أحمد الطيبي:

المجتمع اليهودي لا يعرف شيئاً عن المجتمع العربي ولا يُعير اهتماماً لما يحدث فيه من عنف وقتل بمن فيهم الوزراء والمسؤولون حتى رئيس الحكومة والعرب يعرفون اليهود وأنتم لا تريدون معرفة حياتنا

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن الحركة العربية للتغيير، جاء فيه ما يلي: "قدّم النائب أحمد الطيبي، رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، رئيس الحركة العربية للتغيير، محاضرة في جامعة بن غوريون في بئر السبع حول قضايا المواطنة والهوية، الحقوق والعنصرية والمساواة. ولقد غصّت القاعة بالطلاب الذي حضروا للاستماع الى المحاضرة والمشاركة في الحوار المفتوح" كما جاء في البيان.

وتابع البيان "افتتح الطيبي محاضرته بالوقوف عند واقع المواطن الفلسطيني في إسرائيل، كما هو حاله، من مواليد مدينة الطيبة ، ابن لعائلة تم تهجيرها عام 48 من الرملة ويافا، متزوج من امرأة من طولكرم، بينما امتداد بقية افراد العائلة في مناطق الضفة وغزة. هذا الواقع العائلي والامتداد ما بين الداخل وبين المناطق، جعل اللقاء مع افراد العائلة حدثاً استثنائياً مستحيلاً في ظل منع لم الشمل وتمزيق العائلات في أعقاب النكبة التي أدت الى تشتيت الشعب الفلسطيني. واستذكر التهجير وسلب الأرض والبيت والبيارة. وتحدث عن الانكشاف على انعدام المساواة عند المقارنة بين مدينة الطيبة وسائر المدن والقرى العربية وبين البلدات اليهودية.  وتطرق الطيبي الى بداية مسيرته منذ بدأ العمل وهو طالب ثانوية في أحد مصانع المواد الغذائية الاسرائيلية وهو مصنع " عسيس " ، حيث غضب بسبب إقبال صاحب المصنع على ضرب أحد العمال العرب بسبب تأخره لبضع دقائق، وكانت هذه أول حادثة فتحت عينيه على مفهوم المطالبة بالحقوق، ثم سرد محطات مراحل حياته وهو طالب في كلية الطب بالجامعة، ثم عمله كطبيب، حتى انتقل الى العمل السياسي.

قضايا سياسية
وأضاف البيان "وتحدث الطيبي عن القضايا السياسية الساخنة من بينها يهودية الدولة والتمييز العنصري ومكانة العرب واوضاع البدو في النقب، وقال : لا يُعقل أن يسير طفل سيراً على الأقدام او على دابّة مسافات لإحضار الماء، بينما الى جانبه توجد مزرعة لفرد واحد يهودي ولديه ماء، لديه كهرباء ومئات الدونمات. عشرات آلاف البدو يعيشون في هذه الظروف الصعبة في القرى غير المعترف بها، وأي شعور يمكن أن يكون لدى الشاب العربي الذي يريدون ترحيله وإخلاءه من أرضه وبيته؟ كيف لكم أن تعيشوا براحة بال وآلاف البدو بلا ماء أو كهرباء؟ وتطرق ايضاً إلى أزمة السكن لدى الأزواج الشابة، وانعدام الخرائط الهيكلية واراضي البناء مما يؤدي الى البناء غير المرخص، في حين حتى الآن لم يتم بناء أي مدينة عربية جديدة. وقضية الأرض والمسكن تخلق أزمة كبيرة بين المواطنين العرب والحكومة ، وأعطى مثالاً على ذلك المنازل المهددة بالهدم في الطيبة وفي قلنسوة مؤخراً، حيث أن المواطن يُحرم من حق أساس الانسان في المأوى" كما جاء في البيان.

إستخدام السلاح
وأردف البيان "وقال الطيبي فيما يتعلق بالتعامل مع المجتمع العربي: "ان المجتمع اليهودي لا يعرف شيئاً عن المجتمع العربي ولا يُعير اهتماماً لما يحدث فيه من عنف وقتل، بمن فيهم الوزراء والمسؤولون حتى رئيس الحكومة، والإعلام. وقال : العرب يعرفون اليهود وأنتم لا تريدون معرفة حياتنا".
وطالب الطيبي بوضع حد لظاهرة العنف في المجتمع العربي، وأن تجمع الشرطة الأسلحة الموجودة بكميات كبيرة، حيث إن تعامل الشرطة مع الأمر غير جاد، ولو كان استخدام السلاح في سياق أمني لكانت الشرطة جمعت هذا السلاح ووصلت الى جميع من لهم علاقة به.  كما استنكر الطيبي ظاهرة قتل النساء، مؤكداً أنه لا يوجد شرف في القتل، ويحظر استخدام اي مدلولات إيجابية عن خلفية مثل هذه الجرائم" كما جاء في البيان.

العمل السياسي
واختتم البيان "وعن توجهه الى العمل السياسي قال الطيبي : في الطب توجد رسالة، كما انه في السياسة توجد رسالة، وبموازاة العمل على القضايا السياسية العامة فإن ثمانين بالمئة من عمله البرلماني يتركز في القضايا الحياتية اليومية للمواطنين العرب، رغم ان هذا لا يحظى بتغطية إعلامية عبرية.  وتناول في محاضرته قضايا التشغيل واستيعاب الاكاديميين العرب في القطاع العام الذين تتراوح نسبتهم 7%. يجدر ذكره أن طلاباً يهود يتبعون حركة " إيم ترتسوا " وهي حركة يمينية فاشية، تظاهروا قبيل المحاضرة ضد إدارة الجامعة بسبب دعوة النائب احمد الطيبي، رافعين أعلاماً إسرائيلية، ثم دخلوا يحملون هذه الأعلام الى داخل القاعة ووضعوها امامهم في حركة استفزازية للنائب الطيبي. ومن بين الذين تواجدوا في القاعة كانت أنيت خاسكية التي جندت اولادها في جيش الاحتلال، ولقد عرّفها مندوب حركة ايم تيرتسو بانها عربية صهيونية فخورة، حيث صرخت : انتم فلسطينيون اذهبوا لهناك. د. الطيبي رد بالقول: في كل شعب يوجد هكذا ظواهر ..ليمونه وتعصر ضد شعبها.. "انت واحدة رداحه .اقعدي واسكتي ولا تصرخي".. الطلاب العرب صاحوا بوجهها : انت خائنة !
وشكر النائب الطيبي الطلاب العرب على مشاركتهم ، أما البرفيسور المسؤول دافيد اوحانا فقال : دعونا الكثير من النواب والسياسيين ولكن هذه اول مرة تمتلئ القاعة بهذا الشكل والبعض لم يسمح لهم بالدخول لامتلاء المكان..والمحاضرة كانت مثيرة ومميزة" بحسب ما جاء في البيان.