شارك الآلاف من أبناء الأقلية العربية في المهرجان الخطابي والثقافي والذي شهدته قرية كفرقاسم، مساء الأحد في الذكرى الخمسين لمجزرة كفرقاسم وبذلك يسدل الستار عن الفعاليات التي بدأت يوم الجمعة وتضمنت المحاضرات التثقيفية ومؤتمر أكاديمي والمسيرة التقليدية وافتتاح متحف الشهداء. هذا قد شارك في المهرجان كافة النواب العرب ووفود عن مختلف ألأحزاب والحركات السياسية العربية، إلى جانب وفود من الجليل والمثلث والنقب. هذا ووجهت قيادات المجتمع العربي انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة أيهود اولمرت، وطالبتها بعدم ضم ليبرمان للائتلاف الحكومي، فيما دعت قيادات مختلف الفصائل الفلسطينية بالوحدة وعدم الاقتتال.

وقال رئيس المجلس سامي عيسى: "نتوجه من هنا إلى أيهود اولمرت برسالة نقول له حرروا اليهود والعرب من الحروب والمجازر التي ترتكبونها. ونقول لشعبنا الفلسطيني على كافة فصائله وقياداته عليكم بالوحدة ومنع الاقتتال فدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام".
وقال الشيخ عبدالله نمر درويش: "نقول لا تجربوا الجماهير العربية، اذا تعرضنا للتهجير فلن نهاجر وسنبقى هنا ولن ندفن وحدنا، افهموا ذلك كما شئتم؟. في الذكرى الخمسون ما زالت حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ بن غوريون الى اولمرت جميعها تفكر بالعضلات وتتحدث كذلك وترسم سياستها بالعضلات، ولم تفكر يوما بعقلها. فنحن لا نعترف في دولة تضم بداخلها المستوطنات، مدوا أياديكم للشعب الفلسطيني من اجل السلام كفوا عن مد طائراتكم وبنادقكم ودباباتكم، أرادة شعبنا اقوي منها، فشعبنا الفلسطيني المحاصر أقوى من غطرستكم العسكرية".

وقال المحامي أمنون زخروني: "فضحنا وجود المجزرة... صحيح أن الحكم العسكري قد انتهى، لكنه متواجد ويحمل صبغات أخرى، وللشعب اليهودي أقول بغية التكفير عن الذنب الذي اقترفته الدولة تجاه كفرقاسم، يجب تعليم اليهود وكشف حقيقة ما حصل قبل نصف قرن لكي لا تحدث مجازر شبيهة في المستقبل".

وقال النائب ابراهيم صرصور: "لا تزال الأقلية العربية تعيش تحت وطأة حكومات الحكم العسكري، والدولة ملزمة بتغيير نهجها وتعاملها مع الأقلية العربية، وعلى حكومة إسرائيل الاعتذار والاعتراف بمسؤوليتها عن المجزرة. في الذكرى الخمسون مازالت مخططات الترانسفير متواجدة وتحمل طيات واسماء مختلفة".

وقال النائب واصل طه: "تثبت مجزرة كفرقاسم في ذاكرتنا الجماعية الانتماء للوطن، نصف قرن مر والجريمة مستمرة بأشكال مختلفة، لكنهم فشلوا بعد كل مجزرة من تحقيق هدفهم بطردنا وترحيلنا، لكن المؤامرة ما زالت مستمرة، وهدية حكومة إسرائيل للأقلية العربية في الذكرى ضم الفاشي والعنصري المتطرف ليبرمان إلى صفوفها، لذا من هنا من بلد الشهداء أتوجه لجميع دول العالم بمقاطعة إسرائيل".

وقال النائب محمد بركة: "الغرض من المجزرة لم يكن القتل بل تشريدنا ونكبتنا وكفرقاسم أفشلت عليهم مخططهم ودفعت الثمن الغالي، تصدت للمخطط بالدماء، وما الذي تغير بعد خمسين عام؟ لا شيء، عقلية الترانسفير من العام 1956 يتم تطبيقها اليوم على ارض الواقع".

افتتاح متحف الشهداء في كفرقاسم:
الى ذلك، افتتح في مبنى المركز الجماهيري في كفر قاسم، متحف الشهداء، بمشاركة جماهير غفيرة من القرية ووفود من جميع أنحاء الوسط العربي والعديد من طلاب المدارس ومندوبين عن مختلف الأحزاب والقوى السياسية الناشطة في الوسط العربي.

المتحف والذي يرعاه المجلس المحلي واللجنة الشعبية يحوي العديد من الوثائق والصور التي تجسد المجزرة وتاريخها إلى جانب العديد من الكتب والموسوعات الأدبية والشعرية والصحفية. وشارك في الافتتاح النواب محمد بركة الدكتور احمد طيبي والشيخ إبراهيم صرصور وقيادات من الحركة الإسلامية ورؤساء مجالس كفر برا وجلجولية وقلنسوة، هذا وتولى عرافة تدشين متحف الشهداء علا عيسى الذي أوضح في كلمته:" نحن في لحظة تاريخية، في الوقت الذي نفذت الأوامر قبل نصف قرن، بقتل أهالي القرية ها نحن نجسد ونوثق ذكرى الشهداء، من خلال هذا المتحف الذي يجسد ويرسخ في الذاكرة الجماعية وقلوب أهالي القرية والأقلية العربية حقيقة ما حصل".



هذا وقد دشن المتحف رئيس المجلس سامي عيسى الذي قام بقص  شريط الافتتاح مؤكدا:"نصف قرن على المجزرة الرهيبة، ورغم الحزن والأسى الذي يعتصر قلوب أهالي القرية والمجتمع العربي، قمنا بإقامة متحف الشهداء كرد على المجازر التي ارتكبت وترتكب بحق شعبنا في الداخل والأراضي العربية المحتلة. ونقول لكل من يتطلع ويأمل بطردنا واقتلاعنا من أراضينا نرد عليه أننا صامدون ونستمر بتوريث الأجيال تاريخنا وما حصل معنا والمجازر التي ارتكبت بحق أهلنا. فالمتحف هو الإطار لاحتضان أجيال المستقبل الذين نحملهم الراية والمسؤولية في التثقيف الوطني لقضايانا".