الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 07:02

قصة: ذكرياتي مع معارك ما قبل النوم

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 06/05/14 15:58,  حُتلن: 16:31

طالما تعجبت من ابتسامتي، التي تتسع عندما تبدأ معارك ما قبل النوم مع أولادي، عندما كانوا صغاراً, كنت أبتسم وأنا أراهم يخرجون كل خمس دقائق من غرفتهم، لتبدأ طلباتهم العجيبة.



كنت أنا مثلهم عندما كنت في مثل عمرهم فما إن تأمرني والدتي بالذهاب إلى السرير، حتى أبدأ بالتفكير واختراع القصص والحجج، التي قد تجعل والدتي تسمح لي بالخروج وقضاء بعض الوقت خارج الغرفة المظلمة..
كانت أغلب قصصي تنجح، فلم يكن بوسع والدتي أن تمنع طفلتها من الذهاب نحو الحمام أو من شرب الماء في المطبخ, أو من تناول لقمتين فقط، لأن لهما مكانا فارغا في معدتي، ما زال يمنعني من النوم..
تلك الحجج و الحكايات أيضا، هي ما كان يذكرها لي أولادي، بعد أن صرت أماً وكانت الحكاية الأخيرة، بعد أن أكون قد استنفذت كل الاختراعات والقصص، هو أن النوم لا يأتي ..
كانت والدتي تعالج الأمر بالصبر بداية.. وبالتصبر بعدها والرحمة والرأفة، ثم لا تلبث أن تتخذ قرارها بأن الصبر لن يجدي، مع طفلة تعشق السهر مثلي، فتقول بحزم: إلى السرير وإياك أن أرى وجهك قبل أن تشرق الشمس..
حينها فقط وعندما أتأكد من أن شيئاً ما لن يغير رأي والدتي، يأتي النوم سريعا لزيارتي وأندم لأنني ضيعت ساعتين أو أكثر، في أعمال لم تكن مسلية ولم تكن نافعة, ولم تسمح لي سوى برؤية بعض المشاهد، من المسلسل أو البرنامج الذي يشاهده والداي.
كنت أنظر نحو ساعتي بعدها، وأحسب بأسف تلك الساعات القليلة المتبقية لي لأنام، قبل أن يحين موعد الاستيقاظ والذهاب نحو المدرسة, وكان الندم يشتد ويزداد عندما أجلس في مقعدي متعبة، طوال الحصة الأولى من الدوام المدرسي, وعندما أضطر للنوم بعمق عند عودتي من المدرسة، بينما تنجز أختي وصديقاتي واجباتهن، وينتهين منها في وقت مبكر جدا، ويستمتعن ببقية الوقت الذي أقضيه أنا في كتابة الواجبات وحفظ الدروس..
و في المساء وبينما ينام الأطفال، تعود قصص ما قبل النوم وحكاياته واختراعاته، لتساهرني وتمتحن صبر والدتي وصلابتها..
في الحقيقة لم يكن ذلك ممتعا و لم يكن هناك من حل، سوى أن أصبر على تلك النومة الطويلة في النهار، والتي كانت تسلبني النعاس عند المساء، ولم أفعل ولم تستطع والدتي مساعدتي، لغيابها عن المنزل في ذلك الوقت، بسبب دوامها الذي يشغل فترة ما بعد الظهر..
مشكلتي كانت واضحة.. وحلها كان واضحا وسهلا أيضا .. لم أفعل فقط لأنني كنت صغيرة جدا ولأن والدتي لم تكن موجودة في المنزل فترة ما بعد الظهر.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة