الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 05:01

النساء في مجتمعنا /بقلم:رزان بشارات

كل العرب
نُشر: 29/04/14 10:20,  حُتلن: 14:04

رزان بشارات في مقاله:

 ذنب اهلك الذين قرروا بيعك في ربيع عمرك ام ذنب المجتمع الذي يقمع المرأة ويعطي الصلاحية للرجل

هنالك العديد من الآراء المسبقة الخاطئة عند البعض بما يتعلق بنضال النساء لنيل الحرية والكرامة في مجتمع ظالم

العنف هو كل ما يقذفه المجتمع من كلام فارغ كونها مطلقة وعانس وارملة ووضعها في فئة معينة دون الآخذ بعين الاعتبار وضعها ومشاعرها وخصوصا ما عانت او تعاني منه كونها تطالب بكرامتها

مفهوم المرأة وحقوقها يختلف من شخص الى آخر لكن لا بد ان يكون متشابه بعنصر اساسي وهو الانسانية. والعنف الموجه للنساء هو ليس مقصورا على العنف الجسدي وحسب، فهنالك العديد من انواع العنف التي تمارس على الانثى اولا قبل ان تُلَد في احشاء امها كونها ستولد انثى وليست ذكر ومن ثم يستمر العنف في حياتها كإمرأة بشكل عام وامراة فلسطينية بشكل خاص.
وتبدأ مسيرة حياتها بتخطيط ورسم مسار من قبل مجتمعها وتحديد سلوكيات حياتها، آمالها وحتى خيالها وفقا للعادات والتقاليد والقاعدة التي يجلس فيها الرجل ملكاً، كوننا في مجتمع ذكوري والسلطة والنظام ابوي.

وهنالك العديد من الآراء المسبقة الخاطئة عند البعض بما يتعلق بنضال النساء لنيل الحرية والكرامة في مجتمع ظالم.
النسويات لا يطالبن بالسيطرة التامة وزوال الرجال، ولا بتقمص دور الرجل الذكوري القاهر، وانما يطلبن من النساء الخروج من القفص والبدء بمرحلة جديدة مفعمة بالامل والتفاؤل والمساواة والعدالة، العدالة مع انفسهن اولا، لكي يكون سلام مع تلك الروح التي تقطن جوفهن.

فيقول الاخ لاخته رونق بصوت عالٍ متعرج: انت يتيمة، فقيرة، قبيحة، غبية، واخيرا بعث لك الله برجل ليتزوجك.
الزواج؟! كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر ورغم عمرها الناضج نسبيا فلم تكن تدرك المعنى الدقيق للزواج. لم تنهي دراستها في المدرسة فدرست لغاية الصف السادس ومن ثم عملت ربة منزل وتقضي وقتها بالمرح مع ابناء اخوتها والقيام بمهام المنزل. تزوجت من رجل يكبرها ثلاثون عاما لكي"يسترها"، متزوج ولديه ثلاثة ابناء، وكان مدخوله ثابت يكفي لتغطية مصروفات الاسرة. وبعد زواجه من رونق وانجاب الطفل تلو الآخر، تراجع الوضع الاقتصادي وبدأت رونق تعمل في تنظيف البيوت لتأمين الحياة المناسبة لابناءها.

ذنب من يا رونق ؟! ذنب اهلك الذين قرروا بيعك في ربيع عمرك ام ذنب المجتمع الذي يقمع المرأة ويعطي الصلاحية للرجل، ذنب الرجل الذي وافق ع الارتباط بامراة تصغرة ثلاثون عاما ام ذنب الفقر الذي احتل روحك البريئة الطاهرة، ذنب الجهل الذي يقتحم كالدودة معالم الانسانية وياكلها ام ذنب امك التي حلمت بادخالك عش الزوجية وقمعت نفسها ثانية، او ذنبك انت لانك لم تثوري وتتمردي على الظروف والواقع..
لا اعلم! فكل الذنوب تسيج حريتها وكيانها في آن واحد. ولذلك فالعنف ضد النساء هو تجريدها من كينونتها الانسانية وخلقها آداة تتكيف مع الظروف التي القت عليها. العنف هو ما تتعرض له النساء يوميا عند وقوفها لانتظار الحافلة ونظرات حادة اليمة تحدث بها وتنبع من غريزة جنسية ثائرة وكلام صارم مؤذي فتشعر بعدم الارتياح لان النظر اليها كجسد بدون عقل مفكر هو من اشد انواع العنف واخطرها. العنف ايضا هو خروجها لاكمال التعليم خارج البلاد وبعد رجوعها تُلقى الكلمات وتهوج بين النساء والرجال معا.

العنف هو كل ما يقذفه المجتمع من كلام فارغ كونها مطلقة، عانس، ارملة ووضعها في فئة معينة دون الآخذ بعين الاعتبار وضعها، مشاعرها، وخصوصا ما عانت او تعاني منه كونها تطالب بكرامتها، حريتها واستقلاليتها فالحكم على المرأة قد يشكل خطر كبير للاجيال القادمة، كوننا لا نحلل الامور ونأخذها مفهومة ضمنا، فالامور تغيرت ولم تعد كسابق عهدها.
العنف ضد النساء هو الايمان بواقع غير عادل والصمت عند انهيار مبدأ الانسانية الكرامة والمساواة. لذلك ناضلي، ثوري، قاومي لتكونين كما انت، مجردة من اثقال المجتمع الظمأ، فالمرأة الفلسطينية هي تلك الشرارة التي إذا أرادت التحدي وأصرت على ذلك، فإنها تخترق جدار الذل والظلم لتُدخل إشعاع نور وأمل الى موطنها. هيا تحركن واسرعن لملئ مجتمعنا نوراً.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة