الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 19:01

قصة للاطفال: طيور الاسئلة


نُشر: 01/11/06 09:00

في الليل: و بعد أن ذهب جميع الأطفال إلى غرفهم، وهم يفكرون في يوم غد..
ويوم غد اختبار.. هكذا قال المدرسون.. وها هو آخر طفل يغمض عينه، وينام، في هذا الوقت جاءت طيور كثيرة.. كثيرة جدا.. طيور صغيرة.. كالعصافير..
إنها تطير متمهلة، دون صوت، وتخبئ علبا صغيرة، وملونة، تحت أجنحتها.. لها عيون ذكية ترى فيها البيوت والشوارع، والنخيل.. و السيارات، والمدارس.. آه: المدارس؟ ها هي تتجه إلى المدارس.
في الصباح: وفي اليوم الأول: ليلى تذهب إلى المدرسة، مثل الكثير من الأطفال؛ ليلى تحب المدرسة، وتذهب كل صباح فرحة، كحمامة صغيرة،
تركض عندما تسمع أصوات صديقاتها.. ترى ابتساماتهن.. تصل.. وتبدأ اللعب.
في الصف تفرح بمعلماتها: بدخول مدرسة العلوم.. و بالطريقة التي تتحدث بها معلمة الرياضيات.
وتشترك مع صديقاتها نورة في حل ألغاز بطاقات اللغة الإنجليزية.. تحب تلك التمثيليات القصيرة المرحة في النصوص العربية.
هكذا هي كل يوم
هكذا هو كل يوم
الشهر الأول، الثاني، وليلى في المدرسة.
الشهر الثالث، الاختبار قريب، المعلمات يقدمن المعلومات بسرعة: المراجعة.. الاختبار.. تسأل ليلى المعلمة:
متى يأتي الاختبار؟
في الطريق.. سيأتي.
كيف سيأتي؟! هل له أجنحة؟!
لا.. إنه لا يطير!!
كيف يأتي؟!
لن يأتي بالسيارة، وبالطائرة!!
هكذا تقول المعلمة، وهي تضحك.. ليلى تقول:
إذا كيف يأتي؟!! 
نجده واقفا، عند باب المدرسة في الصباح!!
تبتسم ليلى.. وتضحك زميلاتها.. 
وهل يجلب معه هدايا لنا؟!! 
نعم!!
في الليل: في ليلة الاختبار، وبعد أن يذهب جميع الأطفال إلى غرفهم، وهم يفكرون في يوم الاختبار.. تأتي طيور كثيرة.. كثيرة جدا.. طيور صغيرة.. كالعصافير.. إنها تطير متمهلة، دون صوت، وتخبئ علبا صغيرة، وملونة، تحت أجنحتها.. لها عيون ذكية ترى فيها البيوت، و الشوارع، والنخيل.. والسيارات، والمدارس.. آه: المدارس!! ها هي تتجه إلى المدارس.. وعند باب المدرسة تجد الاختبار يقف في انتظارها.. يأخذ العلب منها، ويصفها بنظام عجيب.. تدخل الطيور فيها وتنام.. في الصباح تفتح المعلمات العلب، وتأخذن أوراق الأسئلة، وتوزعنها على التلميذات.. تقرأ كل تلميذة أسئلتها، فتطير منها الطيور الصغيرة، تطير.. و تحط على ورق الإجابة الأبيض.. تلتقط الحروف التي تكتبها التلميذة.. تلقطها كحبوب صغيرة.
هل تأكل هذه الطيور الصغيرة إجاباتنا؟!!
لا.. إنها تتأكد من أن كل شيء صحيح!!
وإذا كانت الإجابة خاطئة؟
ربما يعمد الطائر الصغير إلى نقر القلم، أو يحك إصبع التلميذة برفق.. أو يحط فوق رأسها.. إنه يستخدم أساليب كثيرة ليقول للفتاة أن تفكر أكثر...
لكننا لا نرى هذه الطيور!!
ربما هي غير ملونة.. لكنها تكون فرحة جدا، وأنتم تكتبون كلماتكم الجميلة.
وماذا تفعل بعد ذلك؟
تطير.. إلى المكان الكبير الذي ينتظر فيه الاختبار.. تطير إلى بيته البعيد، في أقصى الحارة.. حيث غابات نخيل كثيرة!!
وماذا تفعل؟
تحط في أذنه الواسعة، وتسرّ له بما كتبت كل تلميذة!!
وماذا يفعل بعد ذلك هذا الاختبار الجالس في بيته، وسط النخيل؟ !
إنه، وبمجرد أن تخبره العصافير بما كتبته البنات من كلمات جميلة.. يطير إلى بيوتهن، ويساعد الأهل في تجهيز الهدايا.

مقالات متعلقة