أشدّ على الحكومة الاسرائيلية وأخص وزارة الامن الداخلي لمنع إستعار هذا القطيع من اليمين المتطرف قبل ان يأخد الوسط العربي القانون الى قبضة يده فينقلب السحر على الساحر وفق قانون "درومي"، وانا أحذر بهذا المقال من الانزلاق بهذا المنحدر وهذا النوع من الدفاع

في السنوات الاخيرةِ والتي أجّج بها حُكام صهيون ما يسمى بالربيع العربي الذي لم يجنِ قطوفه الدانية غير اسرائيل دون نقطة دم واحدة، حيث قضت به على محور المقاومة او الممانعة وحسمت الصراع العربي الاسرائيلي لصالحها ليتحول الى صراع فلسطيني- اسرائيلي على ملكية اراض وعودة لاجئين. الامر الذي سخّر لها ظروفا مثالية للبدء بتعريف الدولة وتحديد من هو المواطن فيها بعد ستة عقود ونيّف.

هذا الخريف العربي الذي رمى بالشرق الاوسط في دوامة من الفوضى وزجّ به في هرجٍ ومرج ٍ سياسي, منح اسرائيل وقتا اضافيا لترك الخديعة (النووية) الايرانية والاشتغال بما أهم ألا وهو "كينونة الدولة". ففي الاثناء التي تنشغل أوروبا وأمريكيا بلَوَثات بوتين وحلمه بهمينة الدب الابيض، الدول العربية منشغلةٌ بسحب سفراءها وحظر التعامل مع قطر وإعدام الاخوان المسلمين، والتركي الحالم بالخلافة الاسلامية يحصي خسارته في سوريا.

في هذا الوقت بالذات يعمل نتنياهو على سن قانون أساس يقضي بيهودية الدولة ويبدع منتدبو المفاوضات الاسرائيلية في دق القضبان في عجلة السلام الفلسطيني-اسرائيلي، من حيث تعريف المناطق اليهودية وتحديد مدى السيادة الاسرائيلية في المناطق العربية. بين هذه العنوانين والعالم غير مبال بالصراع الفلسطيني – إسرائيلي علا مجدداً العنوان "تاج محير"، حيث تحاول شرذمة من شر الذمة اليهودية فرض يهودية الدولة بشكل فعلي وذلك من خلال إحياء سياسة التطهير العرقي وتسعير الارهاب اليهودي على قرانا العربية وإنتهاك ممتلكاتنا واستباحة مقدساتنا. اما عن هذه العصابة الارهابية التي تمارس هذه العمليات التخريبية " تدفيع الثمن" فهي ليست عصابة لمشوهي الضمير والوجدان بإمتياز, او عصابة تخص معتوهي السياسية الصهيونية فقط، او حكرا على مسعوري اليمين اليهودي. وليست افعالهم طفرةً في النسيج الاجتماعي الاسرائيلي او في التعايش العربي اليهودي في الدولة.
إنهم فئةٌ تخلّقت في رحم إسرائيل الكبرى ورضعت من لُبان الفكر الصهيوني، ينفذون توصيات مفكريهم الذين لا يستطيعون تنفيذها لضرورة المنصب الحكومي.. ربطة العنق وماء الوجه. هذه الشرذمة يدبرون في وضح النهار وإن مارسوا تخريبهم في الليل، فئةٌ تخطط وتكيد كيدا وفق منهاج قديم وبروتوكولات بائتة لترسيخ المشروع الصهيوني. ومخطئٌ من يرى بهم مهووسين او ملتاثين او خارجين عن المنظومة الديمقراطية في الدولة كما ينعتهم الاعلام الاسرائيلين فهذا الرهط ليس ابنا ضالا من صلب يعقوب ولا سبطا هجينا من بني اسرائيل، إنهم ببساطةٍ يعبّرون بشكل عملي عن خلجات كل يهوديّ يميني في إسرائيل، ويفكرون كما يفكر أغلبية الشعب العبري الذي يرفض السلام او بالاحرى يرفض تقبل الاخر الفلسطيني. بعد ستين حول ونيّف من النكبه ولاول مره يصل نتاج هذه الافكار الى 62% من اليهود يؤيدون فكرة الترانسفير - مركز الزيتونة 2008-.. وتٌصدم الوزارات الاسرائيلية على شاشات المرناة من 75% من اليهود يرفضون التعايش العربي اليهودي وحتى السكن في عمارة يسكنها عرب (لأن ذلك يحط من قيمة السكن ونسبة الطلب)، و50% يغلبهم الرعب والاشمئزاز عند سماع اللغة العربية – مساواة.  وعليه فهذه العصابة ليست قليلا من الاولين او ثلة من الاخرين ولكنها سوادٌ أعظم إرتأى ان يُسقط قناع الزيف والتصنع وقرر ان يفعل ويمارس ما يؤمن به في ظل الدعم السياسي و الستار الامن الذي تطغيه الحكومة الراهنة عليه.


وأشدّد واكرر ما نشرته في مقالات سابقة مُذ سنينَ عددا عن الارهاب اليهودي الذي يداهم ساحاتنا الخلفية، ان هذه العصبة ليست قطيعاً أزعرَ شرَد عن راعيه كما يُشبّه لنا، فالتمييز العنصري ضد العرب ليس وليد الساعة او طَفرة في جينات الديموقراطية، إنما هي علاقة طبيعية بين حاكم ومحكوم، سياسةٌ موجهةٌ تدعمها إيديولوجيا قائمة وفق نظريات وأسس. وفق نظريتهم نحن "مصيبتهم الكبرى" وأستشهد بجدعون عزرا "يوجد مواطنون عرب في دولة اسرائيل هذه مصيبتنا الكبرى"، فكيف نستجير بهذه الدولة كي تحرس بيوتنا من دفع الثمن وهي التي يسن مُشَرِّعُها "قانون العودة" الذي يمنح المواطنه تلقائيا لليهود خارج إسرائيل في حين يَسِن "قانون المواطنه والدخول إلى اسرائيل" الذي يحرم السكان الاصليين من العوده إلى وطنهم. وهي التي تدفعنا الثمن بشكل قانوني "برافر" وتروّع اهالينا في النقب وتسعى لإزاحتهم من موطنهم تماما كما يفعل اوباش "تاج محير" ولكن بشكل مخطط ومدروس. ثم تقنعنا الوسائل الاعلاميه ان وزارة الامن الداخلي بكليّتها تحاول جاهدة ان تلقي القبض على الجناة (منفذي تاج محير) وانها قدّمت في عام 2012 وحده 123 لائحة اتهام في 623 "جريمه قوميه" ضد العرب، اما بالنسبه لهذا العام فهنالك 56 عملية تدفيع ثمن في القدس وحدها –كما ذكر الاسبوع الماضي قائد شرطة القدس- اعتقل على خلفيتها 12 شخصا من المستوطنين، في المقابل اعتقل ما يناهز 400 فلسطيني في العيساويه وسلوان بتهمة "اعمال شغب"، وهكذا تكون الشرطه ايضا جنت ثمن اعتقال المستوطنين باعتقال المئات من الفلسطينين بالمقابل أي انه "تاج محير" ولكن بشكل رسمي. ويسوّق لنا اليسار الاسرائيلي –الذي طالما تململنا بين يديه- ان هذه العصابة المخربة (ولم يصفها احد منهم بالارهابيه) خارجة عن النهج الديموقراطي الاسرائيلي, وانها تضر بمصلحة اسرائيل وتعكر صفو وجهها امام العالم وتطلق النار على قدمي المفاوضين في عملية السلام.. والحقيقة أنهم يزعمون صدقا ولكنهم تناسوا ان يقولوا ان هذه العصابة تنزع القناع عن وجوه الساسة الاسرائيليين من يمينٍ وشمألِ. هؤلاء الساسة الذين تضرروا من فضح العقلية الصهيونية وكشف منهاج التمييز العنصري وبواعث بروتوكولات التهجير-الترانسفير- وضم المثلث للسلطة الفلسطينية (سيبواح همشولاش) اذا ما أُبرمت إتفاقية سلام.

اليوم يهاجم الساسة الاسرئيلين -أمام العالم- ظاهرة تدفيع الثمن وينتقدون مفكريها والكهنة القائمين عليها ولم ينتقدوا سابقا تجرد دولتهم من الإنسانية داخل وخارج حدودها (غير المعروفه)، هذه الدولة التي سنّت "اوامر ساعه 2002" والتي تمنع لم شمل العائلات العربية ويتم تمديد هذه الاوامر دون قَوْنَنَتِها. وليس ينبيك عن خلق إسرائيل كمن خبر تصريحاتها.. ألم يصرّح إيفي ايتام –وزير الاسكان انذاك في 2002322- أن العرب في اسرائيل "قنبلة موقوتة وتهديد وجودي كالسرطان" وتركونا يومها نغوص ونلوص في منطق المواجهه او الهرب، وإعتكف كل مفكرينا ومثقفينا وزعمائنا على وضع رسم تخطيطي لمستقبلنا في هذه الدوله في ظل التصريحات الحكوميه العنصريه..وفي تلك الاثناء كانت اسرائيل ترسم تدمير الحاضر الفلسطيني في حملة السور الواقي "حومات ماجين 2002329"..والتصريحات جمةٌ تنبينا انها من خلقت الارهاب اليهودي ومدته بالجرأة على التنفيذ. حتى لا اخلط الامور على قارئي لست في خضم مقال يعدد مثالب إسرائيل ويندد بها كما سبق لي الحديث في مقالات قديمة لي عن هذه الظاهرة الارهابية، ولكنني أبحث عن حل واسأل أهل الذكر من قياداتنا الذين يعلمون ونحن لا نعلم كيف يمكننا التصدي لهذه الاعمال التخريبيه؟؟. وابدأ سؤالي ماذا فعلت لجنة متابعتنا وقياداتنا حيال هذا الارهاب الذي لم يولد بين عشية وضحاها؟؟. وكنت قد حذرت العرب من شر ما اقترب في مقال سابق–سبق صحفي: ارهاب يهودي على كوكب الارض,نوفمبر 2009- نشر في العديد من الصحف المحلية. سيحاول بعض القراء تفنيد سؤالي الإستنكاري أعلاه بالضجة العارمة والمظاهرات التي عجّ بها المثلث والبطوف واقول كمن خبر قياداتنا واحزابنا : ما هذه التنديدات الا كالزرع الهائج الذي لا يلبث ان تراه مصفرا خاوٍ على عروشه. فمسلسل تدفيع الثمن لم تبدأ حلقاته في الآونه الاخيرة كما يظن الذين آلت اليهم القيادة وفق عمل وطني واحد او اثنين وعشرات العمالات الوطنيه. هذه القيادة التي لم ترَ بالارهاب اليهودي خطرا على وسطنا ولم تتنبأ بظهور نتان زاده في شفاعمرو، هذه القيادات التي لم تبتكر وتخطط لرادع يمنع استشراء "تدفيع الثمن" مذ اندلاعه في عكا وحيفا عام 2006، هذه القيادات التي لم تمنع انتهاك المقدسات مذ القاء رأس الخنزير على مسجد حسن بيك في يافا الى التخريب الدوري لمقبرة القسام الى كنيسة البصّه وغيرها من الكنائس في القدس. هذه القياده التي ستهيج وتُزبد, تُبرق وتُرعد, تجعجع ولا تطحن في هذه الايام وما تمكث الا وتفتر هممها ويتفرق جمعها ويشتي سعيها بعد أسبوع او اثنين ليذهبوا لإقتسام الغنائم من عمرة رمضان ويبقى على الوسط العربي التصدي لهذا الارهاب - والوسط العربي مشتملُ لا يدري كيف توردُ الابلُ-.

لم أكتب هذا المقال لأهاجم قيادتنا بشخوصها او مناصبها ولم اكُ يوما محسوبا على احد منهم او في بطانته وطاعته حتى أشق عصا الطاعة اليوم ولست اجلد احدا منهم –بعينه- بسوط النقد الهدّام ولكنني أذم اسلوبهم في الدفاع وأهجو جعجعتهم وسوء أدائهم بعد وقوع البلاء في حين أمكنهم منع وقوعه. سادتي قيادة الوسط العربي ووجهائه، واجبكم ان تحموا ابناء جلدتكم من كل سياسة تمييز عنصري او عمل ارهابي مسلط عليه، انتم رعاة هذا الوسط ومسؤولون عن رعيتكم. عليكم ان تمارسوا ضغوطا عمليّة أشدّ على الحكومة الاسرائيلية وأخص وزارة الامن الداخلي لمنع إستعار هذا القطيع من اليمين المتطرف قبل ان يأخد الوسط العربي القانون الى قبضة يده فينقلب السحر على الساحر وفق قانون "درومي"، وانا أحذر بهذا المقال من الانزلاق بهذا المنحدر وهذا النوع من الدفاع. اذ ليس من مصلحة سكان هذه الدولة عربا ويهودا ان يتحول العربي من موقع المدافع الى موقع المهاجم.. لذا على قادة الوسط العربي إثبات حضورهم في باحة السياسة الاسرائيلية والطرق على طاولة الحكومة ليقتلعوا هذه الظاهرة الارهابية من جذورها والزج بمن وراءها من منفذين ومخططين وراء القضبان ردعا لهم ومنعا لحمام دم قد نسبح به عربا ويهودا اذا ما استيقظ العربي صباحا ولم يزهد بالثمن وطاب له تبادل الادوار وتدفيع الثمن للارهابيين اليهود.  كذلك على الصعيد الادبي على مفكرينا وروّاد مجتمعنا ان يحاربوا هذه الآفة ثقافياً بإقامة ندوات في البلدات اليهودية المجاورة للقرى العربية المنتهكة والغير منتهكة, لتصف هذه الندوات وتعبر عن الظاهره الارهابية من منظورنا وتحذر من خطورة الخيارات الدموية الماثلة أمام ضحية هذه الظاهرة. وعلى ذات الصعيد أبارك مبادراتنا الحضارية الخلاقه التي تحول دون انحدار الدولة لمنزلق الصراع الديني مع اليهود والذي لن يحمد عقباه على سكان الدولة عامة، و أُشيد بترميم الكنيس اليهودي في شفاعمرو في الوقت الذي تعبث به قطعان مارزال بالكنائس في القدس، وفي الحين الذين دفع به اهالي شفاعمرو ثمنا غاليا للارهاب اليهودي. ولم يكن هذا العمل المبارك من اهالي شفاعمرو من باب أدر خدك الايسر إنما عربون مصالحة ثقافية وحضارية مع حكومة اسرائيل التي تدرّس وزارة تربيتها تراث رحبعام زئيفي ولم تحظر نشر كتب التحريض على العرب وعلى رأسها "تورات هميلخ" وكانت سبباً اساسياً في خلق الارهاب اليهودي عساها تراجع حساباتها وتفكّر مليا وتقدّر جدّيّا خطورة الموقف وخطورة رد الفعل عند خُمس سكان الدوله.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة