*هذه قصة واقعية حدثت بين المغار والرامة... لا تقل إثارة عن المسلسلات المدبلجة!

*راويه وشادي الياس من المغار  في حضانة أسرة سمعان في الرامة منذ مدة 28 سنه !

* راوية تزوجت هذه الأيام وجاء والدها وأخوتها من عائلة الياس لوداعها

من الصعب تخيل القصة التي عاشتها راويه وشقيقها شادي، فبدايتها كانت بائسة ونهايتها السعيدة  شبيهة بنهايات المسلسلات  المدبلجة، حيث انتهت القصة بزواج راويه الفتاة التي فقدت أمها وهي صغيره لكنها وجدت أما حنونة احتضنتها ورعتها منذ نعومه أظفارها حتى وجدت شريك حياتها واقيم حفل زفافهما في الأسبوع الماضي.
بداية القصة كانت مع قدوم راويه وشادي الى الحضانة التي تديرها أم منذر سمعان في قرية الرامة الجليلية، هذه الحضانة التي ربت واحتضنت آلاف الأطفال من الرامة والقرى المجاورة. ومثل بقية الأطفال، دخلت راويه وشقيقها شادي وهما من قرية المغار الى روضه أم منذر وبعد سنة من دخولهما، تدخل القدر وحدثت بعض الأمور وعاشت أسرتهما الأصلية (من عائلة الياس) ظروفا صعبة أدت إلى افتراق شادي وراوية عن والديهما وبقيا في حضن أم منذر الدافئ التي احتضنتهما ورفضت التخلي عنهما لأي جهة كانت. وهكذا انضم كل من راويه وشادي الى عائلة سمعان في الرامة..أسرة  أبي منذر العامرة والكريمة والمعطاءة. ومرت السنون وترعرع شادي وراويه في أحضان أم منذر ، التي صارت بمثابة أم لهما وزوجها ابو منذر بمثابة أب.

كبر شادي وراويه في بيت عائلة سمعان ورفضا العودة الى بيت والدهم الذي حاول مرارا وتكرارا إعادتهما الى حضانته..لكن راويه وشادي أصرا على البقاء في كنف الأسرة التي  احتضنتهما  ورعتهما.
ومرت السنون وتعلم راويه وشادي في أعلى المعاهد ولم يشعرا بالفرق بينهما وبين نادر ومنذر أبنا أسرة ابي وام منذ سمعان .

أم منذر حدثتنا في يوم زفاف راويه هذا الأسبوع الأخير فقالت :
بالنسبة لي راويه وشادي هم إبناي ..ما زلت اذكر اليوم الذي حضرا فيه ..كبقية أطفال الروضة ..لكن الوقع كان كبيرا عليهما فقررت تبنيهما  بالرغم من أنه يوجد لدي أبناء وبنات ، فقد رأيت بذلك رسالة سماوية..الرب هكذا أراد ..وراويه وشادي هم إبناي بكل معنى الكلمة وأنا سعيدة كثيرا بزواج رواية مثل كل أم تفرح بزواج ابنتها ..لكنني حزينة في الوقت نفسه..لأنني أشعر بأنني أودعها بعد هذه السنوات الطويلة ..أشعر اليوم أنني سلمت الأمانة التي استلمتها قبل 28 عاما، هذه الأمانة الغالية أسلمها بضمير مرتاح ليبقى شادي الأمانة الثانية التي ستبقى معي الى النهاية بإذن الرب .

وكم كان مؤثرا قدوم أخوة راويه وشادي وأبوهم الى فرح راويه..فالأخوة بقوا على اتصال دائم براويه وشادي على مدار سنين ..الياس وإليس ورائد وألبير لم يتركوا أختهم وأخاهم طيلة هذه السنين ..وبالرغم من أنهم لا يشعشون معهم إلا أن قلوبهم ومحبتهم بقيت محبة الأخ لأخته ولشقيقه ...

راويه العروس في يوم زفافها ..بكت هي الأخرى وهي تودع العائلة التي احتضنتها وكرمتها.. بكت على فراق أم أعطتها الحنان الذي حرمت منه في صغرها.. وراويه التي تركت حضانتها منذ 28 عاما لن تنسى حاضنتها ولن تنسى عائلتها ولن تنسى عائلتها الحاضنة وما قدمته لها عائلة سمعان ..فبالرغم من أنها من عائلة إلياس ..إلا أن كل من سألها عن اسم عائلتها كانت تقول ...عائلتي... سمعان